قتلى وجرحى بتجدد الاشتباكات بين "الجيش الوطني" و"تحرير الشام" شمالي سورية

23 سبتمبر 2023
لم يتضح حجم الخسائر الناجمة عن الهجوم (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

 

قُتل وجرح عدد من العناصر من "هيئة تحرير الشام" و "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي"، إثر اندلاع اشتباكات مع فصائل "الجيش الوطني السوري" في منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي الشمالي، شمالي سورية، وذلك بعد فشل مفاوضات بين الطرفين جرت يوم أمس الجمعة.

وقالت مصادر مُقربة من "الجيش الوطني السوري" إن القيادي المعروف باسم "أبو يعقوب قباسين"، الذي يعمل لصالح "هيئة تحرير الشام"، قُتل إلى جانب عنصرين اثنين من "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" بعد منتصف ليل الجمعة، إثر اندلاع اشتباكات بين "تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" (أحرار عولان) من جهة، ومن جهة أخرى، فصيل فرقة "السلطان مراد" العامل تحت مظلة "الفيلق الثاني" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" في منطقة لواش بالقرب من بلدة أخترين بريف حلب الشمالي الشرقي.

وأكدت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها،  لـ"العربي الجديد"، أن "تحرير الشام" تحاول إلى جانب "أحرار عولان" التقدم للسيطرة على منطقة لواش، بالرغم من وجود اتفاق تهدئة بين الطرفين، وذلك بُغية السيطرة على مقار القيادي أبو وليد العزة، العامل ضمن صفوف فرقة "السلطان مراد"، فيما تم تدمير مدفع من عيار "23" لـ"تحرير الشام" قرب مزعة العلا شرق بلدة أخترين.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش التركي المنتشر في منطقة الغزاوية طرد، مساء أمس الجمعة، رتلا عسكريا لـ"هيئة تحرير الشام" حاول دخول منطقة "غصن الزيتون" عبر معبر الغزاوية بريف حلب الغربي.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن جلسة التفاوض التي جرت أمس الجمعة بين وزارة الدفاع لدى "الحكومة السورية المؤقتة" و"هيئة تحرير الشام" فشلت، بعد طلب "وزارة الدفاع" من "تحرير الشام" سحب "أحرار عولان" من معبر "الحمران" (أهم معبر اقتصادي في الشمال السوري) ومن قريتي عبلة وثلثانة بريف حلب الشرقي، وتسليمها إلى الشرطة العسكرية مقابل الحصول على عائدات من "الفيول" (النفط الخام) القادم من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وحسب المصادر، فإن "تحرير الشام" طلبت عائدات 50% من جميع المنتجات التي تدخل من المعبر، إضافة إلى الإبقاء على كتائب من "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" داخل المعبر، إلا أن "وزارة الدفاع" رفضت مطالب الهيئة، في ظل الدعوة لجلسة مفاوضات جديدة بين الطرفين، لإيجاد حل ومنع حدوث قتال جديد.

"تحرير الشام" طلبت عائدات 50٪ من جميع المنتجات التي تدخل من معبر حمران

 

وكان اقتتال اندلع، في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، بين فصائل "الفيلق الثالث" وفصيل "فرقة الحمزة"، وذلك بعد تمكن الفيلق من إلقاء القبض على خلية تتبع للفرقة متورطة في اغتيال الناشط المدني "محمد أبو غنوم" في مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي. بعد ذلك، تدخلت "هيئة تحرير الشام" في القتال إلى جانب الفرقة، بالاشتراك مع فصيل "فرقة سليمان شاه"، و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، الأمر الذي أدى إلى دخول الهيئة إلى كامل منطقة "غصن الزيتون" والسيطرة على مدينة عفرين بتمهيد من تلك الفصائل، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الفيلق على الانسحاب إلى مدينة أعزاز، أبرز معاقله، ثم انسحبت الهيئة من المنطقة بعد مفاوضات واجتماعات بطلب من الجانب التركي.

الهجمات المباغتة تتواصل ضد "قسد" شرقي دير الزور

من جانب آخر، شن مسلحون، يُرجح أنهم يتبعون للعشائر العربية، هجوماً على مواقع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ليلة أمس الجمعة، في ريف محافظة دير الزور، شرقي سورية، بينما واصلت الأخيرة حملات الاعتقال في المنطقة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أرياف المحافظة.

وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن المسلحين هاجموا، ليل الجمعة، نقطة عسكرية لـ"قسد" على أطراف بلدة الطيانة القريبة من بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، من دون أن يتضح حجم الخسائر الناجمة عن الهجوم.

وبدأت مجموعة شُبان من أبناء العشائر العربية بشن هجمات مباغتة ضد "قسد"، منذ نحو 10 أيام، بعد استعادة الأخيرة السيطرة على أرياف محافظة دير الزور، والتي شهدت معارك دامية مع "مجلس دير الزور العسكري" وقبيلة "العكيدات"، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

إلى ذلك، اعتقلت "قسد" 8 أشخاص بينهم مدنيون، وذلك خلال حملة دهم واعتقال في بلدة السوسة بريف محافظة دير الزور الشرقي، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع تابعة لها في أجواء المنطقة.

في غضون ذلك، قالت شبكة "نهر ميديا" إنه عُثر على مختار بلدة محكان، شرقي محافظة دير الزور، محمد الحسين العبد الرزاق الجحيشي مقتولاً بطلق ناري ومرمية جثته في منطقة الموح قرب نهر الفرات.

من جهة أخرى، قضى ناصر بدري الخيري، يوم أمس الجمعة، جراء استهدافه برصاصة قناص من "قسد" بالقرب من مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، علما أن الخيري مدني ولا ينتمي لأي جهة عسكرية، ويعمل في صيد الأسماك، وهو من مهجري مدينة القورية شرقي دير الزور.

في سياق منفصل، كثفت قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا، ليل الجمعة، من قصفها المدفعي والصاروخي، مستهدفة 10 قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، و8 قرى وبلدات بريف حلب الغربي، وذلك بالتزامن مع تحليق عدة طائرات استطلاع روسية فوق مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية.

المساهمون