قاسم سليماني "داعماً" لا قائداً في معركة تكريت

02 مارس 2015
سليماني والبغدادي وجهاً لوجه (Getty)
+ الخط -
أعلنت مصادر عسكرية ومحلية عراقية في محافظة صلاح الدين، اليوم الإثنين، عن وصول قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إلى مشارف مدينة تكريت، لمشاركة قوات حكومية ومليشيا عراقية في الهجوم عليها.

وقال مسؤول عسكري عراقي لـ "العربي الجديد" إن سليماني وصل إلى تكريت آتياً من سورية بعد ساعات قليلة قضاها في بغداد، حيث حطّت طائرته في مطار بغداد الدولي.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "سليماني سيخوض المعارك بصفته داعماً وليس قائداً هذه المرة"، وبيّن أن "سليماني موجود بعلم الحكومة والبرلمان العراقي مع عناصر الحرس الثوري الذين يوجدون مع المليشيات العراقية في المحور الشمالي حصراً".

وكانت وكالة فارس للأنباء قد أعلنت، اليوم الإثنين، عن وصول قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى محافظة صلاح الدين، لتقديم المشورة للقادة العراقيين في الحرب مع داعش.

وقالت الوكالة إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني وصل إلى تكريت ونشرت الوكالة صوراً لسليماني وهو يقف بين مجموعة من العناصر الأمنية.

وتأتي مشاركة القائد الإيراني في الهجوم على تكريت في ظلّ مشاركة طائرات أميركية وفرنسية في الهجوم، وكشف مصدر عسكري عراقي أن "الطائرات الأميركيّة والفرنسيّة تشنّ الآن عمليّة تطهير للخط الدفاعي الأول لـ "داعش" (حقول الألغام)، كما تؤمن الطريق للقوات المهاجمة".

ولا تعتبر مشاركة سليماني في الحملة على تكريت الأولى من نوعها في الفترة التي تلت سيطرة "داعش" على محافظتي نينوى وصلاح الدين في يونيو/حزيران الماضي.

وترجع سلسلة مشاركات سليماني في الهجمات على المدن العراقية إلى سبتمبر/أيلول الماضي، فقد قاد حملات مختلفة على مدن بيجي والعباسية والهاشمية قرب سامراء، لكن معظمها تعثّر ولم يحقّق أي تقدم، بل قتل في بعضها عدد من قيادات وعناصر الحرس الثوري، أعلنت إيران رسمياً عن مقتل بعضهم في العراق.

الانتصار البارز على "داعش" لقاسم سليماني، كما روجت وسائل إعلام عراقية محلية خلال الأشهر الثمانية الماضية، كان في أغسطس/آب الماضي على جبهة مدينة "آمرلي" في محافظة صلاح الدين، والتي تسكنها أكثرية شيعية تركمانية، ورغم ذلك فإن أطرافاً عراقية سارعت حينها إلى ربط انتصار سليماني بالدعم الجوي الذي وفّرته الطائرات الأميركية للقوات التي يقودها.

اقرأ أيضاً: قوات "جهادية" إيرانية إلى العراق وسورية

ويرجع الخبير الأمني العراقي اللواء المتقاعد خليل أحمد العلواني سبب هزائم سليماني إلى افتقار القوات المهاجمة التي يقودها، وهي خليط من المليشيات المحلية ترافقها القوات النظامية العراقية، إلى غطاء جوي كافٍ من قوات التحالف الدولي، بشكل أدى إلى تسجيل خسائر كبيرة في صفوفهم.

ويضيف العلواني في حديث إلى "العربي الجديد" أن "مشاركة اليوم لسليماني تعتبر مختلفة سياسياً وعسكرياً، فالإعلان عن وصوله إلى تكريت عبر وكالة فارس الرسمية وبوجود سلاح الجو الأميركي والفرنسي يمكن اعتباره تشريعاً أو تحالفاً غير مباشر ضد تنظيم "داعش"، فضلاً عن أنه قد يحقّق هذا الدعم الجوي الكبير والكثيف النتائج المرجوّة باقتحام تكريت".

اقرأ أيضاً: العامري يؤكد دور إيران العسكري في العراق


"سيناريو" آمرلي قد يتكرّر في الهجوم السادس على تكريت، الأمر الذي قد يوفر انتصاراً جديداً لسليماني الذي واجهت قواته هزيمة قاسية في جنوب سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية، ضمن حملة أطلق عليها "الحسم".

المساهمون