أصدرت المجموعات الإسلامية المسلحة التي تقاتل "حزب الله" اللبناني، في منطقة جرود سلسلة جبال القلمون الشرقي الواقعة داخل الأراضي اللبنانية، ميثاقاً ينظم علاقتها بالسكان من الطوائف الشيعية والمسيحية التي تسكن المنطقة وبالجيش اللبناني.
ووقعت "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إضافة إلى كتائب اسلامية محلية أخرى تقاتل جميعاً ضد قوات "حزب الله اللبناني" والجيش اللبناني، أمس الأربعاء، على الميثاق الذي ينشر "العربي الجديد" نصّه الحرفي. وقد أعلن الموقعون على الميثاق أنه يهدف لتنظيم عملهم العسكري أثناء مهاجمتهم المناطق والقرى التي تسكنها هذه الأقليات الدينية في جرود عرسال وجرود بريتال غرب منطقة البقاع اللبنانية التي يسيطر عليها "حزب الله" اللبناني.
وتضمن الميثاق عدة بنود تؤكد أن أبناء الطائفة الشيعية المنتسبون لـ"حزب الله" والمتعاونون معه هم المستهدف الأول بالهجمات العسكرية التي يقوم بها الموقعون على الميثاق. واتفق الموقعون على استهداف أبناء هذه الفئة بأسر أكبر عدد من رجالها أو نسائها، مع تأكيد الميثاق على عدم الاعتداء على من يلتزم بيته ولا يشارك في مؤازرة "حزب الله" اللبناني.
ويشير الميثاق في مادته الثانية إلى التزام الموقعين بعدم التعرض لأبناء الطوائف المسيحية، وعدم اعتقال أحد منهم، أو قتله، باستثناء من يحارب التنظيمات الاسلامية الموقعة على الميثاق ويحمل السلاح ضدها.
وبخصوص العلاقة مع الجيش اللبناني، يوضح الميثاق ضرورة تجنب المواجهة معه وتجنب قتاله قدر المستطاع، مع تأكيد الميثاق على ضرورة أخذ الأسرى من الجيش اللبناني عند حصول مواجهة مسلحة بين الطرفين وجعل أسرهم مقدماً على إطلاق النار على عناصره وقتلهم.
واتفق الموقعون على قيام "اللجنة الشرعية" بالإشراف على عملية توزيع الغنائم العسكرية التي تحصل عليها القوى العسكرية الموقعة على الميثاق في حال قيامها بمهاجمة نقاط لـ"حزب الله" أو للجيش اللبناني.
ووقع على البيان كل من: جبهة النصرة في القلمون، والدولة الاسلامية ــ ولاية حمص، والدولة الاسلامية ــ ولاية القلمون، وسرايا الحسن بن علي، ولواء الغربان، ومجموعة أبو علي الشيشاني، ولواء وأعدوا، ولواء التركمان، وتجمع قارة، وتجمع قارة، ولواء الحق، ودرع الشريعة.
ويأتي هذا الميثاق بعد شهرين من اندلاع أول مواجهات عسكرية بين "جبهة النصرة" من جهة، والجيش اللبناني من جهة ثانية في وادي عطا، الرهوة، ووادي حميد في جرود عرسال في منطقة البقاع اللبنانية.
وكانت مواجهات مسلحة، قد اندلعت منذ بداية شهر أغسطس/آب الماضي، بين مقاتلي "جبهة النصرة" و"داعش" من جهة، والجيش اللبناني ومقاتلي "حزب الله" من جهة ثانية. وتمكنت قوات "جبهة النصرة" من أسر أكثر من ثلاثين ضابطاً وجندياً من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، قبل أن تدخل في مفاوضات طويلة لم تنتهِ إلى اليوم لمبادلة هؤلاء الأسرى بسجناء إسلاميين موجودين في سجن "رومية" التابع للحكومة اللبنانية.
وتعتبر منطقة جرود القلمون اللبنانية الوحيدة التي تعمل فيها "جبهة النصرة" و"داعش" بشكل مشترك وبتنسيق كامل، على عكس حال المواجهة العسكرية الكاملة بين الطرفين في عموم الأراضي السورية. وينطلق الطرفان في هجماتهما المشتركة على قوات "حزب الله" والجيش اللبناني من منطقة القلمون الشرقية في ريف دمشق والمقابلة لمنطقة البقاع اللبناني على الطرف الآخر من الحدود.