محافظ نينوى يعتذر لإهانته مدير مدرسة ضرب تلاميذ

محافظ نينوى يعتذر لإهانته مدير مدرسة ضرب تلاميذ

28 نوفمبر 2018
محافظ نينوى يهين مدير مدرسة (فيسبوك)
+ الخط -
عبَّر كثير من العراقيين عن غضبهم بعد انتشار تقرير تلفزيوني يظهر فيه محافظ نينوى، نوفل العاكوب، وهو يتعمّد إهانة مدير مدرسة في مدينة الموصل (مركز المحافظة) بسبب ضربه التلاميذ، وقال العاكوب إنه عقد جلسة صلح مع المعلم وقدم له الاعتذار.

وظهر العاكوب في الفيديو المتداول يصرخ في وجه مدير المدرسة ويهينه ويهدده بالضرب بالـ"مطرك"، وهو عصا يابسة تستخدم لنفش الصوف، قبل طرده أمام جميع كاميرات التصوير المتجمعة لمتابعة أحد الأحداث.

وقال المحافظ في بيان نشرته وسائل إعلام عراقية الأربعاء، إنه "بعدما طبلوا وزمروا على موضوع مدير المدرسة، قام المحافظ بتقديم إعتذار للمعلم، وكل ما حصل هو سوء فهم لكن بعض المفلسين اتخذوه شماعة للهجوم".

وحسب مصادر محلية، فإن جلسة الصلح جرى خلالها ترضية المعلم بمبلغ مالي قدره 25 مليون دينار (نحو 20 ألف دولار)، في حين أعلنت وزارة التربية العراقية عن فتح تحقيق موسع في الواقعة.

وقال نواب محافظة نينوى في البرلمان، في بيان مشترك، إن "الاعتذار غير كاف. نستنكر التصرف غير المسؤول لمحافظ نينوى بحق المدرس، وإهانته لشريحة المعلمين. هذا التصرف المسيء يعد تطاولا على حرمة المؤسسة التربوية في ظل غياب نصوص قانونية رادعة بحق من يعتدي على المعلمين، وغياب العلاقة الحقيقية بين المجتمع المحلي والمدرسة نتيجة جهل المجتمع بأهمية دور المعلم في بناء الأجيال، وسيلجأ مجلس النواب إلى مساءلة مجلس المحافظة والمحافظ على تقصيره وعدم القيام بواجبه الرقابي".




وفي وقت سابق، قال عضو نقابة المعلمين في الموصل، رعد الجبوري، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "في البداية أخطأ مدير المدرسة بضربه للطلاب، ولكن لا ينبغي معالجة الخطأ بخطأ آخر، وكان يفترض بالمحافظ اتخاذ الإجراءات القانونية بتشكيل لجنة تحقيق من قبل مديرية التربية باعتبارها المعنية بالأمر للتحقيق، باعتبار أن كافة الموظفين يخضعون لقانون انضباط موظفي الدولة". وأضاف: "لا نقبل بهذا التشهير والإهانة بحق أي مدرس أو تربوي، ومهما كان الخطأ فهناك طرق قانونية لعقابه".

وكتب الإعلامي ياسر الحمداني على "فيسبوك" معلقاً: "إهانة غير مبررة لكادر تعليمي، حتى وإن أخطأ فليس من حق المحافظ أن يوبخ ويهين كادرا تعليميا أمام شاشات التلفاز، تصرف غير لائق ومتهور". وأضاف: "كان بإمكان السيد العاكوب محاسبة المعلم دون تصويره وفضحه بهذه الطريقة المهينة، هزلت والله. لم يبق للتعليم ولا لكادره احترام وهيبة".




وكتب الناشط عمر أكرم: "معلم ضرب طلاباً كعقاب لهم، فقام المحافظ بإهانة وتوبيخ وسب وشتم المعلم الذي أخطأ أمام الكاميرات بأسلوب غير حضاري وبعيداً عن القانون". وأضاف ساخراً: "بس لا يتهور عادل عبد المهدي (رئيس الوزراء) ويهين المحافظ أمام الإعلام فيثور البرلمان، ثم تستنكر الأمم المتحدة قرار البرلمان المجحف، ويتم تشكيل تحالف وتبدأ الحرب العالمية الثالثة فتموت الأمم والشعوب".

وكتب الناشط المدني إيهاب الحميداوي: "لا يحق لأحد أن يهين شريحة واسعة من المعلمين والمثقفين مهما كانت الأخطاء. هناك عقوبات إدارية ومهنية تحفظ شرف المهنة والتعليم. المحافظ وجه إهانة إلى جميع كوادر التعليم في العراق، وسوف ترون عواقب هذا التصرف من قبل الطلاب، فترقبوا تمردهم عليكم أيها المعلمون".