20 سبتمبر 2024
الفوبيا المركّبة لإسقاط الدولة
تحدّث عبد الفتاح السيسي، في مشهد درامي، عن شعار جديد، يريد به أن يشعر الشعب بحالة "فوبيا من إسقاط الدولة"، لا يفهم طبيب الفلاسفة معنى الفوبيا، ولا يعرف أنها حالةٌ مرضيةٌ تعبر عن المبالغة والتطرّف في التعبير عن مشاعر الخوف، ربما بلا سند أو بلا مبرّر، وهو يجعل من ذلك أمراً يطالب بصناعته، ويؤكد على نشره وترويجه، وهو لا يعي، وربما يعي، أنه يتحدث بذلك عن فوبيا مركّبة من إسقاط الدولة، خصوصاً أنه ألحق الدعوة بأمرين مهمين:
الأول، استنفار أجهزة إفكه الإعلامي، وتدوير ماكينة الكذب التي احترفت التهويل من كل أمر، والتهوين من كل انتهاك وجرم يرتكبه النظام، تلك الأذرع الإعلامية التي تحدّث عنها المنقلب، إبّان إدارته المخابرات الحربية، يتحدث عن كيف يمكن تصنيع الأذرع الإعلامية بالقيام بعمليات تعبوية أشبه بوظائف الشؤون المعنوية، وفي إطار تصوّر دولة المعسكر ومعسكر الدولة.
الثاني، إشارات ليست الأولى إلى العام 2011 من دون أن يذكر الثورة المصرية في يناير، أو الثورات العربية التي واكبتها، وهو ضمن فريقٍ للثورة المضادّة، يريد أن يطمس هذه الثورات، ويحاول تشويهها من كل طريق، بل ويعتبرها مؤامرة المؤامرات، وهو، في إشارته تلك، إنما يعبر عن مسؤولية الثورة بحالٍ يصفها بالفوضى وعدم الاستقرار وسقوط هيبة الدولة، وانهيار مؤسساتها، وحالة سيولة وتفكك، هكذا يصوّر أو يتصوّر.
وفي إلحاق لذلك التقييم، يعتبر "3 يوليو" ثورة أخرى، وربما وحيدة وأخيرة، قادها الجيش بإعادة الأمور إلى نصابها، يحاول ترويج ذلك، من دون إشارة إلى موجات الثورات المضادّة التي يشكل نظامه فيها رأس حربة ضد الثورات الحقيقية، لا يحاول فحسب الالتفاف عليها، ولكنه لا يرضى بديلاً إلا بإجهاضها، أو نقضها من أساسها، ومحاصرة كل مسبباتها.
ومن ثم يشن حملاتٍ تلو الحملات، بتخويف الشعب وإرعابه ضمن استراتيجية ترويع وتفزيع عالية، ليجرم كل شيء، ويكمم أي فم، ويدفع كل رفض، ويواجه كل احتجاج، ويمنع منعاً باتاً أن يقف أحدٌ ليقول "لا". صارت هذه الكلمة جريمة في ذاتها، تنقضّ الدولة، وتعمل على إسقاطها وترسيخ عمليات انهيارها.
هكذا يتصوّر "فوبيا إسقاط الدولة" بحملاتٍ إعلامية، يتحدث فيها أن جمال عبد الناصر كان
محظوظاً بإعلامه، إعلام الصوت الواحد والرجل الواحد، وهو يريد أن يحاكي الاتجاه نفسه. لم تكذب أذرعه الإعلامية خبراً، ولكنها انتفضت واستنفرت، الكل يتحدّث عن هذا التكليف من رأس السلطة، وعن استراتيجيةٍ، تهدف إلى تثبيت الدولة، أجهزة إعلامية طفقت ترسم الخطط، وتضع خرائط البرامج كلها، تهدف إلى تثبيت الدولة. ولا بأس في هذا المقام من التأكيد على مؤامراتٍ على الدولة، وأنها مستهدفة بحروبٍ من أنواع مختلفة من الجيلين، الخامس والسادس، وهلم جرا.
