شرطة الاحتلال تهدد فلسطينيي 48: من يريد التضامن مع غزة فليذهب إليها

قائد شرطة إسرائيل يتوعد فلسطينيي 48: من يريد التضامن مع غزة مدعو لركوب حافلات متجهة إلى هناك

18 أكتوبر 2023
تمنع الشرطة الإسرائيلية تنظيم تظاهرات تضامنية وتعتقل كل متضامن (سعيد القاق/ الأناضول)
+ الخط -

تتواصل حملة الترهيب الشرسة التي تقودها الشرطة الإسرائيلية لتكميم الأفواه ومنع فلسطينيي 48 من التضامن مع المأساة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض سكانه لحرب إبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتمنع الشرطة تنظيم تظاهرات أو نشر منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمد إلى اعتقال كل من تصلها شكوى تفيد بأنه أقدم على ذلك، في حين تقوم جهات إسرائيلية غير رسمية بمراقبة المضامين التي ينشرها فلسطينيو 48 وإبلاغ الشرطة بشأنهم.

وعادة ما تعبّر المنشورات عن تضامن إنساني بحت ورفض لقتل الأبرياء أو تتضمن اقتباساً لآيات قرآنية، أو مضامين أخرى لا تحمل أي سمة من سمات التحريض، لا بشكل صريح ولا مبطن، أو تكون عبارة عن وضع "لايك" (أعجاب)، ومع هذا تكون كافية للاعتقال وعرض ناشريها على التحقيق وتمديد اعتقالهم في المحاكم.

وأفادت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأنها فتحت منذ بداية الحرب تحقيقات جنائية بحق 158 مستخدماً لمواقع التواصل الاجتماعي، نشروا منشورات ومواد زعمت أنها "تشجّع وتدعم ما تقوم به حركة حماس، وتنادي بمواصلة المسّ باليهود".

ووافقت النيابة الإسرائيلية، بحسب موقع "ماكور رشيون"، على فتح 89 تحقيقاً بشبهة التحريض، فيما لا تزال بقية الحالات في مرحلة استكمال التحقيقات.

ولا تستثني الاعتقالات أحداً، أطباء، وممرضين، وفنانين، وناشطين اجتماعيين، وغيرهم، بل قد تطاول حتى القاصرين، بحسب بعض المقابلات التي أجرتها إذاعات إسرائيلية مع مسؤولين في الشرطة.

ووصل الأمر بالقائد العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي إلى تهديد كل من يتضامن مع غزة من فلسطينيي 48، بتحميله على حافلات متجهة إلى هناك.

وقال شبتاي، في مقطع فيديو متداول من جلسة مع عناصر في الشرطة: "نحن في حالة حرب. من جهتنا، التعليمات واضحة، وهي عدم التسامح مطلقاً مع أي حدث ولا مع التحريض، لا من قبل ممرضة ولا طبيب ولا فنانة. لا توجد تصاريح لتنظيم احتجاجات. نحن لسنا في وضع نسمح فيه لأي أحد بالعبث معنا. علينا معالجة الأمور دون هوادة وعلى أعلى مستوى".

وأضاف "لقد أوعزت أيضاً بمهاجمة كل من يتم الإمساك به من جميع النواحي، أي هجمات اقتصادية، بحيث كل من نوقفه نقوم بتفعيل كافة المكاتب الحكومية ضده، مثلما نفعل مع المجرمين. من يريد أن يكون مواطناً في دولة إسرائيل أهلاً وسهلاً، ومن يريد التضامن مع غزة فأنا أدعوه الآن لصعود الحافلات المتّجهة إلى هناك".

"انتبهوا لقد تم تحذيركم"

وقال شبتاي، أمس الثلاثاء، بحسب ما نقله الموقع ذاته: "فليعلم كل من يحرّض ضد دولة إسرائيل ورموزها ومسؤوليها المنتخبين وجنودها وعناصر الشرطة فيها، أنّ شرطة إسرائيل ستتعامل معهم بقسوة ودون هوادة". 

وأضاف شبتاي متوعداً فلسطينيي الداخل: "ترى شرطة إسرائيل أنّ هناك أهمية قصوى لكبح الدعم لحماس وداعش"، على حد تعبيره، "خاصة إذا كان هذا الدعم يأتي من جهات داخل عرب 48، الذين هم من سكان البلاد، والذين يقوم جنودها وشرطتها بحمايتهم على مدار السنة، تماماً مثلما تحمي وتقاتل من أجل أمن جميع سكانها. دعم أي منظمة إرهابية لن يمر مرور الكرام، انتبهوا لقد تم تحذيركم".

المساهمون