جنرال إسرائيلي: حزب الله جرّنا إلى حرب استنزاف

25 مايو 2024
جيش الاحتلال يُجري مناورة مع استمرار المواجهات مع حزب الله، 4 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي يعترف بنجاح حزب الله في جر إسرائيل إلى حرب استنزاف، مؤكدًا أن هذا يضع إسرائيل أمام تحديات استراتيجية واقتصادية كبيرة بسبب الانخراط في مواجهات على أكثر من جبهة.
- يوفال بزاك يشدد على ضرورة إعادة تقييم القيادة الإسرائيلية لاستراتيجيتها واتخاذ قرارات جريئة لمواجهة الواقع الاستراتيجي المعقد، محذرًا من أن غياب استراتيجية واضحة يضعف إسرائيل.
- سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان يعبرون عن إحباطهم بسبب عجز الحكومة الإسرائيلية عن توفير الأمن ووقف هجمات حزب الله، مع تنديد بشدة بعجز الحكومة عن معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية.

في ظل اتساع مظاهر تعبير سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان عن إحباطهم بسبب عجز كيان الاحتلال عن حمايتهم، أقر جنرال احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن حزب الله نجح في جر إسرائيل إلى حرب استنزاف. ونقل موقع صحيفة معاريف، اليوم السبت، عن يوفال بزاك، الذي تولى في السابق قيادة قوات جيش الاحتلال المتمركزة في منطقة جبل الشيخ على الحدود مع لبنان، قوله إن "حزب الله وإيران معنيان بجرّنا إلى معركة استنزاف، واليوم قد نجحا بالفعل في تحقيق هذا الهدف".

واعتبر بزاك أن انغماس إسرائيل في مواجهة مع حزب الله، بعد أن أعلنت الحرب على حركة حماس في قطاع غزة، يُعدّ جزءاً من التطورات التي لم تتحسب لها تل أبيب. وأضاف: "واضح أن لدينا خطة تتعلق بالحرب على غزة، وهذه مهمة الجيش، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن تطبيق هذه الخطط في ظل الواقع الإستراتيجي، لأنه في زمن الحرب يمكن أن تواجه عناصر تمثل نقطة ضعف بالنسبة لإسرائيل". وأشار بزاك إلى التداعيات الاقتصادية للمواجهة المتواصلة في غزة والحدود الشمالية، قائلاً: "عندما تحرك قوات كبيرة، فأنت تعلم أنك ستكون مطالباً بشل الاقتصاد أو تخفيض نشاطه".

وحول تداعيات انخراط إسرائيل في مواجهات على أكثر من جبهة، علّق بزاك قائلاً: "كلما طال أمد المواجهات العسكرية التي تخوضها إسرائيل، فإن هذا يجعل الدولة تقف أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على قواتها التي تعمل على الأرض، وفي الوقت ذاته مواجهة انتقادات دولية". وأضاف أن تآكل الشرعية الدولية لعمليات إسرائيل الحربية بات يؤثر بشكل جوهري على قدرتها على تحقيق أهداف الحرب، مشيراً إلى أنه "يتوجب أن نسأل أنفسنا: كيف وصلنا إلى هذا الواقع؟".

وشدد على أن إسرائيل وصلت "إلى واقع استراتيجي معقّد، يتطلب من قيادتها بحث مستقبل وجهتها بشكل معمق، واتخاذ قرارات جريئة"، محذراً من أن "غياب الاستراتيجية، وانعدام الرغبة في بلورتها، وعدم السعي لإقناع الشعب بدعمها، يسهم في إضعافنا، فنحن نواجه واقعاً لم يحدث أن واجهناه". وأوضح بزاك أن الجمهور الإسرائيلي محبط من قيادته، لعجزها عن تحديد جدول أولويات واضح، مشيراً إلى أن "الشعب يرى أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن الذي يدير الحرب لا يعرف بالضبط ماذا يريد". وحذر من أنه في حال واصلت قيادة إسرائيل إدارة الحرب بدون استراتيجية واضحة، فإنها لن تتمكن من تحقيق الأهداف التي وضعتها للحرب".

وفي سياق متصل، هاجم أحد قادة المستوطنين في شمال إسرائيل حكومة بنيامين نتنياهو، لعجزها عن توفير الأمن ووقف الهجمات التي يشنها حزب الله. وزعم رئيس المجلس المحلي في مستوطنة مرجليوت القريبة من الحدود مع لبنان، آريي دفيدي، أن عدم انتهاء الكثير من الهجمات التي يشنها حزب الله بمقتل مستوطنين لا يرجع إلى عجزه عن ذلك، بل بسبب قراره، لافتاً إلى أن الواقع سيتغير في حال غيّر حزب الله قراره.

ونقل موقع معاريف عن دفيدي قوله: "مساحة إسرائيل تتقلص بسبب هجمات حزب الله. المستوطنون الذين غادروا مستوطنات الشمال باتوا يقيمون في مخيمات لاجئين"، لافتاً إلى أن المستوطنين الذين بقوا في مستوطنات الشمال "يخرجون من بيوتهم بصعوبة كبيرة"، منتقداً عجز حكومة نتنياهو عن معالجة هذا التحدي. وأبرز حقيقة أنه رفض الأسبوع الماضي المشاركة في اجتماع نتنياهو مع قادة المجالس الاستيطانية في شمال إسرائيل، لأنه ليست لدى نتنياهو حلول للمعضلة في الشمال.

وتابع: "عندما توجه رؤساء المجالس للقاء رئيس الحكومة قلت هم: خسارة على الوقود الذي تحرقه سياراتكم في الطريق إلى القدس للقاء نتنياهو، لأن هذا الاجتماع لن يسفر عن شيء". وعبّر دفيدي عن إحباطه لأن حكومة نتنياهو لا تبدي رغبة في تعويض المزارعين وأصحاب المصالح في المستوطنات الشمالية التي لم يتم إخلاؤها، بسبب تضرر أعمالهم، وفي الوقت ذاته لم تصدر أوامر لهم بالمغادرة حتى لا تكون مطالبة بدفع التعويضات.

المساهمون