بين التخويف والفوبيا والاستناد إلى نظرية المؤامرة، يخرج علينا السيسي بمطالبه تلك، وهو لا يعلم، وربما يعلم، أنه يمارس الفوبيا المركّبة بإسقاط الدولة بالفعل، يقوم هو وجوقة إعلامه بترويج متعمد لمقولات مثل "أحسن من سورية والعراق واليمن"، رضاً بالأمر الواقع وبالاستبداد الطاغي من أجل تثبيت الدولة. ومؤسفٌ حقاً أن يسانده مثقفون وإعلاميون ومفكرون وأكاديميون، وهم في الحقيقة طغمة ساقطة، تقود الجماهير، نخبة منحطة، بعد أن كانت محنطة، تحاول من كل طريق أن تصرخ في وجه كل أحد؛ أنقذوا الدولة، إنهم يستهدفون الدولة.
إنها صنعة الكذب وإفك الإعلاميين. وفي ذلك كله، تغافلوا عن عمد عن حقيقة الدولة وجوهرها، عن معنى الدولة ووظائفها، عن الدولة الحقيقية الفاعلة العادلة، الدولة القوية، لكنهم يصدرون لنا وجب عليكم أن ترضوا بحالكم، مهما كان بائساً لتبقى الدولة، والدول في عرفهم عصابة حاكمة، وتحالف مصالح زائفة، ومؤسسات فسادٍ مكينة، وشبكات استبدادٍ قميئة، تمارس سياسات الظلم باحتراف، وتمتهن كل سياسات الفساد، بينما تنادي، في خطابها، بمحاربته، والقيام بالإصلاح. ما بال هؤلاء يتحدّثون عن ذلك الإصلاح الكاذب والضال، وما حديثهم عن الإصلاح إلا الشهادة عليهم بأنهم فسدة، فما يمنعهم من فعل ذلك إلا فسادٌ مقيم، واستبداد عميم.
ويأتي ذلك التكليف في فوبيا من إسقاط الدولة، ليس فقط لتخويف الناس من سقوط الدولة أو من إسقاطها، ولكنه في واقع الأمر ينقل حالة رعبه وفزعه من حال غدره وطغيانه واستبداده، وقتله بلا حساب، والاستخفاف بالأرواح والنفوس، نحن على عتبات أيام قليلةٍ من ذكرى مذبحة ميدان رابعة وأخواتها، سابقاتها ولاحقاتها، احترف حكم العسكر فيها القتل، ضمن استراتيجية الترويع الكبرى، وها هو يمارس تخويفاً بعد ترويع، ليقيم دولة الخوف في نفوس الناس، فلا يصنع إلا مرعوبين خائفين مذعورين. ومؤسفٌ حقاً أنه، وهو يفعل ذلك، يصاب بالذعر، وما نظن إلا فصل من خطابه يدل على ذلك، فتارة يتساءل "إنتو مين" إلى تارة أخرى، يتحدّث عن عدم سماحه لحدوث ثورة، مثلما حدثت في يناير، وثالثة يتحدّث فيها عن أهل الشر، مبرّراً فشله وعجزه.
وفي هذا المقام، يحاول أن يدافع عن منظومته الانقلابية الطاغية الباطشة التي يقتل ويعتقل ويطارد فيها بلا حساب، ويوزّع فيضاً من أحكام الإعدام، وتمارس أدواته القرصانية من اختطافات قسرية التي صارت طقساً يومياً، والتي تعقبها تصفيات جسدية خارج إطار القانون بإعدام بلا أحكام، كل هذا يمارسه ويحذر بعد ذلك، ببجاحة، من الدولة الفاشلة، أو الدولة المنهارة، وقد تحدث من قبل عن تلك الدولة بأنها شبه دولة، هشّة، رخوة، ضعيفة، ويتحدّث عن شعبها، واصفاً إياه بالفقراء "فقرا قوي قوي قوي".
