ألمانيا.. "البديل" اليميني يزور موسكو للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر

في ظل العلاقات السيئة مع برلين: "البديل" اليميني الشعبوي يزور موسكو للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر

09 مارس 2021
زعيمة كتلة البديل في البوندستاغ أليسا فايدل في زيارة إلى روسيا (Getty)
+ الخط -

بعد الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الزعيم المشارك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، تينو شروبالا، خلال ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي إلى موسكو والتقى خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، غادر اليوم الثلاثاء، وللمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، وفد برئاسة زعيمة كتلة البديل في البوندستاغ أليسا فايدل إلى روسيا.

كما ضم وفد "البديل" كلاً من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البديل بيتر بيسترون ورئيس لجنة العلاقات البرلمانية الألمانية الروسية روبي شلوند.

وتثير الرحلة في توقيتها تساؤلات سياسية في برلين، إذ إن فايدل رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ولاية بادن فورتمبيرغ، والتي ستجرى فيها انتخابات ولائية جديدة يوم الأحد المقبل، أي أن مغادرتها تأتي في وقت تحتدم فيه الحملة الانتخابية في الولاية.

إلى ذلك، فإن "البديل" يوحي بسلوكه وكأنه يطعن السياسة الخارجية الألمانية تجاه موسكو، إذ برزت أيضاً تعليقات تفيد بأن البديل يريد الآن ترسيخ سمعته كحزب يتمتع بأفضل العلاقات مع روسيا. 

وأشارت التقارير إلى أن الزيارة التي تستمر ليوم الجمعة المقبل، ستشمل إضافة إلى اللقاءات الرسمية المقررة مع مسؤولين في الخارجية الروسية وأعضاء من مجلس الدوما، زيارات إلى البنك المركزي الروسي، وشركات ألمانية وروسية من بينها مركز الأبحاث الروسي الذي طور لقاح كورونا سبوتنيك في.

ووفق المتحدث باسم الكتلة، فإن الزيارة تهدف لاستئناف المحادثات التي انطلقت بين شروبالا ولافروف، أما فايدل فقالت إنه من الضروري عدم ترك خيط المحادثات بين ألمانيا وروسيا ينقطع، لافتة إلى أنه من خلال المحادثات نريد تعميق وتحسين العلاقات بين بلدينا، وإنهاء العقوبات الاقتصادية التي تلحق الضرر ليس فقط بروسيا وإنما أيضاً بالاقتصاد الألماني، مع العلم أن شروبالا انتقد خلال الزيارة بشدة الوضع السياسي في ألمانيا، ودان العقوبات المفروضة على روسيا.

العلاقات بين موسكو وبرلين في أدنى مستوياتها، وذلك منذ تسميم أشد معارضي الكرملين المحامي الروسي أليكسي نافالني

وتأتي الزيارة في مرحلة تمر فيها العلاقات بين موسكو وبرلين في أدنى مستوياتها، وذلك منذ تسميم أشد معارضي الكرملين المحامي الروسي أليكسي نافالني خلال أغسطس/آب من العام الماضي، والذي نُقل على إثرها إلى برلين للمعالجة بعد أن  دخل في غيبوبة، هذا عدا عن طرد روسيا لدبلوماسي ألماني بتهمة مشاركته في تجمعات غير مصرح بها مع المعارضين لنظام الرئيس فلاديمير بوتين.

ومن المعلوم أن المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب "البديل" أرمين باول هامبل انحاز إلى موسكو ووصف افتراض الحكومة الألمانية بأن الكرملين مسؤول عن الهجوم على نافالني بأنه سخيف، كما كرر المطلب الروسي بأن تشارك برلين كل الأدلة مع موسكو.

تجدر الإشارة إلى أن حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غيرت خلال السنوات القليلة الماضية طريقة تعاملاتها مع روسيا، وباتت تشكل مزيجاً من الضغط والحوار الذي عادة ما يختلط بنبرة حادة، بعد التجاوزات التي قامت بها روسيا، من القرصنة التي تعرض لها البوندستاغ الألماني، إلى جرائم قتل معارضين لموسكو في برلين، علاوة على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والحرب في أوكرانيا.

في المقابل، تواصل روسيا ترتيب علاقتها مع سياسيين يمينيين في أوروبا سواء كان في النمسا أو في المجر أو فرنسا وغيرها، ولطالما وضعت روسيا أنظارها على الانتخابات العامة، وقد تكون مستعدة بشكل أو بآخر لدعم القوى المناهضة لليبرالية.

المساهمون