"الوطن" تكذب والصين ترد... والسوريون لا يستغربون

"الوطن" تكذب والصين ترد... والسوريون لا يستغربون

08 اغسطس 2018
التصريحات أثارت القلق والمخاوف في إدلب (الأناضول)
+ الخط -
"الإعلام السوري يكذب حتى في نشرات الطقس"، هذا ما قاله الكاتب الراحل ممدوح عدوان، واصفاً حال الإعلام الحكومي السوري، الذي تتحكم السلطات الأمنية في كل تفاصيله.

وفي جديد السقطات، التي باتت سلسلة متتالية لهذا الإعلام بكل منصاته المسموعة والمرئية والمكتوبة، نشرت صحيفة الوطن التي تقدم نفسها كصحيفة سورية مستقلة، في عددها الورقي 2955 بتاريخ 1 أغسطس/ آب تصريحاً محرّفاً للسفير الصيني في العاصمة دمشق، نقلت فيه عن لسانه نية الصين إرسال مقاتلين إلى سورية لمشاركة جيش النظام السوري في القتال بمعركة إدلب التي يروج لها إعلام النظام وتهدّد بها قواته ومليشياته المسلحة.

التصريح أثار الرعب بين مدنيي إدلب

بعد التصريح الذي حرّفته صحيفة الوطن ونشرته مع تفاصيل عن لقائها مع السفير الصيني، تناقل عدد من وسائل الإعلام التصريح بشكل كبير، مترافقاً مع تحليلات عسكرية وسياسية عن المشاركة العسكرية للصين. تحليلات شغلت الشارع السوري في مناطق سيطرة المعارضة في شمال إدلب، وأثارت المخاوف لديه، من عواقب تصريح رسمي يشير إلى تأكيدات بشأن حرب مقبلة تجاه إدلب.

 

توضيح متأخر من الجهات الصينية

في توضيح متأخّر نشرت الصحيفة ذاتها توضيحاً، أمس الثلاثاء، مرفقاً ببيان للسفارة الصينية في دمشق، تنفي فيه السفارة مشاركة الصين في أي معارك أو عمليات عسكرية في سورية، لا في الوقت القريب ولا مستقبلاً، وعزت الصحيفة تحريفها الخبر إلى سوء ترجمة وفهم تصريحات السفير.

تشكيكات من الناشطين

لم تقنع رواية الخطأ في الترجمة كثيراً من السوريين، الذين كما قال الناشط أيمن العنتري اعتادوا كذبه الذي لا يتوقّف، وأشار العنتري إلى ضعف رواية الوطن: "من الممكن أن يقع الخطأ في الترجمة بكلمة واحدة أو كلمتين، أما أن يكون الفهم خاطئاً للقاءين كاملين، أحدهما مع السفير والثاني مع الملحق العسكري، فهذا ما لا يستطيع عقلي تقبّله".

وأضاف العنتري: "جريدة الوطن تسوّق نفسها كإعلام مستقل ومدني، وهذا غير صحيح تماماً، هي واجهة للإعلام العسكري، ولا تختلف في سياستها عن جريدة البعث أو تشرين الحكوميتين، ويكفي أن تعرف أن من يملك صحيفة الوطن هو رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، حتى تتوضح لك خلفيات إعلام كهذا". 

 

سياسيون في المعارضة تحرّكوا

أثارت التصريحات المكذوبة مخاوف عدد من السياسيين المعارضين، الذين سارعوا إلى التواصل مع الحكومة الصينية لاستيضاح الأمر، ليؤكدوا بعد تواصلهم كذب هذه التصريحات حتى من قبل أن تُعيد "الوطن" نشر بيان التوضيح.

فقد نشر هادي البحرة، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، عبر حسابه في "تويتر"، تغريدةً وضّح فيها أنه من خلال تواصلهم مع السفارة الصينية في العاصمة السعودية الرياض، أكد لهم السفير الصيني زيف التصريح الذي نشرته "الوطن" وأنهم طالبوا الصحيفة بالاعتذار عن هذا الخطأ. 

وصحيفة الوطن صحيفة يومية، تصدر وتطبع في العاصمة دمشق، وهي الصحيفة السياسية الخاصة في سورية، وتعود ملكيتها إلى رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال رأس النظام السوري بشار الأسد، وقد صدر العدد الأول منها عام 2006.