نقول له: من الذي يوصل الدولة إلى عتبات الفشل الحقيقي. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي الدولة
الجابية التي صارت تتفنن في فرض الضرائب والجبايات، وترهق الناس، وتضعهم تحت مقصلة فقر وإفقار. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي دولة الفقر الذي تبشّر به الناس "مش قادر أدّيك"، بينما تبذر بلا حساب، على فئاتٍ تلتف حول كرسيك، تدعم سياسات ظلمك، ومن هؤلاء جوقة الإفك وحملة المباخر. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي التي تفتقد كل سياساتٍ تتعلق بالعدالة الاجتماعية بين الناس، فتزيد الفقراء إفقاراً. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي الدولة الفاشية البوليسية التي وطّدت أركانها، وجعلت الناس في حال خوف وترويع. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي التي تمتهن الحقوق، لا تحترمها، تدوس على عموم الناس بلا رحمة، ولا تجعل لهم كرامة، إنها دولة السادة والعبيد.
الدولة الفاشلة، يا هذا، هي دولة ترقص وتتراقص حولك، يصفّق المصفقون، ويزوّر المزورون، ويكذب الكاذبون، يوزّعون الأوهام والأحلام. تختفي فيها المعارضة، وتغتصب فيها السياسة مع سبق إصرار وترصد. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي دولة العسكر والمعسكر التي أردت أن تبنيها، فتجعل من تثبيتها هدفاً لك. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي التي لا تنظر لبشرها وإنسانها إلا بوصفهما عبئاً. يتحدث المستبد تلو المستبد عن الزيادة السكانية، ولا يتحدثون عن الثروة البشرية، لأن المستبد منهم لا يقيم وزناً للإنسان وكرامته، ولكنه يهتم بالمال وجمعه. أرأيت ما فعل بجزيرة الوراق، يريد أن يقتلع أهلها، ليحولها إلى مشاريع تجارية، غير عابئ بأهلها. الدولة الفاشلة، يا هذا، حينما تنصب سلطةً، تجدها تتبجح بالوطنية. وفي الوقت نفسه، تعاقب من يطالب بأرضه، ويحمي عرضه، وتتهمه بالخيانة، وتسجنه وتروعه. الدولة الفاشلة هي التي تفرّط في مواردها، في مياهها وغازها وجزرها وقرارها وقيمتها ومكانتها.
ألا تشعر، يا هذا، أنه بدعوتك إلى فوبيا إسقاط الدولة، ورعبك وذعرك، ونشر خطاب التخويف، فلا يأتي معه سائح، ولا يأتي به استثمار. يا هذا.. أنت من تخرّب الدولة، أنت من تسقط الدولة، أتعرف ماذا فعلت بمؤسساتها، فنقضتها في جوهرها ووظائفها، فتحوّلت أجهزة الأمن والتأمين إلى أدوات تفزيع وترويع، وتحول القضاء من مرفقٍ للعدل والإنصاف إلى كتائب جور وإجحاف. وبدا البرلمان ألعوبة تدافع عنك، لا عن مصالح الشعب. إنك حين تتحدث عن الفوبيا المركّبة لإسقاط الدولة، فأنت أول من خرّبها، وأنت أول من يسقطها.
الأول، استنفار أجهزة إفكه الإعلامي، وتدوير ماكينة الكذب التي احترفت التهويل من كل أمر، والتهوين من كل انتهاك وجرم يرتكبه النظام، تلك الأذرع الإعلامية التي تحدّث عنها المنقلب، إبّان إدارته المخابرات الحربية، يتحدث عن كيف يمكن تصنيع الأذرع الإعلامية بالقيام بعمليات تعبوية أشبه بوظائف الشؤون المعنوية، وفي إطار تصوّر دولة المعسكر ومعسكر الدولة.
