تفاصيل صغيرة من حياة وردة في ذكرى الرحيل

تفاصيل صغيرة من حياة وردة في ذكرى الرحيل

18 مايو 2015
وردة في صورة من العام 2009 (العربي الجديد)
+ الخط -


مرت الذكرى الثالثة لرحيل المطربة القديرة وردة. هذه المناضلة الجزائرية التي صبغت دنيا  الغناء بتقنية فريدة وإضافات نادرة في طريقة الأداء، حملت إلى ذلك أبعاداً إنسانية وشخصية كبيرة، بين السعادة والألم، كانت الغلبة دائما للغناء.

عاشت وردة حياة مليئة بالأحداث، فبعد طلاق أول ونزوح إلى القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، استطاعت أن تثبت لنفسها أولاً أن هذا الصوت تحق له فرصة من النجاح في أرض المحروسة، تحدّت نفسها مع سيد مكاوي، وانتصرت بداية في "شعوري ناحيتك" التي أظهرت التسجيلات أنها أعدّت للسيدة أم كلثوم، لكن وفاتها حالت دون صدورها مُسجلة بصوت كوكب الشرق. بعدها حاكت فريد الأطرش ثم رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب، حتى فازت بقلب وثروة بليغ حمدي الموسيقية، لم ينافسها في ذلك الوقت إلا "حليم"، لكن غيرة وردة من حليم والعكس، بيّنت عمق التحدي والتسابق في أن يظفر أحدهما بلحن من "مستقبل الموسيقى في مصر"، كما وصف عبد الحليم الموسيقار بليغ حمدي في إحدى حفلاته.

هذا التنافس أوجد أهم الاغنيات التي ما زالت حتى يومنا هذا.. كانت وردة بعد زواجها من بليغ حمدي تنتهز الفرص لتفوز بأكبر عدد من الألحان. أحبّت موسيقى الملحن كما ذابت عشقا في الزوج، لكن عبثية بليغ حمدي وغيرة وردة عليه انتهت بطلاقهما. حزن بليغ انحصر بألحان وأغنيات لم تقل شأناً عن أغنيات وردة. وجد بليغ ضالته في ميادة الحناوي فأعطاها بحسب اعتراف المنتج محسن جابر. كل الاغنيات التي كان يوجهها لحبيبته وردة، إنما بصوت ميادة الحناوي. "الحب الي كان" و"فاتت سنة"، وغيرها من الأعمال التي أثرت المكتبة العربية شعراً وموسيقى وتوزيعاً.

ثمة عوامل أخرى أثّرت على حياة وردة العملية والإنسانية. الحزن الذي حمل الألم إلى الجسد النحيل، أوجاع الكبد، أدّت إلى زرع كبد جديد في باريس، واستئصال الصدر خوفاً من انتشار السرطان.

لم تكن سعادة وردة إلا مجرد سنوات، اعترفت أنها عاشتها فكانت تردد دائماً عند دخولها غرف العمليات لا أخشى النهاية. وما كان يؤلم وردة في السنوات الأخيرة تراجع صوتها بفعل العياء، السكري كان أيضاً متربصاً ينتظر الفرص ليوجعها أكثر، لكنها إيمانها كان يرفع من عزيمتها.

في السنوات الأخيرة، كانت وردة تثق بكل من حولها، ثقة حملت الكثير من التراجع الفني، توقيعها مع شركة روتانا جاء منقوصاً. لم تدرك الشركة السعودية قيمة الفنانة الكبيرة، انتظرت وردة ثلاث سنوات حتى صدر ألبومها اليتيم "الي ضاع من عمري" عن الشركة، والذي أجمع النقاد والموسيقيون أنه لن يدخل في تاريخ وردة الغنائي، نظراً لسوء التسجيل وصوت وردة الذي خانها هذه المرة، وحرمانها من أغنيات كانت تنوي إصدارها في الألبوم لحسابات خاصة بالشركة، يصح القول إن وردة فشلت في روتانا. وذهب ألبومها الأخير أدراج الرياح فلم يتنبه أحد له.

ثلاث سنوات، على رحيل وردة الجزائرية تحمل كثيراً من الذكريات، كثيراً من الحنين لمطربة عرفت جيداً كيف توظف صوتها فأكسبت الغناء العربي خطاً فريداً جداً.



اقرأ أيضاً:
نجوم يرفضون الظهور في برنامج تكريم وردة

المساهمون