يونيسف تدقّ ناقوس الخطر: مرض الحصبة يتفشى في اليمن

يونيسف تدقّ ناقوس الخطر: مرض الحصبة يتفشى في اليمن

10 ديسمبر 2022
أطفال يتلقون جرعات من اللقاحات ضد الحصبة في صنعاء (محمد حمود /الأناضول)
+ الخط -

دقّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الجمعة، ناقوس الخطر بشأن انتشار مرض الحصبة في اليمن، معلنة وفاة 15 طفلاً، والاشتباه في إصابة 1400 آخرين.

وقالت المنظمة في تقريرها: "جرى رصد وفاة 15 طفلا بمرض الحصبة في 7 محافظات، بما في ذلك عدن، كما اشتبه في إصابة حوالي ألف و400 طفل بالمرض خلال الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز 2022".

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال، ويعاني تقريبا كلّ من يصاب به من طفح جلديّ مؤلم والتهاب في العين وحمّى وتيبّس في العضلات وسعال شديد. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة هم الذين يعانون من سوء التغذية.

"أكثرُ ما آسفُ عليه هو فقدان ابنتي بسبب مرض كان من الممكن الوقاية منه عن طريق أخذ لقاح مجاني". بهذه الكلمات عبر اليمني فاضل علي حسن بمرارة لـ"يونيسف".

على الرغم من أن أقرب مركز صحي يبعد مسافة نصف ساعة فقط عن منزل فاضل، فإن طفلتيه التوأم أصيبتا بمرض الحصبة، نتيجة عدم تطعيمهما ضد الفيروس المسبب للمرض. وسرعان ما تدهورت الحالة الصحية للتوأم في غضون ثلاثة أيام مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم والطفح الجلدي المؤلم. توفيت إحدى الطفلتين أثناء الذهاب إلى المستشفى.

يقول فاضل: "إنه لأمرٌ مؤسفٌ حين يتعرض أطفالنا لهذا المرض الفتّاك بسبب تقصيرنا وإهمالنا في عدم تطعيمهم. وكان الدرس الأكثر إيلاماً الذي علمتنا إياه الحياة حين لم يكن بوسعنا فعل شيء ونحن نرى طفلتنا وهي تفارق الحياة".  

أهمية حملات التلقيح

لفتت "يونيسف" إلى أنها "ساعدت وزارة الصحة العامة والسكان (اليمنية)، في تنفيذ حملة لقاحات للأطفال استجابةً لتفشي المرض".

انتصار علي حسين، 53 عاما، تعمل لدى مركز الفارسي الصحي في عدن، مسؤولة الصحة الإنجابية والتحصين، وتشارك في حملات التطعيم منذ 37 عاما. وفي هذا الصدد تقول: "أركز على توعية أولياء الأمور بأهمية تطعيم أطفالهم لحمايتهم من الأمراض الفتاكة، وأقوم بزيارات منزلية لتطعيم الأطفال الذين يصعب إحضارهم إلى المركز الصحي".

كرّست انتصار مهمة حياتها لتثقيف الآخرين، بعد أن مرض طفلها، وكان على وشك أن يفقد حياته بسبب فيروس يمكن الوقاية منه. وعلى الرغم من النجاحات العديدة التي حققتها طوال حياتها المهنية على مدى أربعة عقود تقريبا، إلا أن أكبر العوائق التي واجهتها تمثلت في الوصمة والخرافات والشائعات حول سلامة اللقاح وفعاليته.. "نتعرّض في بعض الأحيان للطرد من البيوت أثناء الحملات التي ننفذها من منزل إلى منزل، مع العلم أن هؤلاء الأطفال من المحتمل أن يصابوا بمرض فتّاك ومُهلك." 

وتشدد المنظمة الأممية على أهمية برامج التطعيم التي تلعب دورا أساسيا في إنقاذ الأرواح في هذا البلد الذي يشهد ارتفاعا في أعداد وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها.

ووفقا ليونيسف، فقد تلقى أكثر من 1.2 مليون طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و10 سنوات، لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية، خلال حملة التطعيم التي جرى تنفيذها خلال يونيو/حزيران 2022 في جنوب اليمن.

المساهمون