الثاني، إشارات ليست الأولى إلى العام 2011 من دون أن يذكر الثورة المصرية في يناير، أو الثورات العربية التي واكبتها، وهو ضمن فريقٍ للثورة المضادّة، يريد أن يطمس هذه الثورات، ويحاول تشويهها من كل طريق، بل ويعتبرها مؤامرة المؤامرات، وهو، في إشارته تلك، إنما يعبر عن مسؤولية الثورة بحالٍ يصفها بالفوضى وعدم الاستقرار وسقوط هيبة الدولة، وانهيار مؤسساتها، وحالة سيولة وتفكك، هكذا يصوّر أو يتصوّر.
وفي إلحاق لذلك التقييم، يعتبر "3 يوليو" ثورة أخرى، وربما وحيدة وأخيرة، قادها الجيش بإعادة الأمور إلى نصابها، يحاول ترويج ذلك، من دون إشارة إلى موجات الثورات المضادّة التي يشكل نظامه فيها رأس حربة ضد الثورات الحقيقية، لا يحاول فحسب الالتفاف عليها، ولكنه لا يرضى بديلاً إلا بإجهاضها، أو نقضها من أساسها، ومحاصرة كل مسبباتها.
ومن ثم يشن حملاتٍ تلو الحملات، بتخويف الشعب وإرعابه ضمن استراتيجية ترويع وتفزيع عالية، ليجرم كل شيء، ويكمم أي فم، ويدفع كل رفض، ويواجه كل احتجاج، ويمنع منعاً باتاً أن يقف أحدٌ ليقول "لا". صارت هذه الكلمة جريمة في ذاتها، تنقضّ الدولة، وتعمل على إسقاطها وترسيخ عمليات انهيارها.
هكذا يتصوّر "فوبيا إسقاط الدولة" بحملاتٍ إعلامية، يتحدث فيها أن جمال عبد الناصر كان
بين التخويف والفوبيا والاستناد إلى نظرية المؤامرة، يخرج علينا السيسي بمطالبه تلك، وهو لا يعلم، وربما يعلم، أنه يمارس الفوبيا المركّبة بإسقاط الدولة بالفعل، يقوم هو وجوقة إعلامه بترويج متعمد لمقولات مثل "أحسن من سورية والعراق واليمن"، رضاً بالأمر الواقع وبالاستبداد الطاغي من أجل تثبيت الدولة. ومؤسفٌ حقاً أن يسانده مثقفون وإعلاميون ومفكرون وأكاديميون، وهم في الحقيقة طغمة ساقطة، تقود الجماهير، نخبة منحطة، بعد أن كانت محنطة، تحاول من كل طريق أن تصرخ في وجه كل أحد؛ أنقذوا الدولة، إنهم يستهدفون الدولة.
إنها صنعة الكذب وإفك الإعلاميين. وفي ذلك كله، تغافلوا عن عمد عن حقيقة الدولة وجوهرها، عن معنى الدولة ووظائفها، عن الدولة الحقيقية الفاعلة العادلة، الدولة القوية، لكنهم يصدرون لنا وجب عليكم أن ترضوا بحالكم، مهما كان بائساً لتبقى الدولة، والدول في عرفهم عصابة حاكمة، وتحالف مصالح زائفة، ومؤسسات فسادٍ مكينة، وشبكات استبدادٍ قميئة، تمارس سياسات الظلم باحتراف، وتمتهن كل سياسات الفساد، بينما تنادي، في خطابها، بمحاربته، والقيام بالإصلاح. ما بال هؤلاء يتحدّثون عن ذلك الإصلاح الكاذب والضال، وما حديثهم عن الإصلاح إلا الشهادة عليهم بأنهم فسدة، فما يمنعهم من فعل ذلك إلا فسادٌ مقيم، واستبداد عميم.
