أبوظبي والقاهرة تبتزان فصائل غزة

18 اغسطس 2020
تستمر فعاليات الإرباك على حدود غزة (محمود همص/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" إن الوفد الأمني المصري الذي وصل إلى غزة أمس الإثنين، يحمل عدة رسائل من الحكومة الإسرائيلية ومصر والإمارات، في مهمة ربما تكون الأولى من نوعها بنقل رسائل عربية لفصائل القطاع، في أعقاب الخطوة الإماراتية بإشهار العلاقات مع الاحتلال. وأضافت المصادر، أن زيارة الوفد الذي وصل عبر معبر بيت حانون، آتياً من رام الله، يحمل رسالة إسرائيلية مفادها أن السماح بإدخال المساعدات المالية القطرية إلى القطاع مرهون بمنع أي تصعيد ضد الاحتلال في غزة. وتابعت المصادر أن الوفد يحمل أيضاً رسائل عربية لقادة الفصائل في غزة بعدم الإساءة لمن سمتهم قادة عربا خلال الفعاليات الرافضة للقرار الإماراتي لعدم فقدان ما تبقّى من مساعدات عربية تأتي عبر الجامعة العربية، مؤكدة أن مسؤولين في الإمارات والسعودية حذروا من توقف مساهمات أبوظبي في الصناديق الخاصة بفلسطين في الجامعة في حال استمر الهجوم على قادة الإمارات.

مسؤولون في الإمارات والسعودية حذروا من توقف مساهمات أبوظبي في الصناديق الخاصة بفلسطين

وكشفت المصادر أن فحوى الرسالة المصرية لقادة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وباقي الفصائل، هي دراسة أي رد فعل قبل الإقدام عليه، خصوصاً أن عدداً من الدول العربية التي كانت تُقدّم مساعدات مالية للفلسطينيين ستأخذ خطوات رسمية في التطبيع مع الاحتلال خلال الأيام المقبلة، وهو ما يستلزم ضرورة تغيير الاستراتيجية الفلسطينية في التعامل مع قضيتهم.

يأتي هذا فيما قال مصدر مصري آخر إن هناك تحركات حثيثة من جانب أطراف عربية من شأنها العمل على استمرار الخلافات بين حركتي "حماس" و"فتح"، وعدم توحيد جهودهما في مواجهة الخطوة الإماراتية، كاشفاً أن دوائر في أبوظبي ناقشت مقترحاً بالسماح بمكاتب تمثيل لبعض الفصائل الفلسطينية على أراضيها ضمن أدوار جديدة علنية تريد لعبها في إطار دور إقليمي أوسع خلال الفترة المقبلة. وأكدت المصادر أن مقترح السماح بمكاتب تمثيل للفصائل شمل إمكانية فتح مكتب لحركة "حماس"، والسماح بتواجد شبه رسمي على أراضيها بشكل يسهّل من إمكانية قيادتها اتصالات مباشرة في الأزمات بين الاحتلال والحركة، في إطار محاولتها امتلاك أوراق لعب في أزمات المنطقة. وكشفت المصادر أن الوفد الأمني المصري حمل أيضا مقترحاً بترتيب لقاء بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم من حركة "حماس"، وهو المطلب الذي تتمسك "حماس" منذ فترة طويلة برفضه.

يُذكر أن الوفد المصري كان قد التقى مساء الأحد في رام الله رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج وأعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح". وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، بأن الاجتماعات ركزت على بحث الوضع السياسي والأمني في البلاد إضافة لملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح". ووجّه سلاح الجو الإسرائيلي عددا من الضربات لأهداف في قطاع غزة في الأيام الأخيرة في أعقاب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، بدعوى أنها تأتي في إطار الرد على أعمال عدائية على السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة. وكان آخرها إعلان الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الإثنين، أن دباباته قصفت "مواقع رصد تابعة لحركة حماس". وأضاف أن القصف جاء "رداً على إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة من القطاع تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى أعمال الشغب على السياج الأمني". في المقابل، استمر إطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة. وقالت "وحدة برق الجهادية" إنها تمكنت من إطلاق دفعة من البالونات الحارقة من شرق قطاع غزة "باتجاه مغتصبات غلاف غزة".

المساهمون