الحوثيون يعتقلون مئات اليمنيين في صنعاء لاحتفالهم بذكرى ثورة 26 سبتمبر

28 سبتمبر 2023
مسلحون حوثيون يعتدون على رافعي الأعلام الوطنية في صنعاء (أرشيف/Getty)
+ الخط -

كشف محامون عن حملة اعتقالات نفذها الحوثيون خلال اليومين الماضيين ضد ما يقارب ألف شخص في صنعاء، بسبب الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر ورفع الأعلام الوطنية.

وقام مسلحو الحوثي باعتقال المئات من رافعي الأعلام الوطنية ومصادرة هواتفهم، وكذا مصادرة عدد من السيارات والدراجات النارية المستخدمة باحتفالات ذكرى ثورة 26 سبتمبر.

وكشف شهود عيان عن قيام مسلحين تابعين لجماعة الحوثي بالاعتداء على رافعي الأعلام الوطنية المحتفلين بذكرى ثورة سبتمبر ومصادرة الأعلام والدوس عليها بأقدامهم، كما قاموا برمي الحجارة والاعتداء بالضرب على رافعي الأعلام الوطنية في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء.

المحامية سماح سبيع قالت، في منشور على صفحتها بـ"فيسبوك": "قام طقم عسكري عليه قرابة ثمانية أشخاص، الغالبية منهم يرتدون الزي الشعبي، بينما كان أحدهم يرتدي الزي العسكري البيج، بالاعتداء علينا أنا ومن معي من الفتيات على متن سيارتي... واستطاع العسكري من على متن الطقم الذي يحمل هذا الرقم (22992) انتزاع علم الجمهورية اليمنية، وقام بكل ما أوتي من قوة العسكرة وقوة الذكر برمي علم جمهورية اليمن تحت قدميه وداس عليه وهو يؤدي مع من معه الصرخة".

ووفقا للقانون رقم 1 لسنة 1990، يعاقب بالحبس أو الغرامة كل من أسقط أو أهان بأي طريقة كانت العلم الوطني للجمهورية اليمنية.

المحامي عبدالمجيد صبرة قال لـ"العربي الجديد" إنه بالنسبة لعدد المعتقلين الكلي، فهو حسب كلام نائب مدير قسم شرطة جمال جميل سابقاً، أبو حرب الملصي حالياً، في حدود الألف تقريباً "موزعين على عدد من أقسام الشرطة بأمانة العاصمة، لكن من قابلتهم والتقيت بهم هم فقط المعتقلون في ذات القسم، وهم عشرون شخصاً، وسبب اعتقالهم وفقا لكلام الضابط أنهم كانوا يريدون إثارة الفوضى في صنعاء". 

وتابع صبرة: "وفقاً لكلام المعتقلين الذين قابلتهم لم يقوموا بأي فوضى، وجرى إنزالهم من فوق سياراتهم بسبب رفعهم للعلم الجمهوري وتشغيلهم للأناشيد الوطنية بمناسبة احتفالهم بعيد ثورة 26 سبتمبر".

وأضاف المحامي ذاته: "عمد الحوثيون لاعتقالهم لأنهم يعتبرون ثورة 26 سبتمبر انقلاباً وليس ثورة، ولا يريدون أي مظاهر للاحتفال بها"، مؤكداً أن "اعتقال هؤلاء يعد اعتقالاً تعسفياً خارج إطار القانون، بل ويعتبر ذلك جريمة يعاقب عليها بالقانون اليمني".

اعتداء مسلحي جماعة الحوثي على المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، واعتقال المئات منهم، ومصادرة عدد من السيارات والدراجات النارية الخاصة بالمحتفلين، جاءت في سياق الموقف الحوثي من النظام الجمهوري الذي أعلنت قيامه ثورة 26 سبتمبر 1962، والتي قادها مجموعة من الضباط الأحرار بدعم مصري ضد نظام المملكة المتوكلية اليمنية.

وكانت جماعة الحوثي قد عمدت إلى طمس كل ما له علاقة بثورة 26 سبتمبر، فألغت المناسبة الوطنية من التقويم الدراسي، وحرفت أهداف الثورة في المناهج الدراسية، كما ألغت رموز الثورة من المناهج الدراسية، بالإضافة إلى وصف بعض قيادات الجماعة لثورة سبتمبر بأنها انقلاب.

وعملت جماعة الحوثي على فرض أعيادها ومناسباتها الطائفية، وذكرى مقتل قيادات الجماعة، وأبرزهم حسين بدر الدين الحوثي وصالح الصماد.

وجاءت حملات الاعتقال بحق رافعي العلم الوطني بالتزامن مع إعلان الحوثيين عما وصفوها بـ"تغييرات جذرية"، دشنوها بإقالة الحكومة الحالية (غير المعترف بها) برئاسة عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشؤون العامة العادية، ما عدا التعيين والعزل، حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.