الأمم المتحدة تحقق في تقارير عن مقابر جماعية لمهاجرين في ليبيا

الأمم المتحدة تحقق في تقارير عن مقابر جماعية لمهاجرين في ليبيا

29 مارس 2022
تكررت وقائع احتجاز المهاجرين في بني وليد الليبية (فيسبوك)
+ الخط -

يسعى محققون تابعون للأمم المتحدة للتحقق من تقارير أفادت بوجود "مقابر جماعية" يُعتقد أنها تضم جثامين مهاجرين في منطقة تُعَدّ مركزاً لتهريب البشر في ليبيا، وفقاً لتقرير نشره المحققون، الاثنين، وتضمّن توثيقاً لحالات اغتصاب وقتل وتعذيب.

وليبيا نقطة عبور رئيسية لأفارقة يسعون لقطع الرحلة الخطرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، لكن العديد منهم يجدون أنفسهم مستعبَدين لدى جماعات مسلحة ومهربي البشر، وبعضهن أُجبرن على ممارسة البغاء.

وقال العديد من المهاجرين لبعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، إن هناك "مقابر جماعية" في مدينة بني وليد الصحراوية، وشهد أحدهم بأنه دفن ثلاثة في أحدها بنفسه.

وأقرّ رئيس بلدية بني وليد، يونس العزوزي، رداً على أحد الصحافيين، الثلاثاء، بتعرض المهاجرين لانتهاكات في الماضي، لكنه قال إن الوضع تحسن في السنوات الأخيرة، ونفى وجود أي مقابر جماعية. وقال: "نحن ننفي ما جاء في التقرير. لم تزر المدينة أي مجموعة أو منظمة لفترة طويلة، ولا نعلم من أين استقت هذه المجموعة معلوماتها".

لم يذكر التقرير عدد الجثامين التي قد تحويها تلك المقابر، وقال عضو البعثة، تشالوكا بياني، إن خبيراً جنائياً عُيِّن حديثاً سيحاول إجراء المزيد من التحقيقات.

وشهدت عدة نساء من شرق أفريقيا بتعرضهن للاغتصاب واعتداءات جنسية. وقالت مهاجرة للمحققين في تعليقات تضمنها التقرير المؤلف من 18 صفحة، والذي سيرفع لمجلس حقوق الإنسان هذا الأسبوع: "إذا سمع المهاجرون الذين كانوا محتجزين هناك كلمة بني وليد، فسيبدأون في البكاء. إنهم يضرمون النار في أجساد النساء هناك".

ووصف بياني، وهو واحد من أعضاء البعثة الثلاثة، الوضع بالنسبة إلى المهاجرين في ليبيا بأنه "مريع جداً جداً"، ودعا إلى تقديم دعم فني لليبيا لمساعدتها على محاسبة الجناة. وتسعى البعثة لتمديد عملها بعد نهاية يونيو/حزيران، حيث من المقرر تقديم تقريرها النهائي.

والتقرير هو الثاني من ثلاثة تستند إلى نحو 120 مقابلة جرت بين أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار، ويسلط الضوء على انتهاكات تؤثر بالانتقال الديمقراطي في البلاد، مثل تخويف النشطاء، كذلك أثار مخاوف بشأن وجود سجون سرية يقال إن جماعات مسلحة متناحرة تديرها.

وتشهد ليبيا اضطرابات منذ نحو عقد بعد أن أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011، حكم معمر القذافي، وساد هدوء نسبي الصراع بين الشرق والغرب في البلاد منذ 2020، لكن الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لترتيب إجراء انتخابات في إطار عملية للسلام انهارت في ديسمبر/كانون الأول، ما عمّق الأزمة السياسية.

(رويترز)