محررو "وفاء الأحرار" المقطوعة رواتبهم يضربون عن الطعام

محررو "وفاء الأحرار" المقطوعة رواتبهم يضربون عن الطعام

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
29 يوليو 2017
+ الخط -
أعلن 16 أسيرا محررا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" اليوم السبت، خوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام، ضد قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، بعد خوضهم اعتصاما مفتوحا وسط مدينة رام الله لليوم 42 على التوالي، حتى إعادة رواتب نحو 300 أسير ومحرر في تلك الصفقة، متهمين السلطة الفلسطينية بعدم الاستجابة لمطالبهم.


وأوضح الأسرى في مؤتمر صحافي عقدوه اليوم أمام خيمة الاعتصام في ميدان الرئيس الراحل ياسر عرفات وسط رام الله، أن إضرابهم سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الثامنة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، وسيكون على مرحلتين الأولى يتناولون خلالها الماء والسوائل مع الامتناع التام عن الطعام، والثانية تكون بالاعتماد على الملح والماء.


وحمّل الأسرى في بيان تلاه الأسير المحرر في الصفقة، منصور شماسنة، السلطة الفلسطينية مسؤولية ما يجري لهم "لأنها المسؤولة عنهم خصوصا أن بينهم مرضى وكبار سن"، وطالبوها بإعادة رواتبهم المقطوعة كاملة غير منقوصة ودون انقطاع حتى يعيشوا كسائر أبناء الشعب الفلسطيني وحتى يردوا الاعتبار لكفاح الشعب الفلسطيني، مؤكدين أنهم ليسوا مرتزقة ولا قطاع طرق ولا إرهابيين ولا مجرمين، بل إنهم من أبناء هذا البلد وليسوا غرباء، وأن رواتبهم حق لهم.


وتوجه شماسنة في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إلى جماهير الشعبي الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بالتحرك لأجل مناصرتهم، وطالب كذلك الأسرى المقطوعة رواتبهم بالانضمام لهم حتى ينالوا حقوقهم "لأنه قد يأتي يوم ويشمل قرار قطع الرواتب شرائح أخرى"، في حين شدد على أن خطوة الإضراب تأتي دفاعا عن نضال الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة حتى لا يجرم نضال الأسرى وينظر لهم كإرهابيين، ومن أجل العيش بكرامة كباقي الشعب الفلسطيني حيث لا يجوز الاعتداء على رواتبهم كونه حقا لهم.


ورفض شماسنة المساومة والابتزاز بقضية رواتبهم، مشيرا إلى مطالبتهم السلطة منذ اليوم الأول لتحركهم، بتجنيب قوت عيالهم المناكفات السياسية والضغوط الخارجية، معتبرا أن استخدام الأفراد والجماعات لتحقيق مآرب سياسية هو فساد سياسي بامتياز.


لفت محررو "وفاء الأحرار" في البيان إلى أنهم حرموا منذ 42 يوما أجواء رمضان والعيد وكان اعتصامهم سلميا، ووجهوا من خلاله رسائل إلى الرئيس محمود عباس وإلى رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله وإلى وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، وكذلك عقدت اجتماعات مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات وازنة في صناعة القرار، ولم يتلقوا أي حل لقضيتهم.


وطالبوا الحركة الفلسطينية الأسيرة عموما بإصدار بيان للرأي العام يبيّن خطورة ما يجري من ظلم وتشويه لنضال الشعب الفلسطيني ولحركته الأسيرة جراء قطع رواتبهم وتشويه قيمة الأسرى النضالية والاعتبارية، وطالبوا مصر بالتدخل لحل قضيتهم وصون حقوقهم كونها الراعي للصفقة.


خيمة الاعتصام وسط مدينة رام الله (العربي الجديد) 




كما طالبوا فصائل العمل الوطني الفلسطيني إعلان موقفها من هذا الاستهداف للأسرى والمحررين، مطالبين إياها بمزيد من التحرك لدعم صمودهم في الدفاع عن الحركة الأسيرة عموما.

الأسيرة المحررة في صفقة وفاء الأحرار، هنية ناصر، وهي المحررة الوحيدة في الصفقة التي قطع راتبها، والتي ستخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، قالت إن "خوض هذا الإضراب ضد السلطة الفلسطينية حتى تحقيق المطالب هو وصمة عار للسلطة، حيث استنفد المحررون كافة الخطوات ليتم بالتالي خوض الإضراب ضد السلطة، فهو عار للسلطة، لأنه في العادة يتم الإضراب ضد ما تقوم به إسرائيل بحق الأسرى".

من جانبها، قالت ليلى شلش زوجة الأسير إبراهيم شلش والذي قطع راتبه وهو في داخل السجن، لـ"العربي الجديد"، إن "الأسرى المقطوعة رواتبهم قلقون على مصير عائلاتهم في ظل قطع المصدر الوحيد لدخلهم، ورغم معاناتهم مع إدارة سجون الاحتلال، فإنهم عازمون على خوض الإضراب".

وتابعت "كنا نتمنى ألا تصل الأمور للإضراب، ورسالتي للشعب الفلسطيني أنه في ظل صمت الحكومة والرئاسة الفلسطينية عما يجري عليهم أن يتحركوا، زوجي أمضى 20 عاما داخل سجون الاحتلال وتركني حين كان عمري 22 عاما، كل ذلك من أجل الشعب الفلسطيني، ولكن لا مجيب".

بدوره، قال الأسير المحرر بالصفقة وأحد المعتصمين، عبد الله أبو شلبك، لـ"العربي الجديد"، "ما حدث في الأقصى أخر خطوة الإعلان عن الإضراب، والآن أصبح لا مجال أمامنا إلا اتخاذ خطوات تصعيدية لعل الأمعاء توصل رسالة لم تستطع كلماتنا واعتصامنا أن يوصلها وأن تتم الاستجابة لمطالبنا، وألا نضطر أن ندخل الشارع الفلسطيني بأزمة جديدة، لأن الشعب الفلسطيني بحاجة لمن يوحده".



ومنذ مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 300 أسير ومحرر ومبعد في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حركة حماس في عام 2011 مع إسرائيل برعاية مصرية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأفرج فيها عن أكثر من ألف أسير أعادت إسرائيل اعتقال وإعادة الأحكام السابقة للعشرات منهم بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاث سنوات.

وبدأ 15 أسيرا محررا في الصفقة علاوة على المحررة هنية ناصر، باعتصامات أمام مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين وأمام مقر الحكومة الفلسطينية برام الله، والاعتصام الدائم في ميدان الرئيس عرفات في رام الله المتواصل منذ 42 يوما.



ذات صلة

الصورة
الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست التي تخوض إضراباً عن الطعام دعماً لقطاع غزة (إكس)

مجتمع

تنفّذ الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست إضراباً عن الطعام أمام برلمان بلادها، من أجل لفت الانتباه إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجوع فيه.
الصورة
محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة

سياسة

كلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة
الصورة

سياسة

أفادت إذاعة "ريشيت بيت" العبرية، بأنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس إمكانية الاستعانة بمسؤولين في السلطة الفلسطينية في مسألة إدارة حياة سكان قطاع غزة.
الصورة
جو بايدن/بنيامين نتنياهو (رويترز)

سياسة

يتصاعد التوتر بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة، ويبدو أن بايدن ونتنياهو يتّجهان نحو التصادم بشأن أجندة ما بعد الحرب وحكم غزة.