كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن وثائق وتسجيلات جديدة لقادة في الجيش، في فترة حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي تسميها إسرائيل حرب "يوم الغفران"، حول بعض ما دار على الجبهتين السورية والمصرية، وأول معركة بحرية قبالة اللاذقية.
وفي وقت لا يزال المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن استخلاص العبر من تلك الحرب التي كانت واحدة من أصعب حروبهم وكبّدتهم خسائر كبيرة في الأيام الأولى قبل تحوّل المعركة لمصلحة إسرائيل، فإن الاحتلال يحرص على بث "روح العزيمة والنصر" أيضاً، وما تعتبره إسرائيل بطولات جنودها وقادة جيشها، خاصة في ظل أزمة التشريعات القضائية وحالة الانقسام والاستقطاب الداخلي.
وتتضمن المواد التي كُشف عنها اليوم صوراً لبرقيات ورسائل متبادلة بين قادة في جيش الاحتلال والقوات البحرية والجوية، وأوامر الخروج إلى الحرب وتسجيلات صوتية لمحادثات بأجهزة الاتصالات.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي: "دمّروهم وأبيدوهم"
وفي السياق، كشف لأول مرة عن برقية أرسلها قائد سلاح الجو الإسرائيلي حينها بيني بيلد، للقوات الجوية مع انطلاق الحرب وجاء فيها: "لقد حشد العدو المصري والسوري قوات كبيرة على طول حدودنا في هضبة الجولان وقناة السويس وحرّك ذراعه المتغطرسة ضد بلادنا في خضم صلاة يوم الغفران بهدف القضاء على وجودنا".
وتابع بحسب ما ورد في البرقية: "الذراع الساحقة الطويلة للجيش الإسرائيلي تنطلق مجدداً في الهواء.. سلاح الجو ينطلق إلى المعركة، القوة الجوية بأكملها تقلع لإحباط هجوم العدو وإبادته وتدميره وتحطيم أحلامه بتجاوز حدودنا إلى قطع صغيرة".
وأضاف: "سنضرب العدو حتى الهزيمة، وسنقضي على أهدافه في الجو وعلى الأرض. دولة إسرائيل تثق فينا جميعاً بأننا سنكون جديرين بأن ننجز المهمة السامية الموكولة إلى كل واحد منا".
معركة الزوارق الحربية قبالة اللاذقية
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضاً عن رسالة كان قد وجهها قائد سلاح البحرية الإسرائيلية في حينه بنيامين "بيني" تيلم، إلى جميع الجنود والقوات البحرية مساء الحرب، أشار فيها إلى أن القوات تمكّنت من تنظيم نفسها بسرعة على الحدود السورية والمصرية.
وجاء في الرسالة التي كتبها تيلم: "مساء يوم السبت، في الليلة الأولى من المعارك، انضم سلاح البحرية إلى قوات الجيش الإسرائيلي الأخرى بمهاجمة العدو".
وأشار تيلم إلى تحقيق البحرية الإسرائيلية نجاحات أولية في المعركة، قائلاً إن "وحدة الزوارق الحربية، دخلت في معركة مع القوات البحرية السورية وفي عملية ناجحة، تمكّنت من تدمير ثلاثة زوارق صاروخية بصواريخ (جابريئيل)، دون وقوع أي خسائر أو أضرار في صفوف قواتنا"،
وتابع: "كذلك نجحت وحدة الزوارق الحربية في منطقة شمال سيناء، بتدمير قوة بحرية مصرية. وخلال ذلك أصيب زورق مصري على يد سلاح الجو الإسرائيلي".
وتحدّث قائد سلاح البحرية الإسرائيلية أيضاً عن معارك أخرى في البحر الأحمر، حيث تمكن زورقان إسرائيليان من تدمير قاربين مطاطيين لقوات الكوماندوز المصرية.
ومن بين المواد التي كشف عنها جيش الاحتلال، اتصال صوتي يثني فيه قائد هيئة الأركان على قائد القوات البحرية.
أول معركة بحرية
تشير الوثائق الإسرائيلية إلى أن أول معركة بحرية شاركت بها زوارق حربية إسرائيلية، جرت في الليلة الواقعة بين 6 و7 أكتوبر، حين دخل زورقان حربيان تابعان للقوات البحرية الإسرائيلية، معركة صاروخية مع زوارق سورية.
وبحسب أرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي، جرت المعركة خارج ميناء اللاذقية، وتم في نهايتها تدمير ثلاثة زوارق صاروخية تابعة للجيش السوري.
كما يشير تقرير استخباراتي إسرائيلي لخّص ليلة المعركة، إلى أن القوات السورية البحرية أطلقت ثمانية صواريخ باتجاه الزوارق الإسرائيلية لكنها أخطأت هدفها، في حين أن ستة من بين ثمانية صواريخ "جبريئيل" أطلقتها القوات البحرية الإسرائيلية أصابت على ما يبدو الزوارق السورية التي اشتعلت فيها النيران.
الأزمة الحالية
في غضون ذلك، يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال "روح النصر" التي يبثها لعموم الإسرائيليين وللجنود بشكل خاص، تجاوز تأثير الانقسام الإسرائيلي على الجيش وكفاءته، في ظل إعلان عدد كبير من جنود الاحتياط، خاصة في سلاح الجو، في الأشهر الأخيرة، عدم الامتثال للخدمة العسكرية احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، في مقال خاص نشره في وسائل الإعلام العبرية اليوم، بمناسبة مرور خمسة عقود على حرب أكتوبر، إن "الدرس الأهم، الذي أحمله معي بصفتي قائداً لسلاح الجو، هو الحاجة إلى رصّ الصفوف. مثلما استطعنا النهوض في مواجهة أحداث حرب يوم الغفران، سنعرف هذه المرة أيضاً كيف نواصل الدفاع عن دولة إسرائيل"، بحسب ما جاء في المقال.