"ستينغر" في أيدي مسلحين بالجزائر: الخطر الليبي يتمدّد؟

"ستينغر" في أيدي مسلحين بالجزائر: الخطر الليبي يتمدّد؟

13 مارس 2016
الجزائر تعزز مراقبتها الأمنية للحدود (فرانس برس)
+ الخط -


كشفت عملية الجيش الجزائري في منطقة وادي سوف، جنوبي الجزائر، التي تم خلالها قتل ثلاثة مسلحين، عن تطور خطير مع العثور على صواريخ "ستينغر" بحوزة المسلحين، لتكون المرة الأولى منذ بدء النشاط الإرهابي في الجزائر عام 1992، التي تحصل فيها المجموعات المسلحة على أسلحة متطورة وخطيرة. وعرضت وزارة الدفاع الجزائرية صوراً عن الأسلحة التي عُثر عليها بحوزة ثلاثة مسلحين تم القضاء عليهم في منطقة وادي سوف. وأظهرت الصور ست منظومات صواريخ من نوع "ستينغر"، وهي صواريخ تستطيع استهداف وإسقاط الطائرات، وهذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على هذا النوع من الأسلحة بحوزة المجموعات الإرهابية في الجزائر. كما عثر بحوزة المسلحين الثلاثة على 20 قطعة سلاح كلاشينكوف وثلاث قاذفات صواريخ من نوع "آر بي جي" وحزامين ناسفين.

وتُعتبر "ستينغر" صواريخ متطورة جداً على الصعيد العملياتي ويمكنها إسقاط طائرات واستهداف المنشآت الحيوية. ويعتقد مراقبون أن هذا الأمر يُعدّ تطوراً نوعياً وخطيراً في النشاط الإرهابي في الجزائر. ويرجحون أن تكون هذه الأسلحة قد تم جلبها من ليبيا، وخصوصاً أن منطقة وادي سوف قريبة من الحدود مع تونس وليبيا.

ويعتقد الخبير في الشؤون الأمنية، قوي بوحنية، أن "ذلك يؤكد فرضية تورط جماعات راديكالية ليبية في بيع السلاح بمختلف أشكاله إلى نظيرتها بالجزائر"، معتبراً أن "الجماعات الإرهابية تجد دعماً دولياً من جماعات ناقمة على أوطانها، وذلك يعني وجود شبكات دولية من جنسيات غربية متورطة في تمويل الجماعات الراديكالية". ويلفت إلى أن "هناك أحداثاً إرهابية ضربت الجزائر تم التثبّت من وجود أطراف دولية مشاركة لوجستياً ومادياً في دعم الجماعات التي نفذتها، وعملية الهجوم على منشأة النفط في تقنتورين في عين أميناس بولاية اليزي القريبة من الحدود مع ليبيا، أكدت وجود إرهابيين من أكثر من ثماني جنسيات بما فيها كندا، وهذا وحده كافٍ".

اقرأ أيضاً: الجيش الجزائري يضبط صواريخ مضادة للطائرات

وتُمثل منطقة وادي سوف في ذاكرة الجزائريين نقطة تحوّل في بداية التسعينات، إذ شهدت أول عملية ارهابية عبر هجوم مجموعة مسلحة على ثكنة للجيش في منطقة قمار وذبح جنود من الجيش، ولذلك يتخوّف متابعون من أن يكون حجز تلك الترسانة من الأسلحة في المنطقة القريبة من الحدود مع تونس وليبيا، بداية لتنفيذ تهديدات أمنية جدية ضد الجزائر.

وبغض النظر عن بعض التحليلات التي ربطت بين عملية وادي سوف، جنوبي الجزائر، وعملية بنقردان، جنوبي تونس، واحتمال أن تكون المجموعة المسلحة التي تم القضاء عليها جنوبي الجزائر، تتبع المجموعة التي هاجمت مدينة بنقردان في جنوبي تونس، الاثنين الماضي، وأن تكون قد نجحت في الفرار من قبضة الجيش التونسي عقب فشل هجوم بنقردان، لكن يبقى الأمر المرجح الأكبر هو أن هذه الأسلحة متأتية من ليبيا. ويتخذ الكثير من الرعايا الليبيين من مركز "طالب العربي" الحدودي، منفذاً للدخول إلى الجزائر عبوراً من تونس، باعتبار أن الحدود البرية بين الجزائر وليبيا مغلقة منذ 1 أغسطس/ آب 2014، بسبب توتر الوضع الأمني في ليبيا، ووجود المجموعات الإرهابية التي تنشط على الحدود بين الجزائر وتونس وليبيا، والتي وجدت في حالة الفوضى وتفكّك الدولة في ليبيا، عاملاً يسهّل تحركاتها في المنطقة الحدودية، وهو ما دفع القيادة العسكرية للجيش الجزائري إلى تعزيز التواجد العسكري على الحدود ونشر قوات إضافية تتيح مراقبة الحدود ومنع أي تسلل للمسلحين. كما كانت مصادر عسكرية جزائرية قد كشفت لـ"العربي الجديد" قبل أسبوع، نقل وتحريك آليات ومعدات عسكرية ثقيلة وكتيبة من الجيش إلى مناطق الحدود مع ليبيا، وهو التحريك الذي تم بعد توفر معلومات استخباراتية، كانت تشير إلى عزم المجموعات المسلحة تنفيذ عمليات داخل الجزائر، لتخفيف التركيز الأمني والإعلامي على المجموعات الإرهابية في تونس.

وتعيد عملية وادي سوف وحجز ترسانة الأسلحة إلى الأذهان عملية الهجوم الكبير على منشأة الغاز تيقنتورين في منطقة عين أميناس في ولاية اليزي، جنوبي الجزائر، في يناير/ كانون الثاني 2013، وهو الهجوم الذي أثبتت التحقيقات أن المجموعة المسلحة نجحت خلاله بالتسلل من شمال مالي إلى داخل الحدود الليبية قبل أن تنجح في التسلل إلى داخل التراب الجزائري وتنفذ عملية اقتحام منشأة الغاز.

اقرأ أيضاً: وزير الداخلية الجزائري: ننسق مع تونس باستمرار لمحاربة الإرهاب