حلويات العيد الجزائرية.. إثبات الموهبة والهوية

19 يوليو 2015
حلوى المقروض أو "المقروط" الجزائرية (العربي الجديد)
+ الخط -
لصناعة الكعك في الجزائر متعة لا تضاهيها أي متعة عائلية أخرى، لأن تحضير حلوى العيد بالنسبة لنساء الجزائر، نوع من إثبات الموهبة والهوية في آن واحد. تزخر الموائد الجزائرية، يوم العيد، بعشرات أنواع الحلويات التي لا يمكن تحضيرها بسهولة، فلكل منطقة تقاليدها التي تحرص على إعادة إحيائها كل سنة. وكذلك لكل ربة منزل طقوسها التي تتمثل غالباً في تحضير أكثر من ثلاثة أنواع من الكعك أو الحلويات التي ستوزعها على الأهل والأصدقاء عند زيارتهم لها أو عند زيارتها لهم.

ولعل أشهر هذه الحلويات هو المقروض أو "المقروط" الذي يعتبر من أهم حلويات التراث الجزائري. يصنع "المقروط" من الدقيق الخشن، الذي يُقطّع إلى شكل رباعي ذي أضلاع غير قائمة، ويحشى بالتمر المعجون في وصفته التقليدية، وأصبح يحشى اليوم باللوز أو أنواع أخرى من المكسرات، أيضاً، بهدف التنويع.

تشتهر الجزائر بنوع آخر من الكعك اللذيذ، أيضاً، يسمى "التشاراك" وهو عبارة عن هلال تُحشى عجينته بالمكسرات، يُغطى بمزيج ملوّن من السكر السائل، أو يتم تغميسه في السكر الأبيض الناعم. بالإضافة إلى "التشاراك"، تبرز أنواع أُخرى من الحلويات مثل المِخَبَّز ، والعرايش، والجنجلانية، والقنيدلات والطويبعات والفانيد والغريبية والبقلاوة وغيرها.

أمّا حلوى "القريوش" فهي من ألذ الحلويات، ويتم تحضيرها بتقطيع عجينة خفيفة إلى مستطيلات يتم تقطيعها في الوسط وقلبها حول بعضها ثم قليها في الزيت، وبعدها يتم تغطيتها بالعسل.

اقرأ أيضاً: كعك العيد ممزوج بشقاوة الأطفال

وقد يظن بعضهم لوهلةٍ أولى أن الجزائر عاصمة الحلويات، فحلوى "الدزيريات" معروفة أيضاً، ومعنى اسمها هو "الجزائريات" باللهجة المحلية، وهي تعتبر من أفخر أنواع الحلويات التي تتبارى نساء العاصمة في تحضيرها كونها جزءاً مهماً من ثقافتهنّ وتراثهنّ، تبرز خلال المنافسة براعة كل ربة منزل وقدرتها على تحضيرها بشكل مميّز. 

تقول نعيمة ذات الـ40 عاماً لـ"العربي الجديد": "صناعة الكعك عادة منتشرة في مختلف البلدان العربية، وفي الجزائر بشكل خاص لأن في بلادنا أنواعاً عديدة يصعب تعدادها، وفي عيد الفطر لابد أن تثبت كل امرأة قدراتها، لأن الأمر يتحول إلى سباق تنافسي بين النساء لإبراز مواهبهنّ في تحضير الحلويات، وكلما كانت الحلويات مصنوعة بدقة وبمهارة، كلما ازدادت ثقة المرأة بنفسها بين أهلها وصديقاتها".

وعن الحلويات التي اختارتها لتكون ضمن مائدة العيد قالت نعيمة : "اخترت هذا العام عدداً من الحلويات مثل "السابلي" و"المقروط" و"الجلجلانية"، وسأمنح ابنتي فرصة تحضير صنف من الأصناف، فالعيد فرصة لتعليم بناتنا كيفية إعداد الكعك وزرع التقاليد الأصيلة في نفوسهن، كما أننا كنا نحضّرها في الماضي، مع العائلة، حيث تلتقي نساء الأسرة الواحدة لصناعة الكعك مع بعضهن بعضاً كنوع من التكاتف الاجتماعي والتقارب العائلي".

اقرأ أيضاً: عن "شهيوات" الحلوى الرمضانية في المغرب

المساهمون