قوات الباسيج الإيرانية في مواجهة احتجاجات مهسا أميني.. فما هي؟

قوات الباسيج الإيرانية في مواجهة احتجاجات مهسا أميني.. فما هي؟

22 سبتمبر 2022
الباسيج تتحول لهدف مباشر للمحتجين الغاضبين (فاطمه بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

تحاول قوات الأمن الإيرانية، وبينها قوات الباسيج، القضاء على احتجاجات تتنامى في أنحاء البلاد بدأت بعدما توفيت شابة في الحجز لدى شرطة الأخلاق الأسبوع الماضي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أربعة من أفراد قوة الباسيج قتلوا خلال الاحتجاجات، أحدهم مات مطعونا.

وتوفيت مهسا أميني (22 عاماً)، الأسبوع الماضي، بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة"، ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقاً للوقوف على سبب الوفاة.

وأطلقت وفاة أميني غضبا بين المواطنين، وأدت لاندلاع احتجاجات تعد من بين أكبر الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ عام 2019. وتركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضاً إلى العاصمة، وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء الجمهورية. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.

في ما يلي بعض الحقائق عن الباسيج، القوات المخصصة للهجوم السريع والمواجهة التي تصدرت واجهة قمع الاضطرابات، ما جعلها هدفا مباشرا للمحتجين الغاضبين من الافتقار للحريات السياسية والاجتماعية في إيران.

تاريخ الباسيج

الاسم الرسمي للباسيج هو (منظمة تعبئة المستضعفين)، وتشكلت كقوة شبه عسكرية من المتطوعين على يد قائد الثورة الإسلامية روح الله الخميني في عام 1979.

اشتهرت الباسيج، التي يأتي أغلب أفرادها من خلفيات فقيرة وريفية، بتنفيذ هجمات عن طريق "موجات بشرية" ضد قوات صدام حسين في الحرب بين العراق وإيران في الفترة من عام 1980 وحتى عام 1988. كان الهدف من تلك الهجمات هو اكتساح المدافعين بالكثرة وبغض النظر عن العدد الكبير من الضحايا الذين سيسقطون.

في وقت السلم، تضطلع الباسيج بإنفاذ الأعراف الاجتماعية الإسلامية في البلاد، وتعمل كشرطة أخلاق على المعابر ونقاط التفتيش وفي المتنزهات، وفي أحيان أخرى في القضاء على الاحتجاجات. كما تنتشر قواتها وقت الكوارث الطبيعية، ولأفرادها وجود أيضا في مؤسسات حكومية.

يقدر محللون أن متطوعي الباسيج ربما يكونون بالملايين، من بينهم نحو مليون عضو نشط.

في عام 1981، دمجت الباسيج في الهيكل التنظيمي للحرس الثوري الإيراني، وهي القوة شبه العسكرية الرئيسية المسؤولة عن حماية نظام الحكم وحماية قيم الثورة الإسلامية.

بعد انتهاء حرب إيران مع العراق في عام 1988، لم يتم تفكيك الباسيج، وظلت تقدم قوة عددية لمؤسسات البلاد ووجودها كثيف في التجمعات المؤيدة للحكومة.

وعادة، تتألف شرطة الأخلاق من أفراد الباسيج، وتتلقى دعما منها، وتصبح تلك القوة قبضة البلاد الحديدية عندما تنشب احتجاجات.

وللباسيج وجود في كل جامعة إيرانية لمراقبة ملابس الناس وسلوكهم، إذ يلتقي الفتيان والفتيات في التعليم الجامعي للمرة الأولى في بيئة تعليم مختلطة.

ويكون أفرادها عادة من الشبان التقليديين المتدينين الموالين للنظام الحاكم، ولهم صلات وثيقة بالمحافظين في البلاد، ويمثلون أحد أوجه الحرب الثقافية الإيرانية التي تضع العناصر المتحفظة في مواجهة المواطنين الأكثر تحررا.

دورها في أحدث مظاهرات

ذكرت وسائل إعلام شبه رسمية أن خمسة على الأقل من أفراد قوات الأمن قتلوا في مدن إيرانية مختلفة على مدى الأسبوع المنقضي، من بينهم أربعة من الباسيج.

وقالت وسائل إعلام موالية للحكومة إن "عصابات ومثيرين للشغب" هم الذين استهدفوا قوات الأمن أثناء محاولتها إعادة النظام ومنع المحتجين من تدمير ممتلكات عامة. وقتل أحد أفراد الباسيج متأثرا بإصابته بطعنات، بينما قتل آخر بعيار ناري وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام.

ونشرت وكالة "فارس" للأنباء، المقربة من الحرس الثوري، مقطع فيديو على تطبيق "تيليغرام" عن عمل الباسيج خلال فترة الاضطرابات الحالية. وأظهرت اللقطات المتطوعين وهم يخمدون حريقا صغيرا في حاويات للقمامة لدى تطهيرهم للشوارع بعد الاحتجاجات.

وقال أفراد الباسيج خلال مقابلة في هذا المقطع إن "مثيري الشغب" أغلقوا طرقا في العاصمة وعرضوا سلامة الناس للخطر ودمروا ممتلكات عامة ونزعوا حجاب متدينات في الشارع. وأضافوا أنهم احتشدوا وتجمعوا في وقت متأخر من المساء لحماية "شرف الناس وممتلكاتهم"، وأنهم لن يسمحوا "لبضعة جبناء" بالإخلال بأمن البلاد.

وقال أحدهم في المقطع: "سنصمد حتى النهاية" لحماية النظام. ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق من صحة الفيديو.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون