نقص الاستعداد وراء اتساع حرائق اليونان الخارجة عن السيطرة وفق خبراء

03 سبتمبر 2023
10% من غابات اليونان احترقت منذ عام 2007 (Getty)
+ الخط -

في وقت تسعى الحكومة اليونانية إلى توجيه اتهامات تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري كسبب وراء الحرائق المدمرة في الغابات هذا الصيف، يظهر أن هناك عوامل أخرى مثل سوء التخطيط تلعب دوراً حاسماً، بحسب خبراء.

وبعد أن أعلنت المفوضية الأوروبية أنّ الحريق الهائل الذي شب في متنزه داديا الوطني واستمر لمدة أسبوعين هو الأكبر في تاريخ أوروبا، أصرّ رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، في كلمته أمام البرلمان، على أنّ هذه الحرائق ستلتهم أكثر من 150 ألف هكتار من الأراضي، وقد أودت بحياة 26 شخصاً.

وتساءل ميتسوتاكيس: "هل أزمة المناخ هي السبب في كل شيء؟ لا، ولكنها مسؤولة جزئياً عن ذلك".

وتطرقت الحكومة مراراً إلى تغير المناخ في سياق حرائق الغابات، ولكن ميتسوتاكيس يعترف على ما يبدو ضمنياً على الأقل، بأنه لا يمكن إلقاء اللوم تماماً على الاحترار العالمي.

وقال ألكسندروس ديميتراكوبولوس، رئيس حماية الغابات ومختبر علوم حرائق الأراضي البرية بجامعة أرسطو في سالونيكي، إنّ حرائق هذا العام أقوى بالتأكيد من حرائق الأعوام السابقة بسبب تغير المناخ.

لكنه أضاف، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن ذلك لا يفسر تماماً حجم الأضرار، مشيراً إلى أنّ 10% من غابات البلاد احترقت منذ عام 2007.

الحاجة لتخطيط أفضل

وقال ديميتراكوبولوس: "هناك حاجة إلى تخطيط أفضل في مكافحة الحرائق، فضلاً عن تعاون أفضل بين خدمات الإطفاء والمتخصصين في جيومورفولوجيا المناطق الخضراء والمغطاة بالأشجار". والجيومورفولوجيا هي الدراسة العلمية للتضاريس والتربة والتغيرات في الغطاء النباتي.

وعبّر مدير الأبحاث في المرصد الوطني في أثينا، كوستاس لاغوفاردوس، عن موقف مماثل، قائلاً إنّ التركيز يجب أن يكون على التدابير الكافية لمنع اندلاع حرائق الغابات.

لكنه قال إنّ المشكلة المتكررة هي العلاقة غير السوية بين الدولة والهيئات العلمية، "فالأدوات العلمية موجودة ويمكن أن تساعد على الكشف عن الظروف المناخية الصعبة والاستعداد لها"، مثل الجفاف الشديد الذي ضرب منطقة إيفروس بالقرب من الحدود مع تركيا ومناطق أخرى.

وعبر سياسيون معارضون عن مواقف مماثلة خلال نقاش محتدم دار في البرلمان، الخميس، واتهموا الحكومة بالبطء الشديد في اتخاذ الإجراءات الوقائية وضعف التنسيق بين مختلف الوكالات الحكومية المعنية.

مشكلة دولية

أشار ميتسوتاكيس، في رده، إلى أزمة المناخ المتزايدة وموجة الحر الممتدة في الصيف في اليونان، والرياح الجافة الحارة التي أججت الحرائق.

وقال إنّ اليونان ليست الدولة الوحيدة التي ابتُليت بمثل هذه الحرائق الهائلة، لافتاً إلى كوارث مماثلة هذا الصيف في كندا وإسبانيا والولايات المتحدة.

وأضاف: "حتى تلك الدول التي لديها قدرات مالية أكبر من اليونان" لم تكن قادرة على مواجهة الحرائق. وقال إنه سيعمد الى توظيف مزيد من رجال الإطفاء وشراء معدات مثل الطائرات بدون طيار للمساعدة في مراقبة مثل هذه الكوارث.

ووجه كذلك كلاماً حاداً "لبعض العلماء" الذين، كما قال، رأوا أن من المناسب نشر بياناتهم حول حرائق الغابات في وسائل الإعلام، مثل المساحات التي دمرتها، قبل اكتمال الأبحاث بشأنها.

لكن المرصد الوطني في أثينا ردّ على ذلك في بيان صدر، الجمعة، بقوله: "في ظل دولة ديمقراطية وفي عصر البيانات المنشورة على المستوى الأوروبي والدولي، فإن المجتمع العلمي ومراكز الأبحاث الوطنية مُلزمة بإبلاغ المجتمع بنتائج أنشطتها والظروف الطبيعية التي تؤثر على حياة المواطنين".

(فرانس برس)

المساهمون