خليل تفكجي: مخطط استيطاني ضخم يهدد حلم الفلسطينيين بدولة

08 يونيو 2017
تخطط إسرائيل لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية (Getty)
+ الخط -




حذر خبير فلسطيني مختص في شؤون الاستيطان الإسرائيلي، يوم الأربعاء، من مخطط إسرائيلي استيطاني، هو الأوسع نطاقا والأخطر على مستقبل أي تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد مصادقة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، على بناء مستوطنة إسرائيلية جديدة جنوب نابلس، وقريبة من رام الله لتكون بديلا لمستوطنة "عمونة" المخلاة.

وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، قال خبير الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، خليل تفكجي، إن "المستوطنة الجديدة سيطلق عليها اسم عميحاي، ومن المقرر أن تشتمل على أكثر من 120 وحدة استيطانية في مرحلتها الأولى، إضافة لأكثر من 1500 وحدة استيطانية لتوسيع المستوطنة اليهودية القائمة منذ عقود على أراضي بلدة ترمسعيا، على الطريق بين نابلس ورام الله، والمعروفة باسم مستوطنة (شيلو)".

وأشار تفكجي إلى أن "المستوطنة الجديدة ستشكل امتدادا لسد استيطاني ضخم يمتد من كفر قاسم في فلسطين المحتلة عام 1948، مرورا بمنطقة زعترة قرب نابلس ليتصل بمستوطنة أرئيل، وصولا إلى منطقة الأغوار في الشرق من الضفة الغربية، حيث سيكون هذا الامتداد الاستيطاني الشبيه بالسد الإسمنتي بديلا لسلسة من حواجز التفتيش العسكرية، من شمال الضفة وحتى مشارفها الجنوبية، ما يعني إحداث قطع وفصل جغرافي لهاتين المنطقتين، ويحول في محصلته دون قيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا وسكانيا، ويقتل حلم الفلسطينيين بدولة ذات سيادة".

وأوضح أن "الرؤيا الإسرائيلية لهذا المشروع تستند إلى مزاعم أمنية تتعلق بمنطقة شرق الضفة الغربية، أي على امتداد منطقة الأغوار، ما يعني سيطرة احتلالية مطلقة على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي في هذه المناطق باعتبارها أراضي دولة".

ولفت إلى أن "هذا القطع والفصل الجغرافي لشمال الضفة الغربية عن جنوبها، سيفضي إلى إزالة منطقة الخط الأخضر على امتداد حدود الضفة مع فلسطين المحتلة عام 1948، من خلال توسيع مستوطنتي موديعين وعيليت، وتسمين المستوطنات اليهودية في منطقة أرئيل".

وأشار بهذا الخصوص إلى "رزمة المشاريع الاستيطانية الضخمة التي قدمها مجلس مستوطنات الضفة الغربية إلى الحكومة الإسرائيلية، وطالب فيها ببناء 67 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية خلال الأعوام العشرة القادمة، لحل ما أسماه المجلس أزمة السكن في صفوف الإسرائيليين بما في ذلك المستوطنون".

ونبّه تفكجي إلى أن "هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، يقابله مخططات إسرائيلية لبناء 58 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية وفق المخطط 2050، لتضاف إلى 58 ألف وحدة أقيمت على مدى الخمسين عاما الماضية.

وقال إن "بناء هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية سيرفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، بعد الانتهاء من بنائها، إلى نحو مليون مستوطن، وفي حال تحققت هذه الغالبية الديمغرافية من المستوطنين سيكون لها انعكاسات خطيرة على حياة الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، الذين كانوا في غضون السنوات الأخيرة عرضة لاعتداءات من مستوطنين شملت حرق منازل ومزروعات، والتنكيل بمواطنين، فيما سيكون الحال أسوأ بكثير فيما لو تحققت أغلبية كبرى من المستوطنين، حيث ستتحول بلدات ومدن وقرى الضفة إلى هدف لاعتداءات أوسع نطاقا، ما سيسبب عمليات تطهير وتطفيش لسكان بعض البلدات والقرى".