قتلى باشتباكات داخلية بين فصائل المعارضة السورية شمالي حلب

31 اغسطس 2023
تكتل "الفيلق الثالث" يعتبر أبرز مكون من مكونات "الجيش الوطني السوري" (فيسبوك)
+ الخط -

قُتل وأُصيب عدد من عناصر فصائل المعارضة السورية، مساء الأربعاء، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل "الفيلق الثالث" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، وذلك على الطريق الواصل بين مدينتي أعزاز وعفرين، ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب.

وقال مصدر عامل ضمن فصيل "الجبهة الشامية" المنضوي ضمن تكتل "الفيلق الثالث"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "اشتباكات عنيفة اندلعت بين لواء (عاصفة الشمال) من جهة، و(الفرقة 37) المُشكلة حديثاً بقيادة أبو العز أريحا من جهة أخرى، وذلك على حاجز عسكري (حاجز السكة) التابع لفصيل العاصفة، والمتمركز على الطريق الواصل بين مدينتي عفرين - أعزاز شمال محافظة حلب، شمال سورية"، مؤكداً أن "الاشتباكات نتج عنها مقتل عنصر وإصابة عنصرين اثنين آخرين من الفرقة، واعتقال 11 عنصراً من قواتها".

إلى ذلك، أصدر فصيل "الجبهة الشامية" (أبرز مكونات الفيلق الثالث) بياناً، ليلة أمس الأربعاء، قال فيه إنّ "مجموعة عسكرية تابعة لـ(اللواء 315) أقدمت على مهاجمة أحد حواجز الشرطة العسكرية في منطقة أعزاز بريف حلب الشمالي، واحتجزت ثلاثة عناصر"، مضيفاً: "على الفور، أصدرت قيادة الجبهة الشامية توجيهات لاعتقال المجموعة المعتدية على الحاجز وتسليم أفرادها للقضاء العسكري لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم".

وأوضح بيان الجبهة أنه "خلال اعتقال المجموعة اندلعت اشتباكات بسبب مقاومة العناصر المعتدين على الحاجز، وسرعان ما تم احتواء الاشتباك وإلقاء القبض على بعض أفراد المجموعة وتسليمهم للشرطة العسكرية".

وأكدت الجبهة أنها "ترفض أي اعتداء على المؤسسات والعاملين فيها"، وتعهدت "بعدم التهاون مع هذه التصرفات، وتقديم مرتكبيها للمساءلة والقضاء"، وفق البيان.

من جهته، قال مسؤول أمني لدى فصيل "الجبهة الشامية"، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "تكتل الفيلق الثالث يعتبر أبرز مكون من مكونات الجيش الوطني السوري الذي تصدى لدخول (هيئة تحرير الشام) إلى منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات بريف حلب" العام الماضي، مُشيراً إلى أنه "بعد الاقتتال الأخير الذي وقع بين الفيلق الثالث وتحرير الشام، استطاعت الهيئة اللعب على المصالح الضيقة لجماعة أعزاز وتل رفعت، ما نتج عنه انسحاب الجبهة الشامية من الاندماج داخل الفيلق الثالث، واختيار أبو العز سراقب قائداً للشامية وإعادة تشكيل مجلس شورى للشامية (تحت مسمى فريق العمل)، الذي اتخذ قرار التنسيق مع تحرير الشام، مما اضطر بعض مكونات الجبهة الشامية التي تعادي الهيئة للتكتل بصورة (الفرقة 37) لعلها تعطل من قرار التنسيق مع الهيئة".

وأضاف المصدر أن "ذلك تسبب في انفجار الوضع الداخلي ضمن "الشامية" بعد طلب "تحرير الشام" إضعاف هذه الفرقة وإخراجها من مدينة أعزاز ومحيطها"، مبيناً أن "أول حالة صدام وقعت أمس الأربعاء، ما بين عاصفة الشمال والفرقة 37 التابعين للشامية، ونتج عنها مقتل شخص وإصابة آخر من مجموعة أبو العز أريحا التابع للفرقة 37، وأسر 6 عناصر منهم، وإظهارهم بطريقة مذلة ومهينة إعلامياً، ومن ثم قطع الطرق واستنفارات قد تؤدي إلى مواجهات وخسائر ضمن الشامية"، مشدداً على أن "الفرصة سوف تسنح للهيئة للدخول إلى أعزاز بشكل علني أو من خلال وكلائها من فصائل فرقة سليمان شاه (العمشات)، وفرقة الحمزة (الحمزات)، وتجمع الشهباء".

وفي الـ 27 من يوليو/تموز الفائت، قُتل عنصران وجرح خمسة، إثر اندلاع اقتتال بين فصائل "الفيلق الثالث" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" في معبر "تل أبيض" الحدودي مع تركيا بريف محافظة الرقة الشمالي، ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام"، شمال شرق سورية.

وجاءت هذه الاشتباكات بين الطرفين عقب صدور قرار من قيادة "الفيلق الثالث" بعزل المسؤول الأمني السابق العامل ضمن أمنية معبر "تل أبيض" والذي رفض تسليم مهامه ضمن المعبر، حيث اتجهت قوة عسكرية من فصائل "الفيلق الثالث" إلى المعبر لتنفيذ القرار، لتقع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، الأمر الذي دفع "الشرطة العسكرية" للتدخل كقوات فصل.

وكان اقتتال اندلع في مطلع أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، بين فصائل "الفيلق الثالث" وفصيل "فرقة الحمزة"، وذلك بعد تمكن الفيلق من إلقاء القبض على خلية تتبع إلى الفرقة، متورطة في اغتيال الناشط المدني "محمد أبو غنوم" في مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، لتتدخل "هيئة تحرير الشام" في القتال إلى جانب الفرقة، بالإشتراك مع فصيل "فرقة سليمان شاه"، و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، الأمر الذي أدى إلى دخول الهيئة إلى كامل منطقة "غصن الزيتون" والسيطرة على مدينة عفرين بتمهيد من تلك الفصائل، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الفيلق على الانسحاب إلى مدينة أعزاز أبرز معاقله، لتنسحب الهيئة من المنطقة بعد مفاوضات واجتماعات بطلب من الجانب التركي.

ورغم الانسحاب، أبقت "تحرير الشام" على بعض المجموعات الأمنية والعسكرية ضمن منطقة "غصن الزيتون"، وتحديداً في مدينة عفرين وبلدة معبطلي شمالي محافظة حلب، تحت رايات فصيل فرقة "سليمان شاه" و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، و"فرقة الحمزة"، والتي سهلت ومهدت لـ"تحرير الشام" الدخول إلى مناطق الجيش الوطني في القتال الأخير.