تضاربت الأنباء حول سيطرة وحدات "حماية الشعب الكردية" على مدينة الحسكة، وبينما أعلنت الوحدات على لسان المتحدث باسمها، ريدور خليل، سيطرتها شبه الكاملة على المدينة، نفى ناشطون محليون ذلك، مؤكّدين، انقسام استمرار السيطرة في المدينة، بين النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والقوات الكردية.
وقال خليل إنّ "وحدات حماية الشعب، استولت على مناطق من (داعش) داخل مدينة الحسكة خلال اليومين الماضيين، لتصبح الغالبية الساحقة من المدينة تحت سيطرتها، بعدما كانت تسيطر على نصفها، قبل هجوم التنظيم".
وأوضح خليل، في تصريح لوكالة "رويترز"، أنّ "النظام منهار، ولم يستطع حماية المدينة، وبقاؤه بات رمزياً في نقاط محدودة، فالقوات الكردية، نشرت مقاتليها في الضواحي الجنوبية للحسكة، وهو ما يعني أنها تسيطر على كل مداخل ومخارج المدينة وتطوق مقاتلي (داعش) بداخلها".
من جانبه، نفى الناشط الإعلامي، أبو جاد الحسكاوي، صحّة ما جاء في تصريح خليل، حول السيطرة شبه الكاملة للوحدات الكردية على الحسكة، مؤكداً أنّ "النظام لا يزال يسيطر على أحياء عدة داخل المدينة، بينها النشوة الشرقية، وغويران غربيّ، وقسم من حي الليلية، فضلاً عن جميع الأحياء وسط المدينة، بما فيها المربع الأمني والمراكز الأمنية، كما تمتد جبهاته، من حيّ النشوة غرباً، إلى حييّ الليلية وغويران الشرقيّ، والفوج 123 كوكب".
وتقتصر سيطرة الوحدات الكردية، بحسب الحسكاوي، على "الأحياء الشمالية، كأحياء تل الحجر والمفتي والصالحية، إضافة إلى حيّ العزيزية، والذي تركه النظام بإرادته، من أجل تبرير تدخل التحالف الدولي في بداية هجوم تنظيم (داعش) في ظل وجود جبهات مشتركة بين النظام والقوات الكردية، كجبهات النشوة الغربية ودولاب العويصي والجبهة الجنوبية للمدينة، الممتدة من حي غويران الشرقيّ، إلى محطة الكهرباء".
ولفت الحسكاوي إلى أنّ الهدف من هذا التصريح هو "تصوير الوضع على أنّ وحدات الحماية الكردية، تقاتل وحدها ضد (داعش) في المدينة، من دون أي وجود للنظام، وذلك بهدف عدم إحراج التحالف الدولي، والذي بات يساند النظام بشكل واضح".
وأشار إلى أنّ "عناصر النظام والوحدات الكردية، شنّوا هجوماً اليوم الثلاثاء، على حي النشوة الغربية، حيث اشتبكوا مع عناصر (داعش) موقعين قتلى وجرحى في صفوفه، وسط قصف لطيران التحالف الدولي، على الحي الواقع تحت سيطرة التنظيم".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية"، قد بدأ في الخامس والعشرين من شهر يونيو/حزيران الماضي، هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام السوريّ، في مدينة الحسكة، أعقبته معارك كرّ وفرّ بين الطرفين، شهدت لاحقاً مشاركة لوحدات "حماية الشعب الكردية"، وطيران التحالف الدوليّ.
اقرأ أيضاً: 17 قتيلاً بحلب.. و"داعش" يسيطر على موقع للنظام بحمص