أطباء عراقيون يطلقون حملة "أطباء في الميدان" لعلاج النازحين

10 اغسطس 2016
يجولون على المخيمات لتقديم العلاج(فيسبوك)
+ الخط -
تتفاقم أزمة النازحين في العراق مع مرور الوقت، وازدياد أعدادهم، والعجز الحكومي عن توفير احتياجاتهم للسكن والطعام والعلاج الطبي، ما دفع عددا من الأطباء العراقيين لتنظيم جولات على مخيمات النازحين لفحص ومعالجة المرضى منهم.


وقال المتحدث الإعلامي باسم حملة "أطباء في الميدان"، الدكتور شامل خلف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة إنسانية ولدت مع الأزمة التي حلت منذ 2014، التي أجبرت الملايين على النزوح وخاصة في المحافظات الغربية والوسطى والشمالية، وفي يونيو/ حزيران من هذا العام وبعد موجة النزوح الكبيرة جراء العمليات العسكرية في الفلوجة، قررت مجموعة من الأطباء تنظيم حملة لمعالجة المرضى من النازحين وعلى نفقتهم الخاصة".


وأضاف أن "أطباء من محافظة الأنبار ومدن بغداد والموصل وباقي المحافظات، انضموا إلى العمل التطوعي ضمن حملة أطباء في الميدان لإغاثة النازحين طبياً، ويزداد عدد الأطباء المتطوعين من مختلف الاختصاصات يوماً بعد يوم، خاصة وأنّ الحملة تلقى قبولاً وانتشاراً".


وأوضح أن "طبيعة الحملة هي تنظيم حملات مستمرة تستهدف النسبة الكبرى من مخيمات محافظة الأنبار، وعامرية الفلوجة والتي يزيد عددها على 30 مخيماً، بالإضافة إلى مخيمات مدينة الحبانية، والخالدية، والرمادي"، مشيراً إلى "تحويل خيمة إلى عيادة طبية في مخيم السلام، أحد مخيمات عامرية الفلوجة، كما نجول على المخيمات الأخرى، ونستخدم الخيمة لفحص المرضى، وصرف العلاج لهم مباشرة، عمل الأطباء دوري وبينهم أخصائيون، ونقوم بتوزيع أدوية الأمراض المزمنة ونجري حملات لختان الأطفال".


وتابع خلف قائلاً "الحملة لن تتوقف حتى تنتهي الأزمة، ونهدف إلى توسيع نشاطاتنا لتشمل مخيمات النازحين في العاصمة بغداد، ونازحي محافظة نينوى وصلاح الدين وغيرها".

الحملة تلقى قبولاً والأطباء المتطوعون يزداد عددهم (فيسبوك)



وأشار المتحدث باسم الحملة إلى "وجود معوقات، وصعوبة إيصال مواد الإغاثة والأدوية عبر جسر بزيبز، وضعف الإمكانات المادية مقارنة بحجم المأساة، والحاجة الكبرى لبذل جهد أوسع وبدعم مالي أكبر".


من جانبها، انتقدت الطبيبة المشاركة بحملة معالجة النازحين، سناء محمد، عدم وصول التخصيصات المالية الحكومية لخدمة النازحين.


وأوضحت لـ "العربي الجديد" أن "زيارة واحدة لأي مخيم تبيّن أن تلك العوائل تعيش على فتات مستحقاتها المخصصة لها من الدولة، وأن الحالة داخل المخيمات مأساوية حقاً، الكثير من النازحين من الّذين صادفتهم داخل المخيمات ليس بحوزتهم المال ليأكلوا، فكيف يتعالجون من أمراض تفتك بهم نتيجة حرارة الطقس في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات العيش".


وأضافت "النازحون بحاجة ماسة فعلاً إلى مثل هذه الحملات الّتي من شأنها أن تخفف الأعباء عنهم، كما أنها تعكس الصورة الحقيقية لإنسانية الأطباء التي هي جزء من صلب عملهم".


يذكر أنّ عدد النازحين في العراق منذ يونيو/حزيران 2014 حتى يوم 26 مايو/أيار 2016، بلغ ثلاثة ملايين و306 آلاف و822 نازحاً داخلياً، والذين يشكلون 551 ألفاً و137 عائلة، موزعة على 105 أقضية و384 موقعاً داخل العراق، حسب مصفوفة النزوح إحدى أدوات الإدارة المعلوماتية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.



المساهمون