وزير لبناني من جدة لـ"العربي الجديد": ميقاتي مستعدّ لزيارة سورية

وزير لبناني من جدة لـ"العربي الجديد": ميقاتي مستعدّ لزيارة سورية

19 مايو 2023
من مشاركة ميقاتي في القمة العربية بجدة (الأناضول)
+ الخط -

أعرب "إعلان جدة" الذي صدر عقب القمة العربية اليوم الجمعة، عن تضامنه مع لبنان، وحثّ كافة الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته.

وعُقدت القمة في مدينة جدة السعودية، بمشاركة القادة العرب، من ضمنهم رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يحضر للمرة الأولى منذ تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، وبحضورٍ لافتٍ من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على متن طائرة فرنسية، قادمة من بولندا.

وحازت القمة العربية على اهتمام اللبنانيين الذين يعوّلون على نتائجها، ويترقّبون التطورات الإقليمية والمبادرات الخارجية لإحداث خرقٍ في جدار الأزمة الرئاسية، بشكلٍ أساسيٍّ، كمسار مطلوب نحو عودة الجهات المانحة إلى الساحة اللبنانية، إلى جانب سلّة إصلاحات شاملة، لم تبدأ بها السلطة السياسية، وسط اتهامات المجتمع الدولي قيادات النخبة بالبلاد، بـ"الكساد المتعمّد".

وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان عباس الحاج حسن، الموجود ضمن الوفد الرسمي اللبناني في جدة، لـ"العربي الجديد"، إن القمة العربية اليوم استثنائية بامتياز، لأنها تأتي في التوقيت الحسّاس بالنسبة إلى المنطقة العربية والشرق الأوسط بعمومها، وتظهر اندفاعة عربية باتجاه العودة إلى اللحمة.

وأشار الحاج حسن إلى أن "إعلان جدة" شدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد، ومساعدة اللبنانيين على الخروج من محنتهم، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ إلى أي مدى الملف اللبناني حاضرٌ في الوجدان العربي، وقد تناولت كلمات عدة ملف لبنان، من بوابة مساعدته والوقوف إلى جانبه دائماً في محنته، وخصوصاً في ظلّ الأزمة الاقتصادية.

وحول موضوع اللاجئين السوريين، قال الحاج حسن، إن "كلمة لبنان أكدت احتضان الأخوة السوريين، لكن لم يعد للبلد طاقة نظراً للأعداد الكبيرة جداً الموجودة على الأراضي اللبنانية، ويجب أن يكون العمل جماعياً لحلحلة الملف، وهذا يحتاج إلى جهدٍ مشتركٍ وأن يكون هناك تسوية ما أو لقاءات ما بين المعنيين في كلا البلدين، في لبنان وسورية، وهذا ينضج بطريقة رسمية بين الحكومتين".

وبشأن احتمال زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دمشق في ظلّ التطورات الحاصلة في المنطقة، قال وزير الزراعة اللبناني إن "ميقاتي أبدى استعداده لزيارة سورية في حال وُجّهت له دعوة رسمية من قبل الحكومة السورية، وهو حريصٌ على أفضل العلاقات مع كل الدول العربية، وفي آخر لقاء لنا معه، أكد ألا مانع لديه بذلك، والعلاقة بين لبنان وسورية علاقة أخوّة".

وعلى صعيد الملف الرئاسي اللبناني، لفت الحاج حسن إلى أن "لا مبادرة عربية واضحة تجاه لبنان حتى الآن، ولم تُطرَح أسماء ضمن اللقاءات التي عقدناها، وأعتقد أن المبادرة العربية في حال ستحصل، ستتأخر كثيراً لأن المطلوب من اللبنانيين الاجتماع على كلمة واحدة، وقول واحد، وقلب واحد، حيث إن انتخاب الرئيس هو محض لبنانيّ، ولبنان ليس أولوية الخارج، في حين يجب أن يكون هذا الملف أولى الأولويات الوطنية اللبنانية".

وفي كلمة لبنان خلال انعقاد القمة العربية، تحدث ميقاتي عن أزمة اللجوء السوري، الذي بحدّ تعبيره أكبر من طاقة لبنان على التحمّل، من حيث بناه التحتية والتأثيرات الاجتماعية والارتدادات السياسية في الداخل، ومن حيث الحق الطبيعي للاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم.

وقال ميقاتي إن "العودة لا يمكن أن تتحقق إذا لم تتضافر الجهود العربية مع مؤازرة من المجتمع الدولي، وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سورية، في إطار موقف عربي جامع ومحفز عبر مشاريع بناء وإنعاش للمناطق المهدمة لوضع خارطة طريق لعودة الأخوة السوريين إلى ديارهم".

ويصعّد لبنان في ملف اللاجئين في الفترة الأخيرة، وسط إدانات من قبل منظمات دولية وحقوقية محلية له بترحيل السوريين قسراً، واعتقال ما لا يقل عن 808 لاجئين، وترحيل ما لا يقل عن 336 لاجئاً خلال الحملة الأمنية التي ينفذها منذ إبريل/نيسان الماضي، مع الإشارة إلى أن لبنان يمنح السوريين صفة "نازحين"، وليس لاجئين، الأمر الذي يحرمهم من حقوقهم، ولا سيما على صعيد الترحيل، وذلك في ظل عدم توقيع البلاد اتفاقية اللجوء الدولية عام 1951.

ولم يزر دمشق موفد رسمي لبناني على مستوى رئاسة الحكومة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، في ظل سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان عن الصراعات الإقليمية، علماً أن هناك زيارات حصلت، لكن بصفات غير رسمية، أو حزبية مقربة من النظام السوري، مع خرق أول سُجّل عام 2021، عند زيارة وفد وزاري لبناني، دمشق، في إطار حلّ أزمة الكهرباء اللبنانية، باستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية.