مشاهدات المحامي فيصل السيد في كواليس دفن مهدي عاكف في القاهرة

23 سبتمبر 2017
مهدي عاكف (فيسبوك)
+ الخط -
كشف المحامي، فيصل السيد، عن مشاهداته كواليس دفن محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، والذي توفي في مستشفى قصر العيني بالقاهرة، حيث كان يقضي فترة سجنه على ذمة قضايا.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أن "قطاع مصلحة السجون تلقى إخطارًا من مستشفى قصر العيني يفيد بوفاة المحكوم عليه محمد مهدي عاكف، المودع بها للعلاج، إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك عن عمر يناهز 89 عامًا". ونقل عاكف في وقت سابق من السجن إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي لتلقي العلاج، بعدما رفضت السلطات المصرية نقله إلى مستشفى خاص بناءً على طلب من أسرته.

وقال المحامي إن عاكف توفي "بعد ظهر يوم الجمعة 2 محرم 1439 هجرياً الموافق 22 /9 /2017، مثلما توفي الأستاذ محمد حامد أبو النصر والأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ مأمون الهضيبي، المرشدون السابقون لجماعة الإخوان المسلمين في يوم جمعة".

وبحسب شهادته عن كواليس دفن المرشد الأسبق قال إن "العنبر الموجود فيه الجثمان في مستشفى قصر العيني تحول إلى ثكنة عسكرية، الحركة فيه تتم بأوامر من أمن الانقلاب، حتى إن زميلنا المحامي محمد سالم كان مقيد الحركة، أثناء قيامه بإنهاء تصاريح الدفن".

وتابع "ذهبت لفتح المقبرة بالتنسيق مع علياء ابنة الأستاذ عاكف (كان أوصى أن يدفن بجوار عمر التلمساني ومصطفى مشهور)، وفوجئت بأن مقبرة الوفاء والأمل (شرقي القاهرة) والمقابر التي حولها، محاصرة بقيادات أمن الانقلاب". وأضاف "اصطحبوني حتى داخل المقبرة مع تنبيهي بعدم التصوير (...) كنت بمفردي وأعطيتهم التليفون ليتأكدوا".

وقال السيد "قام الطاهر زوج ابنة أخت فقيدنا الغالي بتغسيل الجثمان، ولم يسمح الأمن لغيره بحضور الغسل. وقام بالصلاة (داخل مصلى المستشفى) على فقيدنا خمسة أشخاص (زوج بنت أخته، والمحامي، وثلاثة عناصر من الداخلية)، وأربع سيدات هن زوجته وابنته وأخريان". 






وتابع "أثناء انتظارنا الجثمان في منطقة المقابر حاصرتنا قوات الأمن المركزي والمدرعات، وقوات خاصة وأمن وطني والمباحث العامة لشرق القاهرة. ومع اقتراب وصول الجثمان أخرجتني قوات الانقلاب من المقابر، وأدخلوا السيارة التي تحمل الجثمان من مكان آخر حتى لا نحضر الدفن ولا نراه، ولم يسمح إلا لزوجته وابنته والأستاذ عبد المنعم عبد المقصود المحامي بالحضور".



وأضاف في شهادته أن "مراسم الدفن انتهت عند الثانية عشرة ليل الجمعة - السبت، وكنا نحو عشرين رجلاً ومثلهم من النساء. وكان من بين الحضور خالد بدوي المحامي، وعبد المنعم عبد المقصود، والوزير خالد الأزهري، وأبناء وزوجة الرئيس محمد مرسي ولم تحضر أي شخصية عامة أخرى".





وولد مهدي عاكف في إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1928 وتخرج بالمعهد العالي للتربية الرياضية عام 1950 ليعمل بعد التخرج مدرساً للرياضة البدنية. وانضم لجماعة "الإخوان المسلمين" عام 1940 وتدرج فيها حتى ترأس قسم الطلاب عام 1954 قبل حل الجماعة وقبض عليه في نفس العام. ظل عاكف مسجوناً حتى عام 1974 وأُطلق سراحه في عهد الرئيس السابق أنور السادات، ليلتحق بالعمل مديرًا عامًا للشباب في إحدى الوزارات، وسجن لاحقا لثلاث سنوات في قضية سلسبيل حتى أفرج عنه في العام 1999، قبل أن يسجن مرة أخرى مع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إثر انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

منع صلاة الغائب

في هذه الأثناء، حذرت وزارة الأوقاف المصرية اليوم، من إقامة صلاة الغائب في المساجد من دون تصريح مسبق تحت طائلة المساءلة القانونية، عقب عاكف.

وأصدر القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية بياناً تحذيرياً اليوم، بعدم إقامة صلاة الغائب في المساجد على أيٍ كان، أو السماح بإقامتها من دون تصريح أو تعميم مُسبق من رئيس القطاع الديني بديوان عام الوزارة، محذرة من تعرض أي إمام مخالف لقرارها للمساءلة القانونية أمام الجهات المختصة.

وجاء البيان بعد وفاة عاكف الذي حكم بالسجن المؤبد منذ أربعة أعوام على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث مكتب الإرشاد"، ولم يستجب القضاء خلالها لعشرات الطلبات من هيئة الدفاع بالإفراج الصحي عنه، على الرغم من التقدم بتقرير طبي مؤرخ في 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، يُفيد بمعاناة عاكف من سرطان بالبنكرياس، وارتفاع نسبة الصفراء بالجسم، وورم القنوات المرارية.