أُسَر عراقية تدعم المتظاهرين بالغذاء والماء.. و"التوكتوك" يتحول لإسعاف

أُسَر عراقية تدعم المتظاهرين بالغذاء والماء.. و"التوكتوك" يتحول إلى إسعاف

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
26 أكتوبر 2019
+ الخط -
منذ تجدد الاحتجاجات العراقية في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، أمس الجمعة، استنفرت بعض الأسر أفرادها من أجل تقديم الغذاء والماء والدواء للمتظاهرين الذين خرج كثير منهم إلى ساحات الاحتجاج وهم لا يملكون ثمن وجبة طعام واحدة.

في ساحة النسور وسط العاصمة بغداد، بادر عدد من أُسَر حيّ اليرموك المجاور إلى تجهيز كميات من الطعام والشاي والماء وتوزيعها على المتظاهرين الذين قضوا ليلتهم في الساحة.

وقال الحاج ماهر الجبوري، وهو من سكان حيّ اليرموك، إنه استنفر زوجته وأولاده وأحفاده من أجل تجهيز الطعام للمتظاهرين، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أنه فكّر في هذه المبادرة لأن عمره لا يسمح له بالتظاهر.

وأضاف: "شبابنا الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حقوقنا يستحقون منا تقديم أي جهد يمكن أن يعينهم على تجاوز محنتهم وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعامل من قبل الحكومة".

وتابع: "لست وحدي من أقدّم الطعام في هذه الساحة، بل يوجد آخرون يأتون من مناطق بعيدة في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد"، مبيناً أن أوضاع المتظاهرين الشباب المادية يُرثى لها، حتى إن بعضهم لا يمتلك ثمن وجبة طعام واحدة، ولا حتى أجرة العودة إلى منازلهم.

أمّ محمد التي تسكن في شارع حيفا ببغداد قالت لـ "العربي الجديد" إنها تقدّم الشاي للمتظاهرين في ساحة التحرير، مؤكدة أنها بدأت منذ مساء أمس بالتسوق بما يكفيها من شاي وسكر وأوانٍ يمكن أن تكفيها لمساعدة المتظاهرين عدة أيام.

أما خالد حماد الذي يمتلك سيارة "كيا باص" (ميكروباص)، فقال إنه بدأ منذ يوم الجمعة حملة مع زملائه من أجل القيام بنقل المتظاهرين مجاناً من أطراف بغداد إلى ساحتي التحرير والنسور، مشيراً إلى قيام مواطنين آخرين بمبادرات مختلفة، مثل تقديم الطعام والماء، فضلاً عن حضور عدد من أصحاب المهن إلى الساحات لتوفير خدماتهم مجاناً للمحتجين.

والظاهرة الأخرى اللافتة في الاحتجاجات العراقية، وخصوصاً بغداد، قيام أصحاب عربات "الستوتة" (التوكتوك) بتحويلها إلى إسعاف لنقل الجرحى المتظاهرين إلى المستشفيات القريبة بسبب عدم قدرة سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة على الوصول في أوقات الاشتباكات، وإطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها وسائل إعلام، سائقي "التوكتوك" وهم ينقلون مصابين إلى المستشفيات.

وأكد حيدر موسى، وهو أحد سائقي "التوكتوك"، لـ "العربي الجديد" أنه اتفق مع عدد من زملائه الشباب في المهنة على الحضور مبكراً إلى ساحة التحرير، لنقل المتظاهرين من خلال اعتماد الشوارع الضيقة التي لا يمكن السيارات السير فيها، مضيفاً: "لكن سقوط عشرات الجرحى أمام أعيننا وعدم وصول سيارات الإسعاف جعلنا نفكر في أن نقوم نحن بهذه المهمة التي نجحت بالفعل".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

واجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية ضغوطا جديدة أمس الجمعة إذ وجهت لجنة الإشراف بالجامعة انتقادات حادة لإدارتها بسبب قمع احتجاجات داعمة للفلسطينيين في الجامعة.
الصورة
استدعت إدارة جامعة كولومبيا الشرطة بسرعة للتدخل ضد تظاهرات التضامن مع غزة (سبنسر بلات/ Getty)

مجتمع

يزداد التصعيد في الولايات المتحدة ضد احتجاجات الطلاب الجامعات الرافضين لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وشملت إغلاق أحرام جامعية واستدعاء الشرطة.
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة

مجتمع

فجر الحادث المروع الذي وقع بمحافظة البصرة، جنوبي العراق، أمس الثلاثاء، وأودى بحياة 6 أطفال وأصاب 14 آخرين، موجة غضب شعبية واسعة في البلاد..