"ألوان العودة".. مسيرات حدود غزة في عيون الفنانين

"ألوان العودة".. مسيرات حدود غزة في عيون الفنانين

27 ديسمبر 2018
أقيم المعرض بكلية العودة بمدينة غزة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
خلال فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على حدود غزة، حفِظ الفلسطينيون الكثير من مشاهد البطولة في أذهانهم. واحدة من هذه الصور كانت لامرأة طاعنة في السن تحمل الكاوتشوك لتساعد الشبان في تظاهراتهم بوجه جنود الاحتلال، وصل تأثير هذا المشهد إلى أن رسمته الفنانة لمى شكشك على الورق.

وشاركت شكشك بهذه اللوحة في معرضٍ فني أُقيم في كلية العودة الجامعية بمدينة غزة، اليوم الخميس، لتقول من خلالها إن "مسيرات العودة وحّدت الجهد الفلسطيني بأن شارك فيها الشباب والنساء والأطفال وحتى كبار السن لأجل المطالبة بحقوقهم العادلة، ألا وهي العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948 ورفع الحصار عن غزة".

وأطلق المنظمون على المعرض اسم "ألوان العودة"، للدلالة على نوعية الصور التي تجسد مسيرات العودة وكسر الحصار بكل فعالياتها وملامحها منذ أن انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي.

ورسمت شكشك صوراً عديدة، واحدة منها مثّلت انتفاضة الحجارة ضد الاحتلال، وثانية للشهيدة رزان النجار والتي أطلق جنود الاحتلال النار عليها بينما كانت تقوم بعملها كطبيبة في إسعاف الجرحى. تقول لـ"العربي الجديد" إن "هذه الأحداث جميعها تؤثر فينا كفلسطينيين أو فنانين، نحفظها بذاكرتنا ونرسّخ من خلالها حقنا في العودة إلى أراضينا المحتلة".



لمى شكشك ولوحتها (عبد الحكيم أبو رياش) 



وشاركت الفنانة هديل المصري بلوحات فنية أخرى في المعرض، وجميعها تناولت المشهد المستمر على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصرحت لـ"العربي الجديد" بأنها "رسمت لوحات لما جرى ويجري في مسيرات العودة بداية من التظاهرات السلمية للشباب وصولاً إلى الشهداء الذين سقطوا من جراء هذه الفعاليات".

كل حدث جرى وأثر في المصري، رسمته. من الصور التي علّقتها الفنانة الشابة في المعرض كانت لأطفال يتظاهرون أمام السياج الفاصل ويحاولون الرجوع إلى أراضيهم المحتلة، وطفل يرمي الحجارة بالمقلاع، ورسمت أيضاً صورة الصحافي الشهيد ياسر مرتجى والذي استشهد إثر رصاصة قاتلة أطلقها قناصة الاحتلال عليه خلال قيامه بعمله بتغطية الأحداث.

تقول المصري إن "رسالة الفن واحدة ونابعة من ميدان كفاح الشعب في نيل حقوقه، وتجسد السعي الدائم للحصول على حق العودة مع الاستمرار في طريق المطالبة بالحق حتى عودة المهجرين إلى أراضيهم المحتلة".





وجاءت فكرة إقامة "ألوان العودة" ترسيخاً لواقع حق العودة الذي يطالب به الفلسطينيون من خلال فعالياتهم السلمية على حدود غزة. يقول منسق المعرض عاهد محمود لـ"العربي الجديد" إن "القائمين عليه حاولوا توظيف المواهب الفنية في غزة في سبيل إنجاز مشروعٍ يجسد مسيرات العودة وملامحها في صورٍ فنية".

واستشهد 253 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة منذ بدء المسيرات في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، بينما لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 11 منهم، كما أصيب آلاف الفلسطينيين بجروحٍ مختلفة، وفقاً لما وثقه مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق في إحصائية حديثة.

وذكر أيضاً أن عدد الإصابات وصل إلى 25477 مصاباً، نتيجةً لإطلاق الرصاص الحي والمباشر تجاه المتظاهرين على حدود غزة، إضافة إلى الإصابات الناتجة من عمليات القصف المدفعي والجوي على مناطق القطاع، وشملت كذلك الإصابات الناتجة من استنشاق الغاز السام والذي يُطلقه جنود الاحتلال على المدنيين.

الفنانة هديل المصري(عبد الحكيم أبو رياش) 

دلالات

المساهمون