القاهرة تستقبل وزيرة إسرائيلية نادت بـ"توطين الفلسطينيين في سيناء"

27 نوفمبر 2017
وصلت جملئيل إلى القاهرة وسط حراسة مشددة (فيسبوك)
+ الخط -
استقبلت القاهرة، اليوم الإثنين، وزيرة المساواة الاجتماعية في الحكومة الإسرائيلية، جيلا جملئيل، للمشاركة في مؤتمر دولي لتدعيم مكانة المرأة بمشاركة وفود عربية من مصر والأردن والمغرب وأفريقيا.

وتأتي زيارة الوزيرة الإسرائيلية إلى مصر بعد أيام من تصريحات لها حول "توطين الفلسطينيين في سيناء"، إذ قالت إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية سوى في سيناء".

ووصلت جملئيل إلى القاهرة، تحت حراسة مشددة، وكان في استقبالها بالمطار السفير الإسرائيلي بالقاهرة، دافيد غوفرين، الذي عاد مؤخرًا بعد غياب 9 أشهر بعد تنسيق استخباراتي أمني بين مصر وإسرائيل.

ومن المتوقع أن تلقي الوزيرة كلمة بمؤتمر "تدعيم المرأة"، اليوم الإثنين، الذي ينظم برعاية من الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الحكومة المصرية، وتعتبر جملئيل أول وزيرة إسرائيلية تشارك في مؤتمرات دولية بصورة علنية تستضيفها مصر.

وقبل زيارتها قالت إن "إصرار مصر على عقْد المؤتمر على الرغم من عملية التفجير التي شهدتها سيناء وأودت بحياة المئات، رسالة للإرهاب بأن دول المنطقة موحّدة في مواجهة مظاهر التطرف والإرهاب".

وقال مكتب الوزيرة جملئيل إنها تشارك الآن في مؤتمر بمدينة القاهرة بمصر، بمشاركة الاتحاد الأوروبي ودول عربية حول المرأة، وإنها قدّمت تعازيها للشعب المصري في حادثة سيناء، وسيكون لها اليوم الإثنين كلمة هناك.

وعلى الرغم من أن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية حول "توطين الفلسطينيين في سيناء" جاءت في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إلا أنه لم يصدر عن الحكومة المصرية أي رد رسمي عليها. غير أن وسائل إعلام محلية قالت إن السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وصل اليوم الإثنين إلى مقر وزارة الخارجية ليلتقي مساعد وزير الخارجية لقطاع المراسم، السفير أيمن مشرفة، ورجّحت أن يكون سبب تواجد السفير هو استدعاء رسمي، بسبب تصريحات الوزيرة الإسرائيلية قبل أيام.




وفي السياق نفسه، أفادت القناة الثانية الإسرائيلية، بأن الخارجية المصرية طلبت توضيحات من الخارجية الإسرائيلية حول تصريحات جملئيل التي قالت فيها إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية سوى في سيناء". وبحسب القناة، فإن الخارجية المصرية طلبت بشكل رسمي توضيح تلك التصريحات، مشيرة إلى أن مصر عبْر سفيرها في تل أبيب، حازم خيرت، عبّرت عن غضبها الشديد إزاء تلك التصريحات خلال اتصالات مع كبار المسؤولين بالخارجية الإسرائيلية.

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي في الخارجية قوله إن تلك التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة، ولا تعكس سياستها، مشيرا إلى أنه تم امتصاص ردة فعل الغضب المصرية.

وفي سياق ردود الفعل على الزيارة، تقدم البرلماني المصري، هيثم الحريري، بطلب إحاطة عاجل، اليوم الإثنين، موجه إلى رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، ووزيري الخارجية، سامح شكري، والداخلية، مجدي عبد الغفار، للرد على تصريحات جملئيل.

وقال الحريري، في طلبه، إن تصريح الوزيرة الإسرائيلية "جاء في وقت تزداد فيه العمليات الإرهابية في شمال سيناء، وحديث البعض عن ضرورة إخلائها، بدعوى القضاء على الإرهابيين"، مضيفاً "هذا التصريح الخسيس، يأتي في ظل ما يُثار عن (صفقة القرن)، التي لا يعلم نواب البرلمان تفاصيلها، أو موقف الحكومة المصرية منها".

وحث الخارجية المصرية على سرعة الرد على تلك التصريحات، بقوله: "مطلوب في أسرع وقت رد رسمي من وزارة الخارجية على هذا التصريح المرفوض شكلاً وموضوعـاً"، مطالباً رئيس البرلمان، علي عبد العال، بسرعة عرض طلب الإحاطة المقدم منه على اللجنة المختصة، ممثلة في لجنة الدفاع والأمن القومي.

وكانت جملئيل المسؤولة عن هيئة تحسين دور المرأة بإسرائيل قد دعت قبل أيام إلى إقامة دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء. ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن الوزيرة قولها إن "هذه الدعوة قد تكون غير مقبولة من المجتمع الدولي والدول العربية المجاورة لإسرائيل، إلا أنها تنطلق من حقنا في أرض إسرائيل المبدئي والتاريخي".

وعارضت الوزيرة الإسرائيلية وجود دولة فلسطينية في الضفة الغربية، "حفاظًا على أمن المستوطنين"، وقالت إن هذا الأمر يعد "خطرا على دولة إسرائيل التي لا يمكن أن يكون بين النهر والبحر دولة غيرها لأسباب أيديولوجية وأمنية". وأضافت: "يجب أن يؤخذ في الاعتبار إقامة هذه الدولة الفلسطينية على أجزاء من الدول العربية مثل شبه جزيرة سيناء، مع منح هذا الكيان الجديد إمكانية التواصل الجغرافي مع قطاع غزة، والوصول إلى البحر من خلال فكرة إقامة جزيرة اصطناعية".

وفي يونيو/ حزيران الماضي، شاركت الوزيرة الإسرائيلية في مؤتمر بجزيرة رودوس اليونانية بعنوان "مؤتمر المصالحة والحوار بين يهود ليبيا والعرب"، الذي أقامته الحكومة الليبية بشكل رسمي لتطبيع العلاقات بين اليهود الليبيين والدول العربية. وكان المؤتمر يهدف، بحسب المنظمين، إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بالتوازي مع التطورات الأخيرة في المنطقة.