ويأتي ذلك التكليف في فوبيا من إسقاط الدولة، ليس فقط لتخويف الناس من سقوط الدولة أو من إسقاطها، ولكنه في واقع الأمر ينقل حالة رعبه وفزعه من حال غدره وطغيانه واستبداده، وقتله بلا حساب، والاستخفاف بالأرواح والنفوس، نحن على عتبات أيام قليلةٍ من ذكرى مذبحة ميدان رابعة وأخواتها، سابقاتها ولاحقاتها، احترف حكم العسكر فيها القتل، ضمن استراتيجية الترويع الكبرى، وها هو يمارس تخويفاً بعد ترويع، ليقيم دولة الخوف في نفوس الناس، فلا يصنع إلا مرعوبين خائفين مذعورين. ومؤسفٌ حقاً أنه، وهو يفعل ذلك، يصاب بالذعر، وما نظن إلا فصل من خطابه يدل على ذلك، فتارة يتساءل "إنتو مين" إلى تارة أخرى، يتحدّث عن عدم سماحه لحدوث ثورة، مثلما حدثت في يناير، وثالثة يتحدّث فيها عن أهل الشر، مبرّراً فشله وعجزه.
وفي هذا المقام، يحاول أن يدافع عن منظومته الانقلابية الطاغية الباطشة التي يقتل ويعتقل ويطارد فيها بلا حساب، ويوزّع فيضاً من أحكام الإعدام، وتمارس أدواته القرصانية من اختطافات قسرية التي صارت طقساً يومياً، والتي تعقبها تصفيات جسدية خارج إطار القانون بإعدام بلا أحكام، كل هذا يمارسه ويحذر بعد ذلك، ببجاحة، من الدولة الفاشلة، أو الدولة المنهارة، وقد تحدث من قبل عن تلك الدولة بأنها شبه دولة، هشّة، رخوة، ضعيفة، ويتحدّث عن شعبها، واصفاً إياه بالفقراء "فقرا قوي قوي قوي".
نقول له: من الذي يوصل الدولة إلى عتبات الفشل الحقيقي. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي الدولة
الدولة الفاشلة، يا هذا، هي دولة ترقص وتتراقص حولك، يصفّق المصفقون، ويزوّر المزورون، ويكذب الكاذبون، يوزّعون الأوهام والأحلام. تختفي فيها المعارضة، وتغتصب فيها السياسة مع سبق إصرار وترصد. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي دولة العسكر والمعسكر التي أردت أن تبنيها، فتجعل من تثبيتها هدفاً لك. الدولة الفاشلة، يا هذا، هي التي لا تنظر لبشرها وإنسانها إلا بوصفهما عبئاً. يتحدث المستبد تلو المستبد عن الزيادة السكانية، ولا يتحدثون عن الثروة البشرية، لأن المستبد منهم لا يقيم وزناً للإنسان وكرامته، ولكنه يهتم بالمال وجمعه. أرأيت ما فعل بجزيرة الوراق، يريد أن يقتلع أهلها، ليحولها إلى مشاريع تجارية، غير عابئ بأهلها. الدولة الفاشلة، يا هذا، حينما تنصب سلطةً، تجدها تتبجح بالوطنية. وفي الوقت نفسه، تعاقب من يطالب بأرضه، ويحمي عرضه، وتتهمه بالخيانة، وتسجنه وتروعه. الدولة الفاشلة هي التي تفرّط في مواردها، في مياهها وغازها وجزرها وقرارها وقيمتها ومكانتها.
ألا تشعر، يا هذا، أنه بدعوتك إلى فوبيا إسقاط الدولة، ورعبك وذعرك، ونشر خطاب التخويف، فلا يأتي معه سائح، ولا يأتي به استثمار. يا هذا.. أنت من تخرّب الدولة، أنت من تسقط الدولة، أتعرف ماذا فعلت بمؤسساتها، فنقضتها في جوهرها ووظائفها، فتحوّلت أجهزة الأمن والتأمين إلى أدوات تفزيع وترويع، وتحول القضاء من مرفقٍ للعدل والإنصاف إلى كتائب جور وإجحاف. وبدا البرلمان ألعوبة تدافع عنك، لا عن مصالح الشعب. إنك حين تتحدث عن الفوبيا المركّبة لإسقاط الدولة، فأنت أول من خرّبها، وأنت أول من يسقطها.