ليلى الأحمديّة... رسامة للزي التراثي اللبناني

17 مايو 2016
بورتريه بريشة الأحمدية (العربي الجديد)
+ الخط -
يعتبر الزيّ التراثي اللبناني من أجمل الأزياء في الشرق الأوسط. وهو ينقل بدقّة وصدق التاريخ السياسي اللبناني، ومختلف أشكال التفاعلات الثقافيّة التي مسّت الشخصيَّة اللبنانيَّة الثقافيَّة. حيث كان يمتاز بالطنطور الذي كانت ترتديه السيدات على رؤوسهن، وهو مخروطي الشكل، كما الطربوش والعباءة والشروال للرجال.

ليلى الأحمدية نويهض، من بلدة صوفر في جبل لبنان، بدأت مشروعها الخاص في الحفاظ على التراث اللبناني من خلال الرسم، تقول لـ "العربي الجديد": "منذ الصغر كانت هوايتي الرسم، وعندما كنت في المدرسة، وخاصة في حصة درس التاريخ، لم أكن أنتبه للدروس وكنت أقوم بالرسم على الطاولة، فيتم طردي من الصف إلى الملعب، لأعود وأرسم على الجدران".

تضيف: "عندما كبرت درست تصميم الأزياء في معهد بيروت للفنون الجميلة والديكور. وعند التخرج عام 1989، كان المطلوب مني إنجاز أطروحة عن الأزياء في أحد البلدان، وأنا اخترت لبنان. وعندها، توجهت إلى وزارة السياحة كي أطلب صوراً عن الزي التراثي اللبناني، ولم يكن لديهم سوى ست صور ما زلت أحتفظ بها، ولم يكن هناك أرشيف وقتها؛ لأنه فُقد أثناء الحرب الأهليّة في لبنان". كانت، ليلى الأحمديّة، تقوم بتصميم الملابس التراثية اللبنانية لأولادها، وذلك للمشاركة في المسابقات والحفلات التنكريّة، وكانوا دائماً يحصدون المركز الأول بسبب ارتدائهم الزي اللبناني.

بعد عشر سنوات من عملها في تصميم الأزياء التراثيّة اللبنانية، حاولت ليلى أن تجمع معلومات ومراجع عن التراث اللبناني، ووجدت أن الكتب لا تحوي أي رسوم عن الملابس التراثيّة، فاتجهت لرسم الزي التراثي اللبناني بتفاصليه كافة، على أن تعود وتجمعه في كتاب مفصّل عن أنواع الزي ومناطقه في لبنان. وتقول عن ذلك: "رسمت لوحات تمثّل الزي اللبناني، وشاركت بمعارض على الأراضي اللبنانية كافة، وكان أول معرض خاص بي في مدينة صور (جنوب لبنان)، وأطمح أنْ أنظّمَ معرضاً يحتوي على رسومات ومجسمات وبعض الأزياء اللبنانية من تصميمي، وذلك لنشر تراثنا اللبناني لتتعرف عليه الأجيال الجديدة.

تقول الأحمدية: لا أرسم إلا التراث اللبناني كي أوثّقه وخاصة أن الفنانين الذين كانوا يرتدون الزي التراثي في مسرحايتهم مثل فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح كان هدفهم إبراز الزي اللبناني. لكن، لم تعد هذه الأنواع من المسرحيَّات موجودة، ولم يعد أحد يرتدي الزي التراثي اللبناني". بالإضافة إلى الرسم بالألوان، قامت الأحمدية برسم لوحات مميزة، ولكن باستخدام القهوة والنسكافيه. وتلفت إلى أن الناس تحب بشكل تلقائي الألوان الترابيّة، وهي تقوم برسم صور الوجوه "بورتريه" بتفاصيلها، وبتدرج الألوان المشتقة من اللون البني الغامق. وقد لاقت اللوحات هذه استحساناً من كل من شاهدها، وبدأ الطلب عليها لأنها تعتبر نادرة، ومن يقوم بالرسم بهذه الطريقة هم قلّة، لأنها تستغرق وقتاً أكثر من الرسم بالألوان، لكن لها رونقها الخاص. تؤكد الأحمديّة، أن من أجمل اللوحات اللي رسمتها، استوحتها من لقطة تلفزيونية لفتاة فلسطينية في غزة تلعب على أرجوحتها، بينما الدمار خلفها، فجسدت المشهد في لوحة كبيرة تعاطفاً مع أطفال فلسطين.
المساهمون