إصابة واعتقال راهب قبطي في وقفة احتجاجية بالقدس المحتلة
وقال أحد الرهبان الأقباط الذي كان من بين المحتجين لـ"العربي الجديد"، إن "شرطة الاحتلال تعاملت معهم بوحشية بينما كان العشرات من هؤلاء الرهبان ينفذون اعتصامهم الاحتجاجي، واعتدت عليهم بالضرب والدفع واعتقلت أحدهم، فيما سمحت لطواقم البلدية بالدخول ومباشرة أعمال الترميم".
ويمتد النزاع التاريخي بين الأقباط والأحباش على سطح الكنيسة التي يطلق عليها الإثيوبيون (منزل السلطان سليمان) إلى عشرات السنين، إذ يعتقدون أن الملك سليمان المذكور في الكتاب المقدس أهداه إلى ملكة مملكة سبأ. وفقد الأحباش سيطرتهم على السطح خلال تفشي الوباء في القرن التاسع عشر، فيما تمكن الأقباط من الاستيلاء عليه. لكن في عام 1970 وخلال غياب الرهبان الأقباط لفترة قصيرة عن كنيسة صغيرة في السطح عاد رجال الدين الأحباش ليحتلوه منذ ذلك الحين.
وتعود أزمة دير السلطان إلى عصر الأنبا باسيليوس، الذي سبق الأنبا الحالي على كرسي البطريركية، وأرسل خطابًا يطلب فيه من المجمع المقدس منع زيارة القدس بعدما ساندت القوات الإسرائيلية الرهبان الأحباش ومكنتهم من الاستيلاء على الدير.
Twitter Post
|
ويتهم الأقباط سلطات الاحتلال بمحاولة إذكاء النزاع بين الكنيستين القبطية والحبشية في البلدة القديمة من القدس من خلال مساندة تلك السلطات لطرف دون آخر، وتدخلها الدائم لصالح الأحباش، مشيرين إلى أن حامل الأيقونات بين دير السلطان وكنيسة القيامة يتكون من العاج والخشب المعشق على الطريقة القبطية، ومكتوب عليه "السلام لهيكل الله الأب" بالخط القبطي رغم محاولات الرهبان الأحباش تعليق أيقونات تخفي ذلك.
Twitter Post
|
ويعود دير السلطان إلى عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أهدى هذا الدير للأقباط المصريين تقديرًا لنضالهم معه ضد الاستعمار، وسمى الدير باسم السلطان نسبة إلى صلاح الدين، وعمل الدير على استضافة الرهبان الأحباش بعدما طردتهم الحكومة المحلية في القدس من أديرتهم وكنائسهم منذ ثلاثة قرون لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم، فاستضافهم القبط حرصا على عقيدتهم، وتوفير السبيل لهم للبقاء في القدس على أساس أنهم ضمن أولاد الكنيسة القبطية، وخلال القرون الثلاثة حاول الأحباش الاستيلاء على الدير وإخراج الأقباط منه، بيد أن محكمة القدس الشرعية كانت في كل مرة تُعيد التصرف فيه إلى الكنيسة القبطية.
Twitter Post
|
ويقع هذا الدير داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة. وتبلغ مساحته حوالي 1800 م2. ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة.
بينما تقع ساحة الدير فوق كنيسة القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية غير المتجسدة (الأربع حيوانات) ومساحتها 42 م2، و كنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها 35 م2. وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة.
Twitter Post
|