جريمة جنسية جديدة: مدرّس يعتدي على قاصر في لبنان

14 مايو 2024
صورة تعبيرية تظهر فتى في وضع نفسي سيّئ (ديفيد غوميز/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في لبنان، تم الإبلاغ عن حادثة اعتداء جنسي من قبل مدرس على قاصر يبلغ من العمر 16 عامًا، وهذا الحادث يأتي بعد فضيحة "عصابة تيك توك" التي طالت عشرات القصّر، مما أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الأب يوسف نصر، أمين عام المدارس الكاثوليكية، أكد أن الاتهام الموجه ضد المدرس هو التحرش بقاصر وشدد على أهمية التعامل مع الموضوع بدقة واحترام لكرامة الإنسان.
- أميرة سكّر، رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث، أوضحت أن المدرس تحرش بقاصر لا يتابع تعليمه في المدرسة المذكورة وأكدت على أهمية دعم الأولاد وتوعيتهم لحمايتهم من أشخاص ذوي ميول عنيفة.

تتوالى أخبار الجرائم الجنسية في لبنان، ولا سيّما في حقّ القصّر، في الآونة الأخيرة. ومن آخر تلك الأخبار، حتى كتابة هذا التقرير، مدرّس يعتدي على قاصر في لبنان يبلغ من العمر 16 عاماً، علماً أنّه ليس من بين تلاميذه. ويأتي الخبر الأخير الذي يبيّن كذلك توقيف المدرّس المعتدي، بعد فضيحة "عصابة تيك توك" التي يتورّط فيها أفراد من خارج لبنان كذلك، والتي وقع ضحيّتها عشرات القصّر بحسب المعطيات الأولية.

وانتشر خبر "مدرّس يعتدي على قاصر في لبنان" على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الاثنين، في حين اختلفت التهمة المنسوبة إليه ما بين تحرّش جنسي واغتصاب، بحسب تدوينات الناشطين في العالم الافتراضي. كذلك أشارت معلومات متداولة إلى أنّ الفتى يبلغ من العمر 14 عاماً وليس 16. لكنّ كلّ ذلك يبقى مجرّد تفاصيل، إذ إنّ ما حصل اعتداء جنسي سوف يخلّف آثاراً سلبيّة على الفتى بغضّ النظر عن سنّه وعن شكل الاعتداء الذي وقع ضحيّته. وبحسب المعلومات المؤكدة حتى الساعة، فإنّ المدرّس المتّهم في الثلاثينيات من عمره ويعمل في مدرسة راهبات القلبَين الأقدسَين - كفرحباب الواقعة في بلدة غادير، بقضاء كسروان التابع لمحافظة جبل لبنان، إلى الشمال من العاصمة بيروت. وقد تمكّنت فصيلة الدرك في مدينة جونية (مركز قضاء كسرون) التابعة لقوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض عليه، أمس، بعد أن تقدّم أهل الفتى بشكوى ضدّه.

في هذا الإطار، أفاد أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بأنّ "الاتّهام الموجّه ضدّ المدرّس المذكور حتى الساعة هو التحرّش بفتى يبلغ من العمر نحو 16 عاماً، مع العلم أنّه ليس من تلاميذ المدرسة حيث يعمل المدرّس. كذلك فإنّه لا علاقة تربط مدرسة راهبات القلبَين الأقدسَين - كفرحباب بالقضية، باستثناء أنّ المدرّس من أفراد هيئتها التعليمية منذ أعوام عديدة". وشدّد نصر على أنّه "لا يمكن إطلاقاً الحديث عن اغتصاب واستباق نتائج التحقيقات، ويجب التعاطي مع الموضوع بدقّة انطلاقاً من احترام كرامة الإنسان". أضاف: "لن ندلي بأيّ حكم مسبق، فالكلمة للقضاء ونحن نثق به وسوف نلتزم بأحكامه، كذلك فإنّ المدرسة تضطلع بواجباتها".

وتابع نصر أنّ "الموضوع مستجدّ، إذ لا أدلّة على سوابق لدى المدرّس المعني، وهو معروف بأنّه محبّ ومنفتح وملتزم ويتحلّى بمناقبية عالية وصفات إيجابية". وأكمل أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان أنّه "في حال ثبوت تهمة التحرّش، فإنّ ذلك لم يحصل في داخل المدرسة، خصوصاً أنّها تواصل منذ عامَين توعية التلاميذ بحقوقهم وبسبل ضمان حمايتهم، بالتعاون مع جمعية معنيّة بحقوق الطفل"، مؤكداً أنّ "هذا مؤشّر إلى حرص المدرسة (على سلامة تلاميذها) وإدراكها أهمية هذه المسألة، الأمر الذي يبعث الطمأنينة في نفوس الأهالي". وأشار نصر إلى أنّ "المجتمع اللبناني يعيش اليوم نوعاً من صدمة، وسط الخوف والتساؤلات والشكوك، ولا سيّما بعد ما شهدناه أخيراً من جرائم اغتصاب انتشرت أخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي".

