وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أنّ سليمان هرب مع 17 شخصاً من عائلته، وعدد من مرافقيه، من مخيم المية ومية، إلى حي المزة في دمشق.
ونقلت وكالة "الأناضول"، عن مصادر أمنية فلسطينية، أنّ سليمان غادر مقر الجماعة بالمخيم، بموجب تسوية مع السلطات اللبنانية أشرف عليها رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، بالتنسيق مع الجيش اللبناني والسفارة الفلسطينية في بيروت.
وذكرت المصادر من داخل المخيم للوكالة، أنّ 18 شخصاً رافقوا زعيم الجماعة، هم زوجاته الأربع وأبناؤه الستة وسبعة من مرافقيه. وأفادت بأن المسؤول الأمني في "أنصار الله" ماهر عويد، تسلّم مقرها بالمخيم برفقة 25 عنصراً.
وعلم "العربي الجديد" أنّ "حزب الله" رفع الغطاء عن حركة "أنصار الله"، بعد أن كان داعماً لها خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي أدى إلى انتهاز حركة "فتح" للفرصة، في محاولة لتصفية وجود "أنصار الله" في المخيم، على الرغم من أنّ عدد المسلحين في المخيم يبلغ العشرات.
وجرت اتصالات، في 26 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، لمحاولة تثبيت اتفاق هدنة، وقع خلال اجتماع، لضمان العودة إلى الهدوء، وكان لافتاً عقد اللقاء في مقر قيادة حركة "أمل" وتدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري شخصياً، فيما عادة ما تقود النائبة بهية الحريري جهود أي محاولة لتطويق أي اشتباك في المخيمات التي تحيط بمدينة صيدا.
وتأسّست جماعة "أنصار الله" في عام 1990، وكانت حينها إحدى كتائب "حركة فتح" الفلسطينية، لكنّها انفصلت عنها لاحقاً بعد أن وطّدت علاقاتها مع "حزب الله" اللبناني وتقرّبت منه.
وجاء فرار سليمان إلى دمشق، بعد أن كان مخيم المية ومية، قد شهد اشتباكاتٍ، مؤخّراً، بين جماعة "أنصار الله" وحركة "فتح" و"قوات الأمن الوطني الفلسطيني"، ما أسفر عن وقوع أربعة قتلى وعشرات الجرحى، فضلاً عن أضرار مادية وتسجيل حركة نزوح للمدنيين.
وخلال السنوات الماضية، حوّل النظام السوري البلاد، إلى ملاذ آمن للفارين والمطلوبين دولياً بسبب جرائم جنائية كالقتل وتجارة الحشيش.
وكان وسيم بديع الأسد قد استقبل المطلوب اللبناني نوح زعيتر، المتهم بجرائم تجارة حشيش ومخدرات، وأمّنه في سورية، بعد ملاحقته من الأمن العام اللبناني.