أزمة سلفيي مصر: الإطاحة بمخيون قريباً؟

07 ديسمبر 2015
حملة لعقد جمعية عمومية للحزب تطالب بإقالة مخيون(إبراهيم رمضان/الأناضول)
+ الخط -


يعيش حزب "النور" المصري أياماً من الأصعب في تاريخه منذ نشأته عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، في ظل نتائج سيئة حققها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إذ لم يتمكن سوى من حصد 12 مقعداً فقط، فيما لم تتمكن أي من القائمتين الخاصتين به في قطاعي القاهرة، وغرب الدلتا من الفوز.

وزاد من محنة الحزب الحالية، الأنباء عن نية الأجهزة الأمنية التنكيل بالحزب وأعضائه في المحافظات المختلفة، وهو ما عبّرت عنه قيادات سلفية بارزة في الدعوة السلفية في الإسكندرية، إذ قال أحدهم في تصريحات خاصة: "خلال استدعائي لمقر الأمن الوطني في الإسكندرية، قال لي أحد ضباط الجهاز الكبار أيامكم انتهت، وأصبحتم "كارت محروق"، والأيام المقبلة ستكون أيام تخليص حسابات قديمة" في إشارة إلى تغيير سياسات الدولة الرسمية ضد الحزب.

من جهته، قال رئيس الحزب يونس مخيون في تصريحات إعلامية مساء أمس الأول الأحد: "لا نعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذه الهجمة على الحزب، ونحن لم نقم بأي موقف معادٍ ولم نتورط في عنف".

وتابع: "نحن نظّمنا حملة كبيرة للتصويت على الدستور بنعم، ولولاها ما اطمأن جموع البسطاء أن الدستور لا يخالف الشريعة، وكذلك نظمنا حملة لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكنا الحزب الوحيد من التيار الإسلامي الذي حضر اجتماع 3 يوليو/تموز 2013"، متسائلاً "لم نُعامَل بهذه الطريقة، ويتم استبعادنا من أية قوائم انتخابية أو تحالفات يتم تشكيلها".

اقرأ أيضاً: تراجع كبير لحزب "النور" في معقله بالإسكندرية

وأكد مخيون أن قائمة "في حب مصر" وحزب "مستقبل وطن"، تقودهما أجهزة في الدولة ومنها جهاز الاستخبارات، على حد تعبيره، مضيفاً: "كيف لطالبٍ تخرّج من الجامعة لتوه أن ينشئ حزباً سياسياً له مقار في كافة المحافظات، كما أن منسّق قائمة "في حب مصر" كان قيادياً في جهاز الاستخبارات"، مشدداً على أن "هناك مطبخاً سرياً يدير الحياة في مصر من الكواليس لا الشخصيات الظاهرة للعلن".

وكانت "العربي الجديد" قد انفردت في وقت سابق بنشر تفاصيل الجلسات التي تجري في مقر الاستخبارات المصرية لرسم شكل المشهد السيسي، والتي ضمت منسّق قائمة "في حب مصر" اللواء السابق في الاستخبارات سامح سيف اليزل، ووزير الإعلام الأسبق المدعوم من الجيش أسامة هيكل، ومحمود السيسي نجل الرئيس المصري والضابط بجهاز الاستخبارات، والمستشار القانوني للسيسي المحامي محمد أبو شقة، ونجل سكرتير عام حزب "الوفد" المصري المستشار بهاء أبو شقة.

وحول الموقف من السيسي، قال مخيون: "شعبية الرئيس تتآكل، ونحن لا نريد ذلك".

في مقابل لذلك تصاعدت الدعوات عقب نهاية الانتخابات البرلمانية داخل الحزب والدعوة السلفية في الإسكندرية إلى عقد اجتماع طارئ لمراجعة سياسات القيادات السلفية التي تصدّرت المشهد وفي مقدمتهم مخيون، ونائب رئيس "الدعوة" ياسر برهامي، ونائب رئيس "النور" أشرف ثابت الذي نال هزيمة ساحقة في الانتخابات. وقال أحد الشباب الذين بدأوا في حملة لجمع التوقيعات للدعوة إلى جمعية عمومية، إنهم سيطالبون بإقالة مخيون، وانتخاب بسام الزرقا، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، رئيساً للحزب، وكذلك فصل الحزب بشكل تام عن الدعوة السلفية.

اقرأ أيضاً: مصر: حزب "النور" مغيّب رغم دعمه العسكر