أسئلة إلى جبران باسيل

أسئلة إلى جبران باسيل

26 سبتمبر 2016
+ الخط -
جميعنا نعلم أنّ الطفل صورةٌ مقسومةٌ عن أبويه، مزيجٌ من ضحكتيهما، لمحةٌ من شجاراتهما، أملٌ في دربيهما، خليطٌ من حضارتيهما، ولربماّ الديانة تنصفه ما بين الكنائس والمساجد.
على الرغم من هذا الترابط الذي لا يفصله فاصل، أدلى وزير الخارجية اللّبناني جبران باسيل بكل أريحية، ومن دون أدنى تفكيرٍ بحقوق طفل نشأ بين قلبين، بتصريحاتٍ حول عدم شرعية الحق للأم بمنح ولدها جنسيّتها... كلّ ذنبه أنّه فلسطيني أو سوري الأب ولبناني الأم؟
لن أتكلّم عن فئة الشعب السوري الذي أكنّ له احترامي وتقديري، فلعلي إن تكلّمتُ أقصر في وصف فضائله وتفاصيل معاناته، سأتكلّم نيابةً عن فلسطينيّ عشت ما عاشه، وعانيت ما عاناه، ولن أنكر أنّ للبنان في قلبي نصيب كما لفلسطين، فالأمّ هي منْ تنجب والأمّ أيضاً هي منْ تربّي. كلّ هذا لا يثير تعجّبي بقدر أمورٍ غضّ الوزير باسيل نظره عنها، فأنا أسأله: هل زرت يوماً المتاجر واطّلعت على إحصائيّات المبيعات؟ هل لاحظت أنّنا أكثرهم؟ هل مررت يوماً بدور السينما وسألت بجرأةٍ "الفلسطيني يرفع إيدو"، ولم تكن نصف الأيادي الممتدّة هي أيادينا؟ هل حملتكَ بعض تفقداتك إلى باحات الجامعات ولاحِظت أكتافاً تجوب وتعتمرها كوفيّتنا؟ أم دعوك للاطلاع على مدرّجاتها لتذهلك نسبة الطلبة الفلسطينيبن فيها؟ وهل سمعت أقاويل الناس عن شهامتنا؟ وكم طبيب منّا عمل خيراً من دون أن يتقاضى شيئاً؟ وكم فتاة شاركت بأعمالٍ خيريّة وبسمتها تخفي ملامحها؟ وكم شاب علّق في عنقه أرزة لبنان، وحوّل معصمه سوار القدس؟ وكم طفل بدأ صباحه بنشيد لبنان الوطنيّ وخلف صدره فلسطين تتراقص على لحنه؟
اسأل عن هذا كله يا باسيل. إسأل اقتصاد البلد وروحانياته بل وقضاياه، إسأل، وسيجيبك مَن نحن، سيردّد على مسامعك: "كلّنا لبنان، كما كنّا وما زلنا فلسطين، دليلنا أرزته كما كوفيّتنا شعارنا، عاصمتنا بيروت كمان أنّ القدس عاصمة كل لبنانيّ وعربيّ".
C675795D-D7B7-44D3-A764-B9BC4FF9A70C
C675795D-D7B7-44D3-A764-B9BC4FF9A70C
هبة إبراهيم (فلسطين)
هبة إبراهيم (فلسطين)