35 قتيلاً بقصف لدير الزور والنظام يجدد حصار محجة

25 يناير 2017
تواصل المعارك بين النظام والمعارضة (بهاء الحلبي/ الأناضول)
+ الخط -
سقط خمسة وثلاثون قتيلاً مدنياً، اليوم الأربعاء، جراء القصف الروسي المتواصل على محافظة دير الزور التي تخضع في معظمها إلى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يأتي ذلك تزامناً مع تقدم الأخير في ريفي الرقة، في وقت أعاد النظام السوري حصاره على بلدة محجة بريف درعا.

وقالت مصادر محلية إن" 35 مدنياً بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء الغارات الروسية على قرية الصالحية بريف دير الزور، وأحياء وقرى وبلدات في الريفين الشرقي والغربي لدير الزور"، ويأتي ذلك بعد مقتل 20 مدنياً أمس، في الريف الشمالي لدير الزور.

وبحسب تقديرات محلية، فإن عدد ضحايا الغارات السورية والروسية على دير الزور في الأيام العشرة الماضية زاد عن 300 شخص، معظمهم من المدنيين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "6 قاذفات روسية بعيدة المدى قصفت مواقع لتنظيم الدولة في المحافظة، خاصة في محيط منطقة المقابر، والمعامل، ومنطقة المكبات في المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، وفي محيط لواء التأمين وسريّة جنيد على المحور الجنوبي الغربي للمدينة، وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.

على الجانب الآخر، شن تنظيم "الدولة" هجمات واسعة على مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في ريف محافظة الرقة الغربي، ومواقع قوات النظام في ريف حلب الجنوبي.

وأعلن التنظيم أن مقاتليه باغتوا "قوات سورية الديمقراطية"، (يغلب عليها مقاتلو مليشيات "وحدات حماية الشعب)، في عدة قرى بالريف الغربي أبرزها الجرنية وإعيوج وعطشانة وجداع والمحمودلي وطويحنة وأبو صخرة وجعبر، حيث تمكنوا من "قتل العشرات من عناصر هذه القوات في مقراتهم وهم نيام".

وقال بيان لـ"داعش" إن " طائرات التحالف لم تنجح في مناصرة قوات سورية الديمقراطية"، حيث شنت بحسب البيان، "هجمات عشوائية أصاب بعضها عناصر سورية الديمقراطية، ما أوقع قتلى في صفوفهم بينهم قيادي بارز، لتنتهي العملية بسيطرة التنظيم على العديد من هذه القرى".

كما أعلن تنظيم "الدولة" تمكنه من استعادة السيطرة على عدة نقاط استراتيجية كانت تقدمت إليها قوات النظام السوري مؤخراً، فيما ترافق ذلك مع غارات جوية من طائرات النظام، بهدف تدمير الخطوط الدفاعية للتنظيم في عدد من البلدات جنوبي شرقي حلب.

وقالت مصادر محلية إن" عناصر داعش باغتوا قوات النظام بعدة هجمات معاكسة نحو المواقع التي كانت تقدمت إليها شرقي طريق خناصر – حلب، الذي يعد الشريان الوحيد الواصل لمدينة حلب، وتمكنوا من تدمير دبابة وعربة BMP لقوات النظام على تلال جبال شبيث، بعد استهدافهم بصواريخ مضادة للدروع، مع مقتل عدد من عناصر قوات النظام".

 كما تمكن عناصر التنظيم من استعادة السيطرة على عدة نقاط بمحيط بلدة دريهم وتدمير دبابة لقوات النظام وهروب عناصر النظام من هذه المواقع.

وأوضحت المصادر أن التقدم الجديد للتنظيم كان على أطراف بلدة أم ميال شرقي خناصر، حيث نجح عناصره في صد محاولة لقوات النظام التقدم نحو البلدة، وقتلوا 12 منها، وتمكنوا من السيطرة على التلال المحيطة ببلدة أم ميال وتأمين مواقعهم في البلدة رغم القصف الجوي لطائرات النظام الذي طاول مواقع التنظيم في محيط طريق خناصر وجبال شبيث وأم ميال.

وكانت قوات النظام بدأت قبل عدة أيام حملة عسكرية كبيرة تستهدف تأمين طريق خناصر – حلب، وقطع خطوط إمداد التنظيم الواصلة بين ريف حلب الشرقي ومدينة الرقة.

وليس بعيداً عن حلب، واصلت فصائل "الجيش الحر" هجومها على مدينة الباب بالريف الشمالي الشرقي، استنادا إلى التغطية الجوية التركية التي دمرت عدداً من المواقع العسكرية التابعة للتنظيم.  

وقالت مصادر محلية إن مقاتلي "درع الفرات"، وبعد عدة محاولات هجومية استعصت عليهم خلالها قرية السفلانية الاستراتيجية بريف الباب الشرقي تمكنوا، بعد معارك استمرت لعدة ساعات من السيطرة على هذه البلدة، وذلك إثر هجوم من تلة الزرزور ومن جهة قرية قبر المقري، سقط خلاله نحو عشرة عناصر من تنظيم الدولة.

ومع سيطرة فصائل "درع الفرات" على هذه القرية، تكون طرق الإمداد الواصلة إلى عناصر التنظيم بين مدينة الباب وبلدة قباسين أصبحت مرصودة نارياً، الأمر الذي يمكّن فصائل المعارضة من إحكام حصارها على بلدة قباسين قبيل اقتحامها.

وما زالت المعارك متواصلة بين الجانبين على أطراف قرية السفلانية الجنوبية، في ظل محاولات جديدة من تنظيم داعش لاستعادة السيطرة على القرية.

  من جهته، أعلن الجيش التركي مقتل وإصابة 17 عنصراً من تنظيم الدولة، جراء قصف جوي ومدفعي على 180 هدفاً له شمالي سورية ضمن عملية "درع الفرات".

وأوضح الجيش في بيان له، أن الأهداف المدمرة شملت، منصات دفاعية وسيارة مزودة بأسلحة، وملجأ للتنظيم في محيط مدينة الباب شرقي حلب.

إلى ذلك، تواصل قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها محاولاتها التقدم باتجاه قرية عين الفيجة في منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، وسط قصف وحصار على المنطقة.

وأعلنت الفعاليات المدنية في منطقة وادي بردى في بيان ليلة أمس وادي بردى منطقة منكوبة بالكامل، موجهة نداء استغاثة لجميع المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان لإنقاذ المدنيين المحاصرين هناك.

أما في الغوطة الشرقية، فتدور اشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة على أطراف مدينة حرستا، وسط قصف لقوات النظام بقذائف الهاون على المدينة من مقراتها المحيطة بالمنطقة.

 وفي محافظة درعا جنوبي البلاد، أعاد النظام السوري حصار بلدة محجة بريف درعا الشمالي، بعد 12 يوما من فك الحصار عنها، وذلك بعد طرح قضية البلدة في محادثات أستانة.

 وأغلقت قوات النظام الطريق الواصل للبلدة ومنعت الدخول والخروج إليها.

وكان النظام السوري فك الحصار عن البلدة بعد حصار استمر لأسابيع، وأمهل لجنة المفاوضات في المنطقة خمسة أيام للرجوع للمفاوضات والمصالحة، لكن المفاوضات مازالت دون نتيجة حتى الآن، مع إصرار النظام على إخراج الرافضين للمصالحة إلى مدينة إدلب، وتسوية أوضاع من تبقى في البلدة مع تسليم الأسلحة، على غرار ما حدث في ريف دمشق.