من جهتها، أوضحت رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكّر لـ"العربي الجديد" أنّ "المدرّس تحرّش بقاصر لا يتابع تعليمه في المدرسة (المذكورة آنفاً). ومذ أبلغتنا وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بالحادثة، سطّرنا مباشرة إخباراً للنيابة العامة الاستئنافية في (محافظة) جبل لبنان (حيث سُجّلت الحادثة) التي تحرّكت بدورها لمتابعة الملف". أضافت سكّر: "طلبنا كذلك من مندوبة الأحداث الانتقال فوراً للاستماع إلى إفادة القاصر. وبناءً عليه، كانت المتابعة مع الأهل الذين تبيّن أنّهم يحتضنون ولدهم، علماً أنّه من ذوي الصعوبات"، مشيرةً إلى أنّ "المتحرّش ينتهز مثل هذه الفرص ليرتكب جرمه".

وبيّنت سكّر أنّ "الفتى أخبر ذويه بما تعرّض له من إساءة كبيرة، فكان أن تقدّموا بشكوى على الفور. وبادرت القوى الأمنية والمدّعي العام إلى اتّخاذ قرارات سريعة. والفتى اليوم في أيادٍ أمينة، يتلقّى الحماية والدعم الاجتماعي، ويتابعه طبيب متخصّص في الأمراض النفسية". واكتفت سكر بهذا القدر من المعلومات، إذ رأت أنّ "من الأفضل عدم ذكر تفاصيل أكثر حتى لا تُكشف هويّة القاصر". وشدّدت سكّر على "ضرورة أن نكون مقرّبين من أولادنا وندعمهم، فبذلك نساعد الأطفال الآخرين حتى لا يقعوا ضحية أشخاص من ذوي الميول العنيفة".

ورأت رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أنّ "من المؤسف أن يكون المتّهم اليوم مدرّساً في مؤسسة تربوية محترمة، ونحن نرسل أولادنا إلى المدارس حتى يتعلّموا وليس ليكونوا برفقة أشخاص غير لائقين تجاه الأطفال". وطالبت سكّر بـ"تشديد العقوبات المتعلقة بانتهاك حرمات وأجساد الأطفال البريئين واغتصابهم، من دون تحديد جنسيّتهم ولا الصعوبات التعلّمية التي يعانونها ولا هشاشتهم، إلى جانب العمل على تحديث القوانين". وأكملت سكّر أنّ "من الضروري المتابعة مع وزارة التربية والتعليم العالي لجهة الإرشاد والتوعية وحثّ الأهل على مراقبة أولادهم وتوعيتهم، إذ إنّهم يفسحون المجال أمام أيّ غريب ليخترق هشاشة القصّر عندما يتخلّون عن واجباتهم تجاه أولادهم".

يُذكر أنّ وزارة العدل في لبنان تقدّم جمعية الاتحاد لحماية الأحداث بأنّها ذات منفعة عامة، وتعمل لمصلحة الأحداث (دون 18 عاماً) الذين "يشكون من اضطرابات أخلاقية أو مصاعب مع محيطهم أو هم على خلاف مع العدالة والأنظمة والقوانين ويحتاجون من ثم إلى مراقبة ووقاية وعناية"، وكذلك تتحمّل أعباء الرعاية الاجتماعية لدى محاكم الأحداث في لبنان.

وكانت إدارة مدرسة راهبات القلبين الأقدسين - كفرحباب قد أصدرت بياناً وقّعت عليه كذلك الهيئة التعليمية ولجنة الأهل في المدرسة، مساء أمس الاثنين، أفادت فيه بأنّها تواصلت مع الجهات التربوية والقضائية المعنيّة ومع مندوبي جمعية الاتحاد لحماية الأحداث، موضحةً أنّ موضوع المدرّس الذي يُتداول اسمه أخيراً هو "قيد المتابعة الدقيقة من قبلنا، مؤكّدين أنّنا مع القضاء في كلّ ما ستظهره التحقيقات ونلتزم بقراراته ونحترمها". أضافت المدرسة أنّ "ردّاً على تساؤلاتكم، نعلمكم بأنّ القاصر المعني ليس تلميذاً في مدرستنا ولم يكن يوماً مسجّلاً فيها. وانطلاقاً من حرصنا على الحقيقة واحترام حقوق الإنسان، نُهيب بالجميع التعاطي مع هذا الموضوع بمسؤوليّة ووعي"، مشدّدةً على أنّها "ملتزمة بشرعة حماية الطفل ومستمرة في حملة التوعية والتثقيف بالتعاون مع جمعية حماية، وفقاً للبرنامج المعتمد منذ سنتَين في مدرستنا".

المساهمون