عبد الباسط الساروت... حكاية ثورة

12 يونيو 2019
حكاية عبدالباسط الساروت هي حكاية الثورة السورية بكلّ تفاصيلها
+ الخط -
... ورحل حارس الثورة السورية. رحل باسط، ابن حمص العدّية. سقط في وسط المعركة مع النظام؛ النظام الذي ارتعد من صوته وهو يدوي "حانن للحرية حانن" و"جنّة يا وطنا"، فصار كابوسه.

حكاية عبد الباسط الساروت هي حكاية الثورة السورية، بكلّ تفاصيلها. كان ابن الـ19 ربيعاً حين خرج يهتف للحرية مع أهله في حمص، يغنّي للوطن إلى جانب فدوى سليمان وباسل شحادة، لم يحمل السلاح إلا دفاعاً عن أهله، بعدما قُتّلوا وحوصروا.

تخلّى العالم عنهم، فلم يتخلَّ عن أهله. صار يتنقل مع رفاقه وسط المباني المهدّمة جراء قصف طائرات النظام وحلفائه، حاملاً أسلحة خفيفة، حافراً الأنفاق ليكسر الحصار عن العائلات. لم يغادر أو يستسلم، واجه عارياً آلة قتل النظام، رافضاً كلّ إغراءاته.

قتل النظام رفاقه وإخوته وأخواله في رحلة الكفاح، فلم يتطرّف وظلّ ثائر سورية الحرّة. كان آخر الأبناء الأحياء لوالدته "خنساء سورية"، قبل أن تزفّه شهيداً قبل أيّام.

في وثائقي "العودة إلى حمص"، الذي صوّر على مدى 3 سنوات يرصد كفاح باسط ورفاقه مع الثورة، وبينما هو ممدّد على سرير جرّاء إصابة في إحدى محاولات كسر الحصار عن حمص، يتلوّى ألماً، يصرخ الساروت باكياً "بدي افتح طريق للعائلات.. ما بدنا مصاري، ما بدنا شي يا أخي.. يا أخي ادبحوني بس فتحوا طريق للعائلات... يا شباب لا تضيعوا دمّ الشهداء منشان الله"..

المساهمون