أهوال 25 يناير 2016... وأبواق النظام

أهوال 25 يناير 2016... وأبواق النظام

31 ديسمبر 2015
الإعلاميون رهينة النظام (فيسبوك)
+ الخط -
رويداً رويداً ومع بدء العد التنازلي لاقتراب ذكرى أعظم الثورات في تاريخ مصر، ذكرى ثورة 25 يناير الخامسة، تزيد الأبواق الإعلامية الموالية للنظام السياسي في مصر من الصراخ والعويل بل وصلت لذروتها بالبكاء وإسقاط الدموع علانية أمام شاشات التلفاز على مرآى ومسمع من الملايين كافة!.


المشهد برمته يبدو غريباً مثيراً للدهشة على الأقل بالنسبة لشخصي المتواضع، وخاصة أن نظام السيسي ثبت حكمه ظاهرياً على الأقل باكتمال أركان الدولة بانتخاب مجلس النواب، لتكون السلطات قد اكتملت ولو حتى على الورق، في ظل انهيار اقتصادي حاد يُنذر بكوارث في الأشهر القادمة، وخاصة أن حركة السياحة شبه منعدمة بالمعنى الحرفي للكلمة، فضلاً عن كارثة، وأعي الكلمة جيداً بتلقيبها بالكارثة، وهي سد النهضة الأثيوبي، بخلاف عجز الحكومة على مجاراة الأوضاع الاقتصادية، ما يزيد من كاهل المواطن المصري الفقير الذي لا تعنيه كثيراً هوية من يحكم قدر ما يعنيه من تدبير الحد الأدنى لأمور حياته المعيشية.

بكاء الكاتب الصحافي مصطفى بكري في برنامجه "حقائق وأسرار" على شاشة قناة صدى البلد تجعلنا نتوقف عندها كثيراً، مجرد مشهد بسيط في ظل حالة الهياج لبلوعات الصرف الإعلامي كما لقبها الأستاذ يسري فودة، ولكن لها دلالات جمة لأولي الألباب.

فبعيداً عن كون الرجل في صراع حقيقي مع نفسه قبل أي شي آخر لنيل ثقة النظام والتقرب له بوصلات تمتاز بالنفاق والرياء كعادته منذ زمن بعيد، وخاصة بعد ثورة يناير المجيدة، إلا أن مشهد بكائه مخاطباً الشباب بسب وقذف علني لعدم الخروج للتظاهر في ذكرى الثورة يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام حالة من الهيستيريا الإعلامية وصلت لأهوال، وكأن هؤلاء ما يسمون زوراً وبهتاناً بـ "الإعلاميين" على أبواب جهنم!؛ فنحن أمام حالة فريدة من نوعها لم يسبق لها مثيل، على الأقل في التاريخ الحديث، فهؤلاء الناس لا يدافعون عن النظام ولا عن شخص السيسي ولا يحبونه قدر هذا الحب الذي يدفعهم للبكاء بهذا الشكل بل إنهم يعلمون يقيناً أنهم أمام معركة صفرية إن حسمت ضد السيسي في أي وقت فهم أول الضحايا.

يا حسرتاه على وصول إعلامي إلى حد الدفاع عن نظام سياسي أياً ما كان، لأنه أدرك أن سقوطه يساوي ولو نظرياً "رقبته"، حقاً أمر بائس ولكنها نتيجة طبيعية لأناس ضحّوا بشرف قلمهم وكلمتهم ودخلوا حلبة السياسة غير مُدركين تبعاتها، نعم تكسب بعض الوقت جراء دخولك معتركاً كهذا، ولكن حتماً لا تستطيع أن تكسب طيلة الوقت؛ فإن دخل الإعلامي يوماً حلبة السياسة لاعباً فيها أي دور فقل عليه واثقاً "البقاء لله" ولكم في أحمد المسلماني "الإعلامي" قبل وبعد توليه منصب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، نموذجاً.

(مصر)

المساهمون