رغم إعلان أعضاء وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، الذي يزور العراق، عن لقائه برئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، إلا أن المكاتب الإعلامية للرئيسين لم تعلن ببيانات صحافية، كما هي العادة، عن لقائهم بالوفد الحوثي وما تمخض عنه من مواقف، بينما أعلنت فضائيات عراقية مقرّبة من رئيس الوزراء لقاء الوفد اليمني بالمسؤولَين.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت عن وصول وفد من جماعة الحوثيين للعراق برئاسة المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبد السلام، للقاء المسؤولين العراقيين في بغداد، بعد يوم واحد من قرار الخارجية العراقية الطلب من نظيرتها السعودية استبدال السفير السعودي لدى العراق، ثامر السبهان.
وأكدت فضائية العراقية الرسمية لقاء الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع من وصفتهم بـ"وفد الجمهورية اليمنية" في مكتبه في بغداد. وبحسب فضائية العراقية، فإن "رئيس الجمهورية التقى وفد الجمهورية اليمنية ورحب به في العراق"، مضيفة أن معصوم "جدد رفض العراق للحرب الظالمة والعدوان على اليمن، معتبراً أن الحوار هو الحل الوحيد للخروج من هذه الحرب". وأكد أن "العراق يدعم التوافق الوطني في اليمن".
كما أعلنت الفضائية الرسمية عن لقاء آخر جمع وفد الحوثيين مع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في مكتبه ببغداد.
وبحسب ما نقلته الفضائية الرسمية، فان العبادي عبّر عن ترحيبه بالوفد باعتباره "ممثلاً عن اليمن"، مؤكداً "أن العراق قيادة وشعباً يساند مظلومية الشعب اليمني منذ البدء، ويرفض العدوان غير المبرر على اليمن".
وقال العبادي لوفد الحوثيين: "إنكم انتصرتم أخلاقياً وأدعوكم إلى الاستمرار في الحوار السياسي لشرح مظلوميتكم".
من جهة ثانية، تباينت ردود أفعال الكتل السياسية العراقية ما بين مؤيد ومعارض لاستقبال الوفد الحوثي في بغداد.
فقد أشاد القيادي في حزب الدعوة الحاكم، وعضو ائتلاف دولة القانون، صلاح عبد الرزاق، في تغريدة له على موقع "تويتر"، بخطوة الخارجية العراقية استبعاد السفير السعودي، واستقبال وفد الحوثيين في بغداد.
وقال عبد الرزاق: "خطوتان قويتان سريعتان أنجزتهما وزارة الخارجية؛ طرد السبهان واستبداله بآخر، واستقبال وفد الحوثيين اليمنيين الذين وجدوا في بغداد عمقهم القومي".
بينما استنكر ائتلاف العربية، الذي يترأسه نائب رئيس وزراء العراق السابق، صالح المطلك، استقبال وفد الحوثيين في العراق، معتبراً أن استقبال الحوثيين محاولة من جهات سياسية لإقحام العراق في سياسة المحاور والتخندق الطائفي.
وقال الائتلاف، في بيان اطّلع "العربي الجديد" على نسخة منه: "ائتلاف العربية يؤكد على موقفه المبدئي الرافض لإقحام العراق بسياسة المحاور والتخندق الطائفي التي يسعى لها بعض الفرقاء السياسيين، والتي تجلت بشكل واضح من خلال الدعوات لاستبدال سفير المملكة العربية السعودية في العراق، واستقبال وفد الحوثيين في العاصمة بغداد، ضمن زيارتهم لحزب الله اللبناني وإيران".
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، يوم الاثنين الماضي، زيارة وفد من جماعة الحوثيين للعراق، التقى خلالها الوفد بعدد من المسؤولين العراقيين، فضلاً عن لقائهم بقيادات في مليشيات الحشد الشعبي، في خطوة اعتبرها مراقبون للشأن العراقي "اصطفافاً للعراق إلى جانب المشروع الإيراني في المنطقة على حساب علاقاته العربية مع دول الجوار، ومقررات الجامعة العربية التي اعتبرت جماعة الحوثيين جماعة إرهابية تقاتل ضدّ الشرعية في اليمن".