ملفات المشاورات المصرية الإسرائيلية: الحدود ومعبر رفح ولقاء السيسي–نتنياهو

23 اغسطس 2016
جاء اللقاء بعد زيارة شكري إلى القدس(غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
تكشف مصادر دبلوماسية مصرية في حديث لـ"العربي الجديد" عن أن الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة، أمس الأول الأحد، بحث مع مسؤولين استخباراتيين وأمنيين ودبلوماسيين مصريين سبل التنسيق الأمني والمعلوماتي بشأن الأوضاع في غزة وشمال شرق سيناء بالتزامن مع تجدد القصف الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى بحث الاحتمالات المطروحة للقاء ثلاثي يجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووفقاً للمصادر، فإن الوفد الإسرائيلي المكون من ثلاثة أفراد أجرى اجتماعين. الأول أمني مع عدد من المسؤولين رفيعي المستوى يتقدمهم رئيس الاستخبارات المصرية اللواء خالد فوزي، والثاني دبلوماسي - سياسي مع عدد من قيادات وزارة الخارجية، ثم غادر الوفد مباشرة عائداً إلى إسرائيل.

وبحسب المصادر نفسها، ناقش الطرفان خلال الاجتماع الأمني التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ومدى إمكانية تأثيره على العمليات المصرية ضد تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم "داعش" في رفح والشيخ زويد والعريش. كما تم البحث في مدى إمكانية الفتح الجزئي لمعبر رفح في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، وما إذا كان من الصائب أمنياً لمصر الآن إبداء مرونة جزئية في هذا الملف بالشراكة مع حركة حماس. كما تطرقت المشاورات إلى التنسيق معلوماتياً بشأن أماكن تمركز مجموعات الإرهابيين التي تتعقبها مصر، وأماكن المعابر والأنفاق السرية الحدودية التي لا تزال تكتشف حتى الآن.
أما الاجتماع السياسي فطرحت خلاله تبعات المبادرة التي أطلقها السيسي لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وركز الوفد الإسرائيلي على أهمية "تكثيف الاتصالات المصرية لجمع الفرقاء الفلسطينيين" بحجة أن حكومة نتنياهو "قلقة ومتشككة في إمكانية إحراز أي تقدم على هذا الصعيد دون توحيد القيادة الفلسطينية، والقضاء على حكومة حماس في غزة".


وفي السياق، رجحت المصادر، وفقاً لمعلومات أمنية، استضافة وفد من "حماس" للحوار حول المبادرة والوضع الحالي للمعبر قبل عيد اﻷضحى (10 سبتمبر/أيلول المقبل).
ووفقاً للمصادر فقد استمر الخلاف "ودياً" بين الجانبين الإسرائيلي والمصري حول ما إذا كان من المفيد عقد قمة ثنائية بين السيسي ونتنياهو في شرم الشيخ، أو توسيعها في شكل مؤتمر قمة إقليمي لبحث آليات تفعيل الدعوة التي أطلقها السيسي في مايو/ أيار الماضي لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، على أن يضم أيضاً العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لكي لا يبدو الأمر كأنه "تقارب استثنائي بين مصر وإسرائيل بمعزل عن القضية الفلسطينية".
وأشارت المصادر إلى أن السيسي أوصل إلى نتنياهو، عبر الوسطاء، (وأبرزهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والمحامي الإسرائيلي إسحق مولخو)، رغبته في عقد مؤتمر موسع ثلاثي أو رباعي. في المقابل، فإن هناك تفضيلاً إسرائيلياً بأن يكون سياق التقارب المصري الإسرائيلي هو الأساس لعقد القمة المرتقبة، وأن تأتي جهود تفعيل دعوة السيسي في وقت لاحق، بعد أن تحل السلطة الفلسطينية مشاكلها الداخلية.
ووفقاً للمصادر، فإن النقاشات التي دارت أمس الأول كانت في إطار استكشاف البدائل الممكنة، بالإضافة إلى بحث مدى قبول الإسرائيليين دخول أطراف دولية وإقليمية أخرى، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، على خط مبادرة السيسي.

وتتزامن هذه النقاشات مع تصريحات مفاجئة أطلقها الرئيس المصري في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الذي نشر أمس الإثنين، وتطرق فيه إلى "استعداد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لاستقبال نتنياهو وعباس في موسكو لإجراء محادثات مباشرة". وقال السيسي نصاً: "أبلغني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد أن يستقبل كلا من أبو مازن ونتنياهو في موسكو لإجراء محادثات مباشرة لإيجاد حل وحلحلة القضية". ولم يوضح السيسي ما إذا كان سيحضر هو شخصياً هذا اللقاء المأمول، وما إذا كان مرتبطاً بشكل مباشر بمبادرته.
وبحسب المصادر المصرية نفسها، فإن "السيسي يعول كثيراً على هذه المبادرة وتسويقها عالمياً لتحسين علاقاته بالدول الكبرى، وعلى الأخص الولايات المتحدة وروسيا، إيماناً بأن الدور الإقليمي الذي مارسه الرؤساء المصريون السابقون (وعلى رأسهم المخلوع حسني مبارك) كان من عوامل مساندة القوى الأجنبية لهم لأطول فترة ممكنة، على الرغم من تردي الأوضاع الداخلية اقتصادياً وسياسياً".

المساهمون