اغتيال منصور والمتوكل، والقاتل الواحد!

اغتيال منصور والمتوكل، والقاتل الواحد!

26 نوفمبر 2014
+ الخط -

وتيرة الاغتيالات تتزايد في اليمن يوماً تلو الآخر، هي أيام فقط مرت منذ اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في شارع الزراعة في صنعاء، ما زال ترابه رطباً، ولم يجف، وما تزال دموع محبيه من الوطنيين داخل هذا الوطن الأليم تذرف وتتساقط. على غير عادة القاتل المهزوم، فإنه، اليوم، يعود، من جديد، وعلى بعد 256 كم، لينقل الوجع الوطني إلى مكان آخر، أو بالأحرى ليبدد من حجم الألم الثقيل الملقى على بصائر الناس وقلوبهم المفلوجة.
تناقضٌ كبير أن تسمع صوت الرصاص، أو دوي انفجار في إقليم المدنية والثقافة هنالك في تعز. وعلى كل حال، فإن لنقل مثل هذه الأحداث إلى تعز مآرب أخرى، منها توسيع دائرة الاغتيالات على مستوى البلاد، وإشعار الناس بالخوف والهلع والقلق وتوتير الأجواء السياسية، ثانياً هنالك قاتل متخف، يجري تجاربه من بعيد، لكي لا تمسه النار.
عندما اغتيل المتوكل في شارع الزراعة في صنعاء، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هرع كثيرون إلى فبركة القصة وتأطيرها، وكشف الفاعل من دون أي دلائل، فبحكم قرب الشهيد من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، من ناحية اللحمة الأسرية، وليس الأفكار، ألقى أصحاب السبق للأخبار "الكاذبة والمزيفة" التهمة على حزب الإصلاح، بحكم قرابة الدم واختلاف الأفكار. هذه الفرضية بعيدة من قائمة الاحتمالات، فالحزب لا يمكن أن يقحم نفسه مع الحوثيين في أية مشكلة، مع هذا الهيجان الحوثي الذي يحط رحاله في كل أصقاع اليمن.
من قتل المتوكل في صنعاء، ولا أقصد من أطلق النار عليه، فنحن لا ندري أين هذا اليوم هل تمت تصفيته، أم ما زالوا بحاجة لخدماته العفنة؛ فمن قتل المتوكل، أي الذي دبر للعملية ومولها وهيج الفاعلين عليها هو ذاته الذي عمل الدور نفسه في سيناريو آخر، طبق، هذه المرة في محافظة تعز، على الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح، صادق منصور، هو، أي هذا المدبر الممول، وجد أن خطته الماضية لم يحالفها الحظ، وراح لتنفيذ الجزء الآخر منها في ظنٍّ منه لاكتمال النصاب في العمليتين، وتكليلهما بالنجاح، وهو يرى أنه يعمل، حسب قانون نيوتن، "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار، ومضاد له في الاتجاه"، لكنه لا ينفذ القانون بحذافيره. وإلى حد اللحظة، يمكن أن نصف خططه بالواهية التي لم تحقق على الأرض إلا خسارة للأبرياء وللقامات الوطنية، فالمتوكل كان بمثابة الموسوعة العلمية للبلاد، وقتله خسارة على الوطن وعلى الشعب اليمني.

avata
avata
عمر الشارحي (اليمن)
عمر الشارحي (اليمن)