صبحية السعد... أول "شهيدة" للخوذ البيضاء

12 مارس 2018
تطوعت عام 2017 (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تسلم المتطوعة صبحية محمد السعد، في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، من غارات الطيران الروسي، بل لحقتها إحدى غاراته إلى منزلها في وقت استراحتها، أول من أمس، لتصبح أول "شهيدة" من المتطوعات في صفوف الدفاع المدني.

صبحية، المندفعة والمحبّة للعمل الإنساني بشهادة رفاقها، والمتطوعة التي دأبت على المشاركة في كل المهام التي تقتضيها الظروف من نقل الإصابات ومداواة الجرحى، والتوعية الخاصة بالحماية الشخصية خلال القصف والغارات، قتلتها الغارة مع ستة من أفراد أسرتها، في منزلها في بلدة كفرسجنة، جنوب مدينة إدلب. 

السعد، من مواليد بلدة كفرسجنة عام 1990، خريجة معهد العلوم الصحية، والتحقت بصفوف الدفاع المدني عام 2017، وكانت تعمل مسعفة في صفوفه منذ أكثر من عام.

في اليوم نفسه الذي قُتلت فيه، استهدفت طائرات النظام المروحية، مركز الدفاع المدني في جسر الشغور غرب إدلب، ما أدى إلى إصابة متطوعة فيه، وخروج المركز من الخدمة.

يقول أحمد الشيخو، مدير المكتب الإعلامي، التابع للدفاع المدني في محافظة إدلب، لـ"العربي الجديد": "كانت صبحية محبّة للعمل الإنساني، لذلك تطوعت في مركز حيش التابع لمدينة خان شيخون، جنوب إدلب، وكانت متفانية في عملها، ويحبها الجميع".


يضيف الشيخو أنّ الدفاع المدني فتح باب التطوع للسيدات منذ عام 2014، فالتحقت بصفوفه حتى مارس/آذار الجاري، 368 سيدة، يتوزعن على محافظات إدلب وحلب واللاذقية وحمص والقنيطرة، وريف دمشق وحماة.

ويشير إلى أنّ وجود سيدات في صفوف الدفاع المدني مكّنه من توسيع خدماته في نقل المصابين، وتقديم الإسعافات الأولية في مراكزه.

ولفت إلى أنّ أعمال المتطوعات تشمل، بالإضافة إلى الإسعاف والتطبيب، التثقيف وتنظيم دورات توعية للمدنيين حول الإجراءات السليمة أثناء القصف، والاستهداف بالغازات السامة، وكيفية التعامل مع الجروح وتطبيبها.




ونعى المجلس المحلي في كفرسجنة، أول من أمس، المسعفة صبحية وأفراد 7 من أفراد عائلتها، مشيراً إلى أن الطيران المجرم ارتكب المجزرة التي أودت بحياة الأسرة وهم داخل منزلهم في البلدة.

مكان وقوع مجزرة كفرسجنة ومن بين ضحاياها المسعفة صبحية سعد(تويتر) 

ونشر المجلس، في بيان على "فيسبوك"، أسماء الضحايا وهم إضافة إلى صبحية السعد، والدها محمد مصباح السعد، وشقيقتها شام السعد، وطفلها مصعب، وعمها خالد مصباح السعد، وزوجته وصال وطفلهما مراد، إضافة إلى شمسة الشنتير. ولفت البيان إلى أن إصابات عدة لحقت بآخرين ممن استهدفتهم الغارة.



وتأسس الدفاع المدني عام 2013، وأسس مراكز له في معظم المحافظات السورية، آخذاً على عاتقه إنقاذ المدنيين على تنوعهم من الأضرار التي تلحق بهم نتيجة الحرب. وفقد خلال عمليات الإنقاذ والقصف الذي استهدف مراكزه 219 متطوعاً حياتهم، فيما أصيب المئات منهم بجروح.

المساهمون