"محمد القاسم"... جسر الموت في العراق

20 ديسمبر 2017
يشكل الجسر خطراً كبيراً على السائقين (Getty)
+ الخط -
تحوّل جسر "محمد القاسم" إلى أحد الأسماء التي ترتبط بمشاكل العراقيين اليومية في بغداد وتهدد حياتهم وأرزاقهم على حد سواء، في الوقت الذي تقف فيه الحكومة رغم مرور سنوات طويلة عاجزة عن شقّ طريق جديد غير هذا الذي يربط كرخ بغداد برصافتها جنوبا، وهو حاليا آيل للسقوط، فيما أسفرت المعالجات الحكومية أخيرا عن مقتل وإصابة عدد من السائقين.

ويربط جسر محمد القاسم للمرور جنوبي بغداد بوسطها وشمالها، وهو من الجسور الحيوية التي تخفف الازدحام الكبير عن قلب العاصمة. وتسبب الجسر بمقتل ثلاثة مدنيين وجرح سبعة آخرين خلال شهرين بفعل أسياخ الحديد والعوارض الخرسانية والحوادث المرورية، والحفر على طول الطريق والجسر الرابط عليه بين جانبي بغداد.

وكانت أمانة بغداد قد أغلقت الجسر، الشهر الماضي، لأجل صيانته بعد أن وصل إلى مستوى لا يمكن المرور عليه، لكنّ خلافا مع إحدى الشركات التي تقدمت بعروض لصيانته دفعها لإعادة فتحه من جديد أمام السيارات الصغيرة فقط، ومنعت مرور السيارات الكبيرة عليه.

وقال المهندس في أمانة بغداد، وسام العوادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالة الجسر مخيفة جدّا، وهو آيل للسقوط في أي لحظة، إذ إنّ التشققات التي فيه والتفكك فيه خطير جدا، ولا يمكن المرور عليه"، مبينا أنّ "الشركات التي تقدمت لتنفيذ الجسر لم تتفق مع الأمانة بسبب الخلاف على تفاصيل العقد، لكن إلغاء موضوع إصلاح الجسر وإعادة فتحه من جديد غير متوقع، إذ إنّ تقارير الفرق الهندسية التي أجرت المسوحات على الجسر في وقتها أكدت على عدم صلاحيته، وضرورة إغلاقه ومنع المرور عليه حتى تتم إعادة إصلاحه".


وتابع "لا نعرف الجهة التي وجهت بقرار إعادة فتح الجسر، ونفذت أمانة بغداد ذلك التوجيه رغم أنه قد يسقط في أي لحظة". وبسبب الازدحام الذي يشلّ حركة السير والمرور في عموم بغداد، ورغم خطورة هذا الجسر، يضطر سائقو السيارات للمرور من تحته هربا من الزحام.

ويقول أبو غزوان، وهو سائق سيارة أجرة في بغداد، لـ"العربي الجديد": "أضطر للسير على الجسر رغم علمي بخطورة ذلك، وأشعر وكأني ألفظ أنفاسي الأخيرة وأنا فوقه أو أمر من تحته، لكن الزحام الشديد على الطرقات في بغداد يضطرني إلى المغامرة".

ويناشد السائق الجهات المسؤولة بـ"وضع حلّ للجسر، وإعادة إصلاحه بأسرع وقت، وفتح الشوارع المغلقة في بغداد للتخفيف من الازدحام وتجنب حوادث السير المميتة". بينما يضطر أبو باسل، وهو موظف حكومي، للهرب من الجسر، وسلوك طرق بعيدة حرصا على حياته، ويقول لـ"العربي الجديد": "أضطر لسلوك طرق بعيدة حفاظا على حياتي، رغم أنني أتأخر كل يوم لساعة عن الدوام وساعة خلال عودتي إلى البيت".

ويشير إلى أنّ "الحكومة لا تعير أهمية لأرواح العراقيين وتعرضهم للخطر من خلال إعادة فتح الجسر".

وحاولت الجهات المسؤولة منع مرور الشاحنات والسيارات الكبيرة فوق الجسر، ونصبت حواجز على ارتفاع مترين ونصف، لكنها تسببت بحوادث مرورية، واضطرت لرفعها، الأمر الذي فتح الطريق أمام السيارات الكبيرة، ما زاد من خطر انهياره.