اكتشاف عضو جديد بجسد الإنسان يساعد في علاج السرطان

اكتشاف عضو جديد بجسد الإنسان يساعد في علاج السرطان

28 مارس 2018
الأجزاء الخلوية المملوءة بالسوائل والتي تتموضع تحت الجلد(فيسبوك)
+ الخط -


توصل العلماء أخيرًا، لاكتشاف عضو بشري جديد، كانوا يعتقدونه مجرد نسيج كثيف مترابط من الخلايا، وها هو اليوم يصبح أملهم الجديد في فهم آلية انتشار السرطان عند الإنسان.

وأطلق العلماء على مجموع الأجزاء الخلوية المملوءة بالسوائل، والتي تتوضع تحت الجلد، بطانة الأمعاء، وفي الرئتين والأوعية الدموية والقلب، اسم "interstitium" أو "العضو الخلالي"، وتبينوا أنها ترتبط جميعها ببعضها لتشكيل سلسلة تدعمها شبكة من البروتينات القوية والمرنة، وفقًا لموقع "إندبندنت".

وتعتبر مجلة journal Scientific Reports العلمية، أول من نشر دراسة تتحدث عن هذه الطبقات جميعها، بوصفها عضوًا واحدًا، وتحاول فهم وظيفتها، حيث أشار فريق البحث إلى احتمالية كونها عوامل امتصاص للصدمات، تحمي أنسجة الجسم من التلف.

ويعد عدم ملاحظة هذا العضو من قبل، على الرغم من أنه أكبر عضو في جسم الإنسان، أمرًا مثيرًا للعجب، إلا أن الباحثين أدركوا أن طرق فحص الأنسجة التقليدية، تتطلب تجفيف السوائل أثناء جمع الشرائح المجهرية، وهذا ما يدمر بنية العضو، وهو ما جعل الأطباء عبر السنين يعتبرونه مجرد طبقة بسيطة من النسيج الضام.


وتوصل الطبيب ديفيد كار لوك، والطبيب بيتروس بينياس، لهذا الاكتشاف عن طريق الصدفة، أثناء فحص القناة الصفراوية لأحد المرضى، بحثًا عن علامات تشير لإصابته بمرض السرطان، فلاحظا تجاويف لا تتطابق مع أي تشريح بشري سابق، وطلبا مشورة الطبيب الشرعي نيل تيس، من جامعة نيويورك، ليكتشفوا أن هذه التجاويف المملوءة بالسوائل لا توجد فقط في القناة الصفراوية، بل تحيط بالعديد من الأجهزة الحيوية.

وقال الدكتور تيس: "بدا هذا النسيج المليء بالسوائل، صلبًا في الشرائح المخبرية طيلة عقود، بسبب طرق الفحص التقليدية"، وأشار إلى أن تجميد الخزعات المأخوذة من القنوات الصفراوية لـ12 مريضًا، مكن العلماء من الحفاظ على بنية العضو المكتشف حديثًا لدراسته.

وأدرك الباحثون أن هذه التجاويف تصب في الجهاز اللمفاوي (شبكة الأوعية الدموية التي تنقل اللمف الذي يشارك في الاستجابة المناعية)، ما يمكن الخلايا السرطانية من عبورها باتجاهه، ويوفر طريقًا سريعًا لانتشار السرطان في الجسم، وهذا يسلط الضوء على تأثيرها السلبي المؤسف، إلى جانب وظيفتها في حماية الجسم من الصدمات.

وقد يساعد فهم هذه التفاصيل المكتشفة حديثًا في تشريح الجسم البشري، على تطوير اختبارات جديدة على السرطان، وإيجاد علاج له، ما قد يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام على طريق تقدم الطب.

 (العربي الجديد)

 

 

 

المساهمون