الأحزاب الألمانية ترفض التطرّف: مواجهة برنامج "البديل" المعادي للإسلام

05 مايو 2016
خطاب الحزب يلاقي رفضاً داخل ألمانيا (Getty)
+ الخط -
لاقى البرنامج السياسي للحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" اعتراضاً واسعاًَ من الائتلاف الحاكم وعدد من الأحزاب الأخرى لارتكازه على "معاداة الإسلام" واعتباره أنه لا ينتمي إلى ألمانيا، وشنّت ضدّه حملات عدة واصفة إياه بـ"الرجعي" و"الاستبدادي".


ومن بين أبرز الأحزاب التي أعلنت رفضها سياسة "الحزب البديل" التي كشف عنها في اختتام مؤتمره، نهاية الأسبوع الماضي، الحزبان الأكثر تمثيلاً في البلاد "المسيحي الديمقراطي" و"الاشتراكي الديمقراطي".

ويعتمد الحزب في سياسته على معاداة الإسلام لجذب المزيد من المؤيدين والمناصرين قبل الانتخابات التشريعية المقررة في العام 2017 متحاملاً على المسلمين وخصوصاً اللاجئين منهم.

ويعزو المراقبون ارتكاز "البديل" على معاداته الإسلام، وهو الرافض أساساً للوحدة الأوروبية واستقبال المهاجرين، لعدم امتلاكه قضية موضوعية، وبالتالي يلجأ إلى التحريض والإقصاء واستغلال القضايا التي تثير الرأي العام الألماني، والدليل على ذلك تركيزه ومنذ بدء أزمة اللجوء على هذه القضية محارباً من خلالها الائتلاف الحاكم وملقياً عليه اللوم والتقصير في التعامل معها، معتمداً في ذلك على الإعلام الذي لطالما وجه له انتقادات.

واستغل "البديل" العمليات الإرهابية التي تقع في عدد من الدول، رابطاً بينها وبين الإسلام، إضافة إلى ظاهرة الزواج القسري والمبكر ورفضه فكرة "الذبح الحلال". ويطالب بمراقبة المدارس الدينية والمساجد، متحدثاً عن القضايا المتعلقة بالهوية والثقافة الغربية واعتبار الإسلام جسماً غريباً ودخيلاً على المجتمع. وهو الأمر الذي كان محل استياء ورفض عارم من قبل الحكومة، لأن الدستور يكفل حرية المعتقد.

وكان للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، موقف من سياسة "البديل" الجديدة، مؤكداً أن "البرنامج الذي يظهر الرهبة من الدين الإسلامي لا يساعد في حل المشاكل، إنما يحدث فقط الانشقاق في بلدنا وهو مسار معاد للديمقراطية وليس للإسلام".
بدوره شجب "حزب الخضر" العبارات التي أطلقها "البديل" بحق الإسلام ووصفها بـ"العنصرية"، معتبراً أنه يهدف من خلالها إلى إحداث انقسام داخل المجتمع.

في المقابل، دافع نائب الرئيس التنفيذي لـ"البديل"، ألكسندر غاولاند، عن مقررات حزبه، لافتاً إلى "أنها لم تكن موجهة ضد الأفراد المسلمين في ألمانيا، إنما ضد الإسلام السياسي والشريعة الإسلامية التي لا نريدها في ألمانيا".

غير أن  أرمين لاشيت، نائب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي والذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، اعتبر أنه لا مجال للاتفاق مع هذه الفرضية، مشيراً إلى أن "هناك خمسة ملايين مسلم يعيشون في البلاد، والجميع يعرف أنهم جزء من هذا المجتمع". أما النائبة عن الحزب نفسه جوليا كلوكنر فهاجمت "البديل": "إنه يريد أن يعود بألمانيا مرة أخرى إلى ما قبل الحداثة".

وفي وقت يتخوف بعضهم من ردود الفعل على هذه التصريحات، طالب عدد من القيمين على الجاليات العربية المسلمة في ألمانيا بضرورة الانخراط والاندماج والانفتاح أكثر على المجتمع لمواجهة هذه الصرخات المعادية وتبيان تعاليم ومفاهيم الإسلام، مؤكدين أنه لا يمكن الاكتفاء بالتنديد والرد على التصريحات التي تطاول الدين الإسلامي، إنما يجب وضع حد لهذا التمادي بحق المسلمين لأن البنود الواردة في برنامج حزب "البديل" تظهر التعصب وعدم احترام الحزب للأقليات الدينية، وهي تعد محاولة واضحة وصريحة لتقويض التعايش السلمي.