مصر: مقتل 128 مدنيا بالقصف وعمليات الجيش في سيناء

29 مارس 2016
هدم المنازل في سيناء (GETTY)
+ الخط -
ذكرت منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، أن عدم وجود أي معايير قانونية ضابطة للعمليات التي تجريها القوات المسلحة المصرية في سيناء، هدد حق المواطنين في الحياة في هذه المنطقة، إلى جانب سياسة التهميش والإهمال والعقاب الجماعي التي عانت منها سيناء على مدى عقود.

ولفتت إلى أن أصوات الطائرات التي تخترق سماء سيناء صباحًا ومساءً باتت مألوفة لدى الشعب السيناوي، الذي اعتاد سماع دويّ الرصاص والمدافع الثقيلة وأصوات الحرب المستمرة والمعارك الطاحنة، بجانب الهلع المُصاحب لكل ذلك.

ورصدت "مونيتور"، في تقرير لها، مقتل 128 مدنياً في القصف العشوائي وعمليات الجيش المصري في سيناء خلال الأسبوع الماضي، مشيرة إلى اختطاف المواطنَين "نور حسن محمد علي الحجوج" و"أحمد عودة محمد شفيع" في 20 مارس/آذار الجاري، وهما من قبيلة الرياشات وكانا بسوق شعبي في قرية أبو طويلة جنوب الشيخ زويد، وأخذا إلى جهة غير معلومة.

اقرأ أيضاً: المرصد السيناوي: 86 طفلا قتلهم قصف الجيش المصري العشوائي

وفي 21 مارس لقي المواطن "خالد أبو صيبع" حتفه بعد انفجار عبوة ناسفة في جرار زراعي كان يقوده جنوب غرب رفح.

وفي 22 مارس قُتلت سيدة وابنتها البالغة من العمر 7 سنوات، وأصيبت سيدة أخرى عند منطقة "المقصات القريبة" من معبر كرم أبو سالم، جنوب رفح، إثر انفجار لغم أرضي في عربتهن. كما قُتل مواطن برصاص الجيش عند العلامة الدولية رقم 23 بالقرب من معبر العوجة وسط سيناء، بدعوى محاولته التسلل لإسرائيل.

وفي 23 مارس توفيت الرضيع "رغد محيسن عواد" متأثرة بإصابتها برصاصة في رأسها أطلقتها قوات الجيش من كمين الوفاق جنوب غربي رفح. وقُتل شاب بدويّ يُدعى "سليم" وهو "مختل عقلياً"، برصاص الجيش حال اقترابه من المنطقة الحدودية، ونفت أسرته تسلله ناحية إسرائيل كما ادّعت المواقع الإخبارية. كما أعلن المتحدث العسكري عن مقتل 50 وإصابة نحو 100 من أنصار بيت المقدس في هجمات مفاجئة على تجمعات لقيادات بيت المقدس، جنوب الشيخ زويد ورفح وجنوب العريش.

وفي 24 مارس اعتقلت قوات الجيش الفتى عادل سليمان أبو زند (14 عاماً)، من قبيلة الترابين، ويسكن في منطقة البرث، أثناء مروره من كمين أم قطف.

في 25 مارس/آذار أجبر الجيش المواطنين على مغادرة منازلهم لهدمها بحي الصفا في المدينة، بحجة قربها من الكمين الذي هاجمه مسلحون قبل أيام. وأصيب مواطن يدعى "إبراهيم أ"، من سكان قرية وادي العمر بوسط سيناء، بانفجار لغم أرضي في سيارته بين منطقة الحسنة والقسيمة بوسط سيناء.

وتوجه بعض أهالي مناطق القصاقصة وبلعا بأطفالهم ونسائهم ناحية الحدود خشية القصف العنيف للمدفعية والطيران الحربي، ويجلسون على مقربة كيلومتر من الحدود. ويطالبون بدخول طواقم الإسعاف ولجان طبية لتفقد الأماكن السكنية خشية حدوث مجازر بسبب الضربات الجوية العشوائية. كما عثر الأهالي على جثمان شاب مريض عقلياً ويُدعى "محمد س ص" وبه طلقات نارية، قتل برصاص الجيش جنوب رفح.

وأهابت مُنظمة "هيومن رايتس مونيتور" بالجهات الأمنية الاستماع للنداءات الحقوقية والإنسانية المُطالبة بتعزيز سيناء وتكثيف الانتشار الأمني فيها بشكل لا يضر المواطنين، وناشدتها بالتوقف التام عن سياسة التهجير القسري للمواطنين.

ولفتت إلى أن ذلك يخلق حالة من العداء المباشر بين الأجهزة الأمنية والمواطنين، ويفتح باب الخروج على الدولة والقانون على مصراعيه، ردًا على الانتهاكات المُستمرة والسياسة الأمنية الركيكة التي تُعاقب المواطنين بالقتل الجماعي بدلاً من البحث عن حلول للخروج من الأزمة.

اقرأ أيضاً: مصر: الغضب يجتاح سيناء بعد إهانة النساء في الكمائن