المعارضة ترفض الضغوط الأميركية الروسية وتؤكد بقاءها في حلب

04 ديسمبر 2016
مفاوضات أنقرة انتهت (جورج أورفيليان/ فرانس برس)
+ الخط -

جددت فصائل المعارضة السورية في حلب، اليوم الأحد، التمسّك بموقفها الرافض لجميع عروض الاستسلام والخروج من حلب، لا سيما بعدما انضمت الولايات المتحدة إلى روسيا في هذه الضغوط.

وأفاد مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية، تحدث لـ"العربي الجديد"، بأن "فصائل سورية مشاركة في اجتماعات أنقرة تلقت رسالة من مسؤول أميركي تظهر تبني الولايات المتحدة للموقف الروسي الذي يدفع باتجاه خروج كافة مقاتلي المعارضة من حلب وليس فتح الشام وحدها".

وتتضمن الرسالة توجيهات وزير الخارجية الأميركية جون كيري بعد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في روما، وهي "تطلب خروج كافة الثوار من حلب".

ووفقاً للمصدر نفسه، فإن الفصائل ترفض "العرض الروسي الأميركي"، مشيراً إلى أن "مفاوضات أنقرة انتهت".

في السياق نفسه، شدّد رئيس المكتب السياسي لتجمُّع "فاستقم كما أمرت" زكريا ملاحفجي، على أن "جماعات المعارضة أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تترك حلب رداً على دعوة موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن، بشأن انسحاب كامل لمقاتلي المعارضة من الأحياء الشرقية في المدينة المحاصرة".

وأضاف ملاحفجي لوكالة "رويترز" أن "الرسالة وُجّهت إلى المسؤولين الأميركيين الذين جرى الاتصال بهم مساء أمس السبت، بعد تصريح روسيا حليفة رئيس النظام السوري بشار الأسد"، مؤكداً "نحن رددنا على الأميركيين كالآتي: لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للمليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب".

وكان النظام السوري قد تقدّم بعرض استسلام جديد للمعارضة من خلال مغادرة المدينة، لكنه كان مرفقاً هذه المرة بتهديدات مفادها، أن "الموت سيكون مصيرهم"، في حال الرفض.





وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس السبت، عن استعداد موسكو لإرسال وفد إلى جنيف، لمناقشة الوضع في حلب السورية، مشيراً إلى استعداد روسيا إجراء محادثات مع الولايات المتحدة عن انسحاب كامل لكل مقاتلي المعارضة من شرق المدينة المحاصر.

وكرر لافروف الحديث عن خروج جميع فصائل المعارضة السورية من شرقي حلب، بخلاف التفاهمات التي يُعمل عليها في أنقرة برعاية تركية، إذ أشار إلى أنه "يجب أن تضمن هذه الخطوات المنسقة مع الجانب الأميركي انسحاب جميع المسلحين، من دون استثناء، من شرق حلب".

ويواجه مقاتلو المعارضة السورية عروضاً كثيرة للخروج من المدينة، بهدف الضغط تارة، وإضعاف معنوياتهم تارة أخرى، غير أن هذه العروض تقابل بالرفض القاطع.

غير أن عرض لافروف الأخير جاء مذيلاً بتبني الولايات المتحدة له، وهو ما من شأنه زيادة الضغط على المعارضة. كما أن انتهاء اجتماعات أنقرة دون نتائج تذكر، ربما يدفع بروسيا إلى زيادة التصعيد، خصوصاً أن مصادر "العربي الجديد" أكدت تطلّع النظام السوري وإيران للحسم العسكري في المدينة.

وطالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي، في وقت سابق اليوم، بـ"وقف القصف والمجازر التي تتعرض لها مناطق عدّة في سورية وحلب بشكل خاص، حيث أصبحت منطقة منكوبة"، مؤكّدة التزامها بالعملية السياسية التفاوضية المؤدية إلى الانتقال السياسي في البلاد، وفق قرارات دولية ذات صلة.