"قلعة" التركمان في الساحل السوري.. هل يتكرر سيناريو سلمى؟

17 يناير 2016
النظام السوري يسير نحو معارك كبرى بدعم روسي (أ.ف.ب)
+ الخط -
بعد نحو مائة يوم على أعنف حملة عسكرية يخوضها النظام السوري بمساندة جوية روسية مكثفة شهدت أخيراً حضوراً برياً مباشراً في معركة بلدة سلمى، ومليشيات برية محلية وإقليمية، يبدو أن النظام يسير نحو فتح معارك كبرى في الساحل السوري.


وكانت بلدة سلمى، التي سيطر عليها النظام بعد 93 يوماً، نموذجاً لبدء معارك على هذا النحو، كونه لجأ إلى حصارها من الجهات الجنوبية والشرقية والغربية، ويتطلع النظام في هذا الوقت، إلى سيناريو مشابه لما حصل في بلدة سلمى الاستراتيجية، ويريد تطبيق ما حصل في "قلعة" جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وهي بلدة ربيعة، معقل المعارضة السورية، وتعني السيطرة عليها أن معظم الساحل صار في قبضته.

وفي سبيل ذلك، سيطر النظام بادئ الأمر، وتحديداً قبل نحو شهر ونصف على جبل زاهية، شمال غربي ربيعة، وهي أعلى قمة في جبل التركمان، وبالتالي صارت ربيعة ومعبر اليمضية ومخيمات الحدود، في مرمى نيران قوات النظام، كما استفادت الأخيرة من السيطرة على برج القصب الاستراتيجي جنوبي ربيعة، والذي يشرف على طريق حلب اللاذقية، لتوسع سيطرتها نحو الشمال، لتسيطر على جبلي فارس والحارة، وتلال رويسة أبو غنام ورويسة الشيخ سلمان، ثم بدأت منذ ضمان بلدة سلمى الاستراتيجية التوسع في مناطق ممتدة إلى بلدة ربيعة.

وبحسب مصادر مقرّبة من النظام السوري، فقد بدأت عملية عسكرية جديدة تجاه محور قرى الدرة وبيت أبلق وتلال درويشان شمال وغرب ربيعة، وهذه المواقع هي آخر الخطوط الدفاعية عن البلدة التي تعد ثاني أكبر منطقة استراتيجية بعد سلمى.

وتشهد تلال الدغدغان وبيت أبلق والصراف والدرة، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، بالتزامن مع عشرات الغارات الروسية على محيط المواجهات، وسط تقدم النظام في هذه المواقع، والتي في حال السيطرة عليها سيصبح الطريق ممهداً للدخول إلى محيط ربيعة.

على الجانب الآخر، تعتمد فصائل المعارضة السورية على استنزاف النظام، من خلال الكمائن، بحكم خبرتهم بطبيعة المنطقة واعتمادهم على التضاريس المعقدة فيها، حيث شنت هجوماً مباغتاً بعد سيطرة النظام على جبل دويركة في جبل الأكراد وقتلت عدداً من قوات النظام.

كما أعلنت "جبهة النصرة"، قبل ثلاثة أيام، أنها قامت بنصب كمين لجيش النظام في مدينة سلمى وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما دمّروا سيارة وشاحنة عسكرية للنظام قتل وجرح فيها العشرات.

في هذه الأثناء، قال أبو زيد الجبلاوي، قائد لواء "النصر" التابع لـ"الفرقة الساحلية الأولى"، إحدى أقوى فصائل المعارضة في ريف اللاذقية والمرابط على محاور بلدة ربيعة، إن "قوات النظام تحاول تكرار ما حصل في بلدة سلمى، ويحاول التقدّم من محوري تلال الكنديسية وبيت أبلق".

وأكد الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، أن "النظام يتطلع للسيطرة على ربيعة في أقرب وقت ممكن"، فيما يبدو أنه غير متفائل من صدّ الهجوم في حال واصل النظام هجماته مع الطيران الروسي الكثيف خلال الساعات القادمة.

المساهمون