صانع دُمَى "السيسيّ" يجهز العرائس للعرض الأكبر في "رابعة"

13 اغسطس 2014
وليد الشيخ: علينا الانتظار إلى أن نكوّن ظهيراً شعبيّاً
+ الخط -
لم تكن عرائسه الخشبية أوفر حظاً من عشرات الجثامين الآدمية يومَ مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب الماضي. عاد صانع الدمى الخشبية، وليد الشيخ، إلى قريته في محافظة المنوفية، بعد فضّ الاعتصام، من دون دُماه التي أتت عليها النيران في عمارة "المنايفة"، وهي قيد الإنشاء، وكانت مقرّاً لاعتصام القادمين من محافظة المنوفية من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، الذي أطاحه الجيش في انقلاب 3 يوليو/تموز 2013. 

داخل العمارة صنع الشيخ عرائس "ماريونيت" خشبية جسّدت شخصيات قادة الانقلاب العسكري، مثل الرئيس السابق عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ولاقت إعجاب رفاقه، فقرّر تقديم عرض ساخر على منصّة رابعة قبل أيام من المذبحة.

بطل عرضه الرئيسي دمية تحاكي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. فقد عاد بذاكرته ليروي تفاصيل المذبحة، التي وقعت قبل عام: بتّ ليلة الفضّ وسط أنباء احتمال قدوم قوات الجيش والشرطة إلى الميدان، لم أتوقع أن ينجحوا في الوصول إلى قلب الميدان، حتّى أنّني بدأت إعداد عرائس جديدة لتقديم عرض "الخيبة الكبيرة"، على غرار أوبريت الدمى المصري الشهير "الليلة الكبيرة"، على منصة رابعة"، قال لـ"العربي الجديد.

وتابع: أقصى ما توقّعته تكرار سيناريو مذبحة النصب التذكاري، التي حدثت في 26 يوليو/تموز 2013، تضطر بعدها قوات الداخلية إلى الانسحاب بعد صمود المعتصمين، لكن هيهات. فقد كانت نيّتهم مُبيَتة لارتكاب مذبحة دموية في حق المعتصمين.

ويكمل وليد الشيخ: استيقظت في السادسة والنصف صباح يوم 14 أغسطس/آب على صوت إطلاق النار وتحليق الطائرات على ارتفاع منخفض، وعندما اقتربت من نوافد بناية "المنايفة"، وهي قيد الإنشاء، شاهدت جرّافة تابعة للداخلية معزّزة بمدرعات، متوجّهة صوبنا في شارع الطيران من ناحية مسجد نوري خطاب. فاضطررنا إلى التراجع بعد سقوط عشرات الشهداء من حولنا. ألقيتُ نظرة أخيرة على عرائسي التي وضعتها في الطبقة الثانية من البناية.. لم يكن بوسعي نقلها بعيداً فكان همّي نقل عشرات الذين تساقطوا من حولي بطلقات نارية اخترقت رؤوسهم وبطونهم وصدورهم.

استقلّ الشيخ ومن نجا من رفاقه سيارة نقلتهم بعيداً عن المكان، وعاد إلى قريته في اليوم التالي. لكن ظلّ حلم العودة إلى الأرض التي ارتوت بدماء رفاقه يراوده طيلة عام كامل. ولم تمنعه بشاعة المذبحة من صنع عرائس جديدة استعداداً للعرض الأكبر الذي سيقدّمه على منصة رابعة يوم الاحتفال بسقوط الانقلاب: الوقت في صالحنا بعد أن اكتشف كثيرون من مؤيّدي السيسي كذب وعوده، لا سيما بعد رفع أسعار الوقود والغاز والكهرباء واتجاه حكومته إلى رفع الدعم.

وعن فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى للمذبحة، قال الشيخ إنّه يفضّل "عدم تنظيم تظاهرات في ميدان رابعة، علينا الانتظار قليلاً إلى حين تكوين ظهير شعبي قوي مناهض للسيسي بدلاً من الدخول في مواجهة خاسرة مع قوات الجيش والشرطة في المرحلة الراهنة". وختم حديثه: يمكننا إحياء الذكرى بتظاهرات في محافظات عدّة لتأكيد استمرار الحراك المناهض للانقلاب حتّى تحين اللحظة المناسبة.

دلالات

المساهمون