العراق: معركة الشرقاط والقيّارة تقترب من الحسم

العراق: معركة الشرقاط والقيّارة تقترب من الحسم

20 اغسطس 2016
تريد القوات فتح المحاور الجنوبية لنينوى (همن حسين/ الأناضول)
+ الخط -
لم تتمكّن القوات العراقيّة المدعومة بمليشيا "الحشد الشعبي" من اختراق بلدة الشرقاط الحدودية مع الموصل من جهتها الجنوبيّة حتى اليوم، فبعد نحو شهرين من التحرّك العسكريّ نحوها والحصار والقصف المتواصل، تتجلّى ملامح سيناريوهات الحسم ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شيئاً فشيئاً.


واستفاق أهالي البلدة، اليوم السبت، على آلاف المنشورات التي ألقتها الطائرات العراقيّة، تدعوهم إلى المغادرة فوراً، حيث المعركة "على وشك الانطلاق". وخلال ساعات الصباح، سارعت آلاف العائلات في البلدة إلى النزوح منها، بهدف النجاة، تاركة أموالها ومنازلها نهباً للحرب.

كما طالبت وزارة الدفاع العراقيّة، اليوم السبت، في بيان صحافي، أهالي القيّارة بـ"مغادرة البلدة فوراً، والتوجّه إلى قرية التينة، والمجمع السكني للقاعدة". وأضافت أنّ "القوات ستدخل بين اللحظة والأخرى إلى البلدة لحفظ أرواحكم، ولتفادي أي ضرر"، ودعت الأهالي إلى "الابتعاد عن المناطق التي يتواجد فيها عناصر داعش".

من جهتها، قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للحكومة، إنّ "المنشورات أكّدت أن الشرقاط والمناطق القريبة منها باتت أهدافاً لطيارينا". ودعت الخلية، في بيان صحافي، الأهالي إلى "التعاون مع القوات، والالتزام بالتعليمات حول الطرق الآمنة، والتقدم باتجاه القطعات، وجلب الأوراق الثبوتية لإثبات الهوية عند الوصول إلى المناطق التي تحدّدها القطعات الأمنيّة".



في الأثناء، وصل المئات من عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" إلى حدود بلدة الشرقاط، بتعزيزاتهم العسكرية من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.

وعلى الرغم من أنّ المشهد ليس جديداً على البلدات العراقيّة، إلا أنّه أثار من جديد حالة من الرعب لدى الأهالي الذين أصبحوا على المحك، فبعد أن كانوا محاصرين داخل البلدة، أجبروا اليوم على الخروج منها. وبين مطرقة القصف والاشتباكات العسكرية القريبة داخل الشرقاط، وسندان اعتقالات "الحشد" على أبواب المدينة، تسير آلاف العائلات أملاً بالنجاة.


وأكّد ضابط في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ "القادة العسكريين وقادة مليشيا الحشد عقدوا اجتماعات عدّة خلال اليومين الأخيرين لبحث خطّة حسم معركة القيّارة". وقال إنّ "الخطة ركّزت على إخلاء البلدة قدر المستطاع من العائلات، واعتماد القصف الكثيف على كافة مناطق الشرقاط بأسلوب إحراق الأرض حتى تخمد نيران داعش"، موضحاً أنّ "الهجوم البري سيتلو عمليّة القصف وستتحرّك القطعات العسكرية لمواجهة ما يتبقى من عناصر التنظيم وتطهير البلدة".

وأشار إلى أنّ "القوات العراقيّة والحشد الشعبي هما القوتان الأساسيتان في المعركة"، مؤكّداً أنّ "مئات من عناصر الحشد يجرون استعداداتهم لساعة الصفر".

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه القوات العراقيّة إلى فتح المحاور الجنوبيّة لمحافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، ضمن استعداداتها لخوض معركة الموصل الخاضعة لسيطرة "داعش" منذ أكثر من عامين.


